استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في نابلس

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء، من مدينة نابلس، بعد عدوان تواصل عدة ساعات، أسفر عن استشهاد شاب وإصابة 31 آخرين بالرصاص والاختناق.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد افادت مصادر طبية، " باستشهاد الشاب طارق قاسم القصاص متأثرا بإصابته الحرجة بالرصاص الحي في الصدر، وإصابة سبعة مواطنين بالرصاص في أنحاء متفرقة من أجسادهم، وستة مواطنين بشظايا الرصاص ومواطن نتيجة السقوط، بالإضافة إلى 17 مواطنا بالاختناق بينهم رضيعة (7 أشهر)، عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين في محيط المقبرة الغربية في شارع الجامعة.
وأشارت مصادر محلية بأن طواقم الهلال الأحمر وإطفائية بلدية نابلس، قامت بإخلاء مركز تعليمي بالقرب من مكان الاقتحام، كما تم إخلاء أربع عائلات من شارعي النجاح القديم والمأمون.
وذكرت مصادر أمنية، أن جنود الاحتلال اعتدوا على حرمة المقبرة، وهدموا عددا من شواهد القبور.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية أيضا من المدينة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام في محيط مخيم عسكر، ما أدى إلى إصابة مواطن بالرصاص الحي بالقدم.
وخلال الساعات الـ24 الأخيرة، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس ثلاث مرات.
ويتزامن عدوان الاحتلال على نابلس، مع تواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات وقرى في المحافظة، وعدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها: نور شمس وطولكرم.
ومنذ 21 يناير الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، حيث تركّز في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين، بينهم نساء وأطفال، ونزوح أكثر من 40 ألف مواطن قسرا، وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع العدوان واستمراره لفترة طويلة وعدم السماح بعودة النازحين إلى المخيمات.
فيما أوضح يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن سلاح الجو يهاجم حاليًا بقوة في جنوبي سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده لن تسمح بتمركز قوات سورية في المنطقة العازلة.
وعلى صعيد آخر، أوضح كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، أن "شجاعة الشعب الأوكراني وبسالته هما مصدر إلهام لنا جميعًا"، مشيرًا إلى أن النزاع في أوكرانيا يتطلب من بريطانيا والمجتمع الدولي الالتزام والتركيز المستمر في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية.
وأضاف ستارمر أن غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا ليس مجرد هجوم على دولة جارة، بل هو تهديد لأمن المنطقة بأسرها، وأكد أن "غزو بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا"، مشددًا على أن الرد الوحيد على هذا التصعيد هو "الردع والقوة"، وأوضح أن بريطانيا ستستمر في تقديم دعمها العسكري والإنساني لأوكرانيا لضمان دحر هذا العدوان، لافتًا إلى أن هذا الدعم سيكون عبر تعزيز الإنفاق العسكري.
وفي سياق تعزيز القدرات العسكرية، كشف ستارمر عن خطة لزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 2.5% من الناتج القومي الإجمالي، ما يعادل حوالي 30 مليار جنيه سنويًا.
وأكد أن هذه الزيادة في الإنفاق العسكري ضرورية لمواكبة المقتضيات الأمنية التي تفرض إعادة النظر في الصناعات العسكرية البريطانية، وأضاف أن جزءًا من هذا الإنفاق سيخصص للأمن الداخلي، بينما سيُخفض الإنفاق في بعض المجالات الأخرى، بما في ذلك نفقات خارجية.
وأشار ستارمر إلى أن المملكة المتحدة ستواصل دورها الإنساني في مناطق النزاع مثل غزة والسودان وأوكرانيا، حيث ستقدم الدعم اللازم للمتضررين من الحروب والكوارث.
وقال: "سنواصل دورنا الإنساني الذي يعكس التزامنا بالقيم الإنسانية، بما في ذلك في مناطق مثل غزة والسودان وأوكرانيا.
من ناحية أخرى، أكد ستارمر أن الأمن الأوروبي سيظل مهددًا طالما لم يتم حماية أوكرانيا من العدوان الروسي، مشددًا على أهمية تعزيز التحالفات الاستراتيجية بين بريطانيا وحلفائها، وأوضح أن المملكة المتحدة ستعمل على تعميق تحالفاتها واستخدام أدواتها المحلية لصناعة الفرص، بما يضمن استقرار الأمن في أوروبا والعالم.
وفي ختام تصريحاته، أقر رئيس الوزراء البريطاني بتأخر بريطانيا في التفاعل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تأخرت ثلاث سنوات في تقديم رد فعل حاسم، وهو ما يجب أن يتغير في المستقبل لضمان استقرار الأمن الدولي.