بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إحياء مدينة الذهب القديمة

بوابة الوفد الإلكترونية

- الكشف عن معسكر لأعمال التعدين منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام

تصوير وتوثيق المعسكر والحى السكنى لعمال مناجم الذهب وعمل محاكاة له

 

 

بعد عامين من العمل الدؤوب انتهت وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار، من أعمال مشروع «إحياء مدينة الذهب القديمة» بجبل السكرى جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، بالتعاون مع إدارة منجم السكرى، وذلك بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لنقلها وموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

وتضمن المشروع القيام بأعمال الحفر الأثرى وتصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التى تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال الموقع القديم وخارج مسار أعمال التعدين الحديثة التى تتم حالياً بمنجم السكرى.

وأعرب شريف فتحى وزير السياحة والآثار عن سعادته بما تم الكشف عنه من آثار توضح أسرار تاريخ هذه المنطقة، مؤكداً أن هذا المشروع يأتى فى إطار حرص وزارة السياحة والآثار فى الحفاظ على آثار وتراث مصر الحضارى بالتوازى مع تنفيذ خطة الدولة المصرية فى تنمية المشروعات التنموية والاقتصادية.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن بقايا معسكر لأعمال التعدين يرجع تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، به بقايا مصنع متكامل لاستخلاص الذهب من عروق المرو وتكسير وطحن وسحق حجر الكوارتز مرورا بأحواض التصفية والترسيب حتى مرحلة الصهر فى الأفران الفخارية واستخلاص الذهب.

كما تم الكشف عن بقايا عاصر معمارية لمنازل عمال المناجم والورش وأماكن التعدين ودور العبادة والمبانى الإدارية والحمامات البطلمية، وبقايا عناصر معمارية من العصور الرومانية والإسلامية، بالإضافة إلى العثور على مجموعة من اللقى الأثرية منها 628 أوستراكا عليها كتابات بالخط الهيروغليفى والديموطيقى واللغة اليونانية، وعدد من العملات البرونزية من العصر البطلمى ومجموعة كبيرة من تماثيل التيراكوتا لأشكال آدمية وحيوانية من العصر اليونانى الرومانى وتماثيل حجرية صغير الحجم بعضها غير مكتمل لباستت وحربوقراط وخمسة موائد قرابين من العصر البطلمى، بالإضافة إلى مجموعة من الأوانى الفخارية مختلفة الأحجام والأشكال والاستخدامات فمنها للحياة اليومية والعطور والعقاقير والمباخر فضلا عن مجموعة من الخرز المشغول من الأحجار الكريمة وأدوات الزينة من الأصداف المشغولة.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أهمية هذا المشروع، بما ساهمه فى فهم التقنية التى استخدمها المصرى القديم لاستخلاص الذهب من الصخور، وفهم أفضل للحياة المجتمعية والدینیة والاقتصادية لعمال المناجم بالمدن الصناعية بالصحراء الشرقية على مر العصور.

ومن جانبه أشار الأستاذ محمد عبدالبديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار إلى إنه فى إطار المشروع تم تصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التى تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاث كيلومترات شمال الموقع القديم وخارج مسار أعمال التعدين الحديثة التى تتم حالياً، كما تم عمل محاكاه لهذا المعسكر على مساحة ستة أفدنة، وبناء مركز للزوار به شاشات عرض كبيرة تعرض مراحل أعمال المشروع وصورا لما تم اكتشافه من تماثيل وأوانٍ وغيرها من القطع الأثرية بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات التعريفية والمعلوماتية عن تاريخ المنطقة.