بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مدى صحة الصيام إذا لم يشعر الصائم بلذة العبادة

بوابة الوفد الإلكترونية

الصيام.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصيام إذا تمَّ بأركانه، وشروطه من وجود النية، والإمساك عن المفطرات على الوجه المطلوب شرعًا، وخلا الصوم عمَّا يفسده، فإنه يقع صحيحًا، سواء شَعُرَ الصائم بلذَّة العبادة وحلاوتها أو لم يشعر.

مفهوم الصيام وبيان مبطلاتة والحكمة من مشروعية

وأوضحت الإفتاء أن الله عزَّ وجلَّ شرع الصيام لحكٍم جليلٍة، ومقاصد ساميٍة، ومن أعظم مقاصده أن يحقِّق المكلف مقام التقوى؛ التي تعني أن يراقب العبد ربه في السر والعلن، وأن يتحقق بمقام الإحسان، وأن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه، وأن يتخلى عن شهوات النفس ورعوناتها.

قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 276، ط. دار الكتب المصرية): [لتتقوا المعاصي، وقيل: هو على العموم؛ لأن الصيام كما قال عليه السلام: (الصيام جنة ووجاء)، وسببُ تقوى؛ لأنه يميت الشهوات] اهـ.


الصيام
وأضافت أن العلماء أتفقوا على أنَّ أصول المُفَطِّرات هي: الأكل والشرب، والجماع، وطروء الحيض، والنفاس قبل انتهاء وقت الصيام، والقيء عمدًا، فإذا تحقَّقَت هذه الأمور من حصول الامتناع الشرعي عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وخلا الصوم عمَّا يفسده؛ فإنه يكون صحيحًا.

مدى صحة الصيام إذا لم يشعر الصائم بلذة العبادة
الصيام.. وأكدت الإفتاء أن العبادة لها حلاوة ولذَّة يتذوق طعمها المتعبد، وأصل الذوق وجود طعمٍ في الفم ولو قليل، فعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله رَبًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد رسولًا» أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (2/ 13، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذا حديثٌ عظيمٌ أصلٌ من أصول الإسلام، قال العلماء رحمهم الله معنى "حلاوة الإيمان": استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا] اهـ.

والصيام له نوع خاص من الحلاوة واللذة، فالصائم يَشْعُر عند أذان مغرب يوم صيامه بفرحة ولذَّة من حيث إنه: تمام صومه، وخاتمة عبادته، وسلامته من المفسد، وزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، وهذا الفرح طبيعي، ويوم القيامة يفرح بوعد الله تعالى من الخيرات المُعَدة له، ونيل الثواب، وإعظام المنزلة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فَرِح بصومه» متفقٌ عليه.

أهمية صحة الصيام وفوائده:

1. تنظيف الجسم من السموم:

يمنح الصيام الجهاز الهضمي فترة راحة، مما يساعد على تنظيف الجسم من السموم المتراكمة.
يحفز الصيام عملية التخلص من الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة، مما يعزز صحة الجسم بشكل عام.
2. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية:

يساعد الصيام على خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يساهم الصيام في تنظيم ضغط الدم وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
3. تعزيز صحة الجهاز الهضمي:

يساعد الصيام على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم.
يقلل الصيام من أعراض القولون العصبي والتهابات الجهاز الهضمي.
4. تنظيم مستويات السكر في الدم:

يحسن الصيام حساسية الجسم للأنسولين، مما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
يقلل الصيام من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
5. تقوية جهاز المناعة:

يعزز الصيام إنتاج خلايا الدم البيضاء، التي تلعب دورًا هامًا في مكافحة العدوى والأمراض.
يقلل الصيام من الالتهابات المزمنة، التي تضعف جهاز المناعة.
6. تحسين الصحة النفسية:

يساعد الصيام على تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
يعزز الصيام الشعور بالهدوء والاسترخاء والصفاء الذهني.
7. إنقاص الوزن والحفاظ على الوزن المثالي:

يساعد الصيام على حرق الدهون المتراكمة في الجسم، مما يؤدي إلى إنقاص الوزن.
يعزز الصيام الشعور بالشبع، مما يساعد على التحكم في الشهية والحفاظ على الوزن المثالي.
8. تعزيز صحة الجلد:

يساعد الصيام على تقليل نمو الميكروبات على البشرة بسبب نقص كمية الماء الموجودة فيها بسبب الصيام.
يقلل الصيام من أعراض بعض الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب.