اسامة الحديدي: العودة إلى منهج الله هي الحل لأزمات العالم

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك ما ألقاه الدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في خطبة الجمعة في المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك في إطار مشاركاته في أنشطة مختلفة بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
الدعوة إلى العودة لمنهج الله لحل أزمات العالم
استهل الحديدي خطبته بالتأكيد على أن العالم اليوم يواجه أزمات متعددة، وأن السعي إلى حلول حقيقية لن ينجح إلا بالعودة إلى منهج الله سبحانه وتعالى، مشددًا على أن تدبر آيات القرآن الكريم والعمل بها وفق فهم صحيح لمراد الله منها هو السبيل لتحقيق السلام والاستقرار العالمي.
وأشار إلى أن الإسلام يحث على الوحدة والتآخي بين البشر، مستشهدًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
الإنسان مقيد بحدود الله ولا اعتداء على الآخر
وأكد الحديدي أن الإسلام وضع ضوابط تحفظ للإنسان حقوقه وكرامته، مشيرًا إلى أن الإنسان في الدنيا محدود بحدود الله، فلا يجوز له الاعتداء على غيره بغض النظر عن جنسه أو لونه أو لغته أو عرقه، مستدلًا بقول الله تعالى على لسان ابن آدم: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 28].
القضية الفلسطينية قضية إسلامية وعالمية
وفي سياق حديثه عن العدالة والحقوق، شدد الحديدي على أن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية فقط، بل هي قضية إسلامية وإنسانية، مؤكدًا أن تهجير الشعب الفلسطيني ظلم وعدوان يرفضه العالم أجمع.
الإسلام يحفظ القيم والفضائل
وفي ختام خطبته، أكد الحديدي أن الله سبحانه وتعالى يريد لعباده أن يعيشوا حياة سعيدة وفق قانون رباني يحفظ القيم والفضائل، وأن مقاصد التشريع الإسلامي تدور حول حفظ النفس، والذي يؤدي بدوره إلى حفظ الدين والعقل والنسل والمال.
كما أشار إلى أن دراسة القرآن الكريم تكشف وجود مشتركات كثيرة بين جميع رسل الله، مما يعكس وحدة الرسالات السماوية تحت مظلة الدين الذي ارتضاه الله للعالمين.
رسالة الأزهر للعالم: التعايش والسلام
ويأتي هذا النشاط الدعوي في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز التواصل مع الجاليات المسلمة في أوروبا، ودعم اندماجهم في المجتمعات الغربية، مع التأكيد على القيم الإسلامية الداعية للتعايش والسلام، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام كدين رحمة وعدل.

