كنوز الصين ترى النور بعد قرون حبيسة المخازن

على مدى العقد الماضي، تسارعت جهود الترميم في الصين لاستعادة وحفظ آلاف القطع الأثرية التاريخية التي تم إخراجها من مخازن المتاحف، في إطار سعي البلاد لحماية تراثها الثقافي العريق.
ويعد هذا جزءاً من استراتيجية أوسع يقودها الرئيس شي جين بينج لتعزيز الهوية الثقافية للصين ورفع مكانتها الثقافية على الساحة العالمية.

من بين أبرز الأعمال التي يتم ترميمها، لوحة فنية من الورنيش تعود إلى عهد أسرة تشينغ. هذه اللوحة المزخرفة، التي تتضمن الياشم والعقيق، تُصور مشهداً ضبابياً لآلهة طاوية.
وقال صن أو، أحد الخبراء في ترميم الأعمال الفنية في المدينة المحرمة، القصر الإمبراطوري القديم في بكين، إن اللوحة كانت في حالة متدهورة للغاية بسبب التفكك الذي لحق بها، إذ أصبحت الطبقة السفلية في حال مسحوقة تماماً. وأضاف أن أكثر من 100 قطعة من الإضافات الزخرفية قد سقطت، مما استدعى ترميمها مرة أخرى بحذر شديد.
تزامن هذا النشاط المكثف مع الذكرى المئوية لتأسيس متحف القصر في بكين، حيث تستعد المؤسسة لإطلاق فرع جديد في العاصمة في وقت لاحق من هذا العام. هذا الفرع الجديد سيزيد بشكل كبير من القدرة على عرض القطع الأثرية، بما في ذلك تلك التي كانت مخزنة في المتاحف لفترات طويلة. ومن بين نحو مليوني قطعة أثرية يحتفظ بها المتحف، يُعرض حالياً حوالي 10 آلاف قطعة فقط في آن واحد، بينما يستعرض فرع هونغ كونغ في المتحف نحو 900 قطعة.
تعود أصول متحف القصر إلى عام 1925، حيث أسسته حكومة جمهورية الصين بعد الإطاحة بآخر إمبراطور صيني، بو يي. ومع مرور الوقت، تعرضت مجموعات المتحف للسرقة والتلف، خاصة خلال الحروب العالمية والحروب الأهلية الصينية، بالإضافة إلى الثورة الثقافية. ففي الثلاثينيات من القرن الماضي، قامت السلطات الصينية بنقل العديد من القطع القيمة إلى مناطق أخرى لحمايتها من الاحتلال الياباني.
سر اختفاء كنوز الصين
وفي أعقاب الحرب الأهلية الصينية، فرّ زعماء الحكومة الوطنية إلى تايوان، حيث نقلوا معهم آلاف القطع الأثرية. اليوم، يحتفظ متحف القصر الوطني في تايبيه بما يزيد عن 690 ألف قطعة أثرية، معظمها يعود إلى عهد أسرة تشينج، وتظل مملوكة للحكومة التايوانية.
تتواصل الجهود الحثيثة لترميم هذه القطع التي تعتبر بمثابة كنوز حية من تاريخ الصين، في إطار مساعي البلاد للمحافظة على تراثها الثقافي الثري والتأكيد على مكانتها الثقافية العالمية.