بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مكتبة الإسكندرية تُطلق حائط معرفة "نحو النهار" تطبيق بردية كتاب الإمي- دِوُات

ارشيف
ارشيف

في إطار الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية في نشر التراث المصري باستخدام التقنيات الحديثة، وإتاحته بما يناسب النشء والشباب وجميع الفئات العمرية من الجمهور، قامت المكتبة بتنفيذ مشروع حائط معرفة بردية "إمي-داوت" المعروضة بقاعة الحياة في العالم الآخر داخل متحف الآثار بالمكتبة، وذلك من خلال تعاون مشترك بين كل من متحف الآثار ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابعين لقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة.


يهدف المشروع إلى تقديم تجربة فريدة لزائري المتحف باستخدام تقنية الواقع المعزز؛ حيث تُترجَم النقوش الموجودة بالبردية من خلال تطبيق تفاعلي على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، من خلال توجيه كاميرا الهاتف تجاه مشاهد ورسومات البردية مدعوم بشرح صوتي لأحداث المشهد المختار مع إمكانية الاستماع إلى الشرح باللغتين العربية أو الإنجليزية.


جدير بالذكر أن حائط المعرفة فكرة مطورة بواسطة مكتبة الإسكندرية تعتمد على تقنيات الواقع المعزز Augmented Reality والتي تتميز بإمكانية إظهار معلومات رقمية بشكل مدمج مع الواقع المادي، وذلك على خلاف التقنيات التقليدية مثل: شاشات الهواتف والكمبيوتر التي تقوم بعرض المعلومات الرقمية على شاشات مسطحة منفصلة عن الواقع؛ مما يجعلها وسيلة جذابة وسهلة ومختلفة لنشر الوعي بالتراث المصري بين الشباب والنشء ومختلف الفئات العمرية.


تعد هذه البردية ذات قيمة أثرية عظيمة، حيث يعد كتاب "إِمي- دِوُات" هو الكتاب الأكثر وضوحًا في وصفه لرحلة إله الشمس خلال الاثني عشر ساعة الليلية من بين جميع كتب المصريين القدماء عن العالم الآخر، كما يتمركز المحور الرئيس للكتاب حول فكرة تجدد إله الشمس، والذي يتم في اثني عشر قسمًا؛ حيث يمثل كل قسم ساعة من الساعات التي تمتد من غروب الشمس إلى شروقه

من جانب اخرأصدرت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الخطوط التابع لقطاع البحث الأكاديمي العددين الثامن عشر والتاسع عشر من حولية "أبجديات" لعامي 2024-2025؛ وهي حولية علمية دولية محكمة تصدر سنويًا عن مركز دراسات الخطوط، ومُعتمدة من لجان الترقيات العلمية بالمجلس الأعلى للجامعات، والمجلة متاحة على بنك المعرفة المصري، كما تنشر وتوزع على مستوى العالم بالشراكة مع دار النشر Brill بليدن، هولندا.


يمثل عام 2022 محطة استثنائية في علم المصريات، حيث يوافق الذكرى المئوية الثانية لفك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة (1822-2022). وبمناسبة هذا الحدث البارز، نشأ تعاون علمي دولي غير مسبوق بين مكتبة الإسكندرية، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO) ، ومتحف شامبليون بمدينة فيجاك بفرنسا، لتنظيم ندوة علمية بعنوان "الهيروغليفية في القرن الحادي والعشرين"، احتفاءً بهذه الذكرى المهمة. أقيمت هذه الندوة في مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر 2022، حيث ناقش علماء بارزون من تخصصات ومنهجيات متنوعة، على مدى يومين، مختلف الجوانب المتعلقة باللغة المصرية القديمة. تضمنت الندوة أوراقًا بحثية تناولت محورين رئيسيين في تاريخ دراسة الكتابة واللغة المصرية القديمة: الأول يتعلق بالأعمال الحديثة في فك رموز الهيروغليفية، بما في ذلك التأريخ والتطورات الحديثة في علم اللغة، والثاني يستعرض علم فقه اللغة المصرية القديمة على مدار المائتي عام الماضية، متناولاً علم النقوش، ودراسة الخطوط القديمة، والتحليل السياقي والتاريخي للنصوص المصرية المكتوبة بالهيروغليفية ومتغيراتها، مثل الهيراطيقية والديموطيقية. كما سلطت الندوة الضوء على الجهود التي بذلها العلماء العرب في العصور الوسطى لمحاولة فك رموز اللغة المصرية القديمة قبل شامبليون.


ونظرًا لأهمية الموضوعات التي تناولها المؤتمر، كانت هناك ضرورة إلى إصدار عددين استثنائيين متتاليين من حولية أبجديات لنشر نتائج هذا المؤتمر. يسلط العدد 18 (2024) الضوء على المناهج متعددة التخصصات التي ظهرت على مدى القرنين الماضيين، حيث يعرض تفسيرات لنظام الكتابة المصري القديم بين أنظمة الكتابة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص ورقة بحثية خاصة لممارسات الكتابة في مصر القديمة والتي تسمح للقارئ بالتمييز بين الكتابة الجيدة والسيئة. في حين يضم العدد 19 (2025) مجموعة من المقالات لكبار المتخصصين في تاريخ علم المصريات والخلفية التاريخية لفك رموز الهيروغليفية وعلم فقه اللغة. يبدأ العدد بفحص السياق التاريخي الذي أدى إلى فك رموز الهيروغليفية، يليه تحليل للسباق على فك رموز الهيروغليفية بين الفرنسي جان فرانسوا شامبليون والإنجليزي توماس يونج. ثم تتعمق المقالات اللاحقة في التعقيدات اللغوية والرمزية للهيروغليفية، وتقدم رؤى حول طبقات اللغة واستخدامها في جوانب مختلفة من المجتمع المصري القديم والحديث. علاوة على ذلك، يركز هذا العدد على الأرشيفات ودورها في فك رموز الهيروغليفية.


والجدير بالذكر أن مركز دراسات الخطوط يتلقى الآن مشاركات الباحثين في العدد القادم، وهو العدد الحادي والعشرون (2027) من الحولية، والذي سوف يخصص للأبحاث والمشروعات العلمية التي تتعلق بالطباعة والخطوط العربية ودورها في طباعة المصحف الشريف، وتقدم الأبحاث بلغات أجنبية