العملية التعليمية تعود إلى غزة بعد شهور من النزوح والدمار

في خطوة تحمل الأمل لمئات الطلبة والطالبات في قطاع غزة، استؤنفت العملية التعليمية اليوم الأحد بعد توقف دام شهوراً بسبب العدوان الإسرائيلي، عادت مئات الأسر إلى مقاعد الدراسة في مدارس قطاع غزة، التي كانت قد تأثرت بشكل بالغ جراء الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي والحصار المستمر.
وكانت بداية العام الدراسي في مدارس المحافظة الوسطى، التي تعتبر الأقل تضرراً من العدوان، حيث جرت إصلاحات في بعض المدارس لتجهيزها لاستقبال الطلبة، وشهدت المدارس في هذه المناطق انطلاق العملية التعليمية بترتيب وتنظيم، في محاولة لتعويض ما فاته الطلبة طوال عامين من انقطاع الدراسة، وتقرر أن تكون الاختبارات النهائية في يونيو المقبل، بما يتناسب مع الخطة التعليمية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم في غزة.
وكان العدوان الإسرائيلي قد ترك آثاراً كارثية على التعليم في قطاع غزة، حيث حرم أكثر من 785 ألف طالب وطالبة من التعليم، ودمر 132 مدرسة وجامعة بشكل كامل، كما ألحق أضراراً جزئية بـ348 مدرسة وجامعة، إضافة إلى ذلك، تحولت العديد من المدارس إلى مراكز لإيواء النازحين بسبب القصف المستمر، ما جعلها أماكن لا تصلح لاستقبال الطلبة.
ووفقاً لتصريحات مدير مديرية التربية والتعليم في المحافظة الوسطى، محمد حمدان، فقد تم تجهيز الفصول الدراسية بعد إزالة الركام منها، وتم إطلاق العام الدراسي في الموعد المحدد، وأكد حمدان أن استئناف الدراسة جاء ضمن خطة شاملة وضعتها وزارة التربية والتعليم تهدف إلى تعويض الطلبة عن العام الدراسي 2023-2024، وأشار إلى أن العملية التعليمية ستعود تدريجياً إلى محافظات أخرى مثل محافظة غزة والشمال، رغم أن العديد من المدارس لا تزال غير مهيأة وتعمل داخل الخيام.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم، إلا أن الطلاب يواجهون تحديات كبيرة، حيث تشير التقارير إلى أن توفر المستلزمات الدراسية، مثل القرطاسية، لا يزال يشكل عقبة أمام العديد من الطلبة، علاوة على ذلك، هناك صعوبة في توفير الإنترنت بشكل مستمر للطلاب الذين يعتمدون على الدراسة الإلكترونية.
من بين الطلاب الذين عادوا إلى الدراسة، تقول طالبة الثانوية العامة حنين رمانة، إن العودة إلى المدرسة أعطتها الأمل مجددًا في مواصلة دراستها بعد أن كانت تعيش في حالة من القلق والخوف على ضياع سنتها الدراسية المهمة، "أصبحت أكثر عزيمة بعد استشهاد والدي خلال الحرب، ولكن العودة إلى المدرسة أعادت لي الطموح والمستقبل الذي كنت أخشى أن أضيعه".
أما الطالبة سندس عاشور، التي كانت قد بدأت دراستها عبر مبادرة تعليمية في نوفمبر الماضي، فقد أكدت أن استئناف الدراسة في المدارس الحكومية أعطاها حافزاً قوياً لاستكمال دراستها، رغم التحديات التي واجهتها بسبب النزوح وصعوبة الدراسة الإلكترونية.
يشير العديد من الطلاب إلى أنهم يتطلعون إلى إنهاء دراستهم وتقديم الامتحانات النهائية في الوقت المحدد، وكشف وكيل وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، خالد أبو ندى، أنه من المتوقع أن تكون الاختبارات النهائية لطلاب الثانوية العامة في شهر مارس المقبل، وهو ما يبعث الأمل في نفوس هؤلاء الطلبة الذين خسروا عاماً كاملاً من التعليم بسبب العدوان الإسرائيلي.
وفي الختام، تعكس عودة العملية التعليمية إلى غزة تحدياً كبيراً للدمار الذي لحق بالقطاع، ومع ذلك، تستمر الجهود لتحسين الوضع التعليمي وتوفير الفرص لجميع الطلاب لمتابعة تعليمهم رغم الصعوبات.
أمير الكويت يوجه بتعزيز التعاون والاستثمارات مع مصر
وجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حكومته بضرورة دفع جهود التعاون مع مصر في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على زيادة الاستثمارات بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
جاءت تصريحات أمير الكويت خلال استقباله رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، في مقر الديوان الأميري بقصر بيان، حيث بحث الجانبان عدداً من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، وحضر اللقاء رئيس مجلس وزراء دولة الكويت، الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، وعدد من المسؤولين الكويتيين والمصريين.
وأكد أمير الكويت خلال اللقاء على تطابق وجهات نظر البلدين بشأن التطورات الراهنة في المنطقة، مشدداً على أن استقرار مصر يُعد ركيزة أساسية لاستقرار الكويت والمنطقة العربية ككل، كما أشار إلى أن أي دعم تقدمه الكويت لمصر هو دعم مباشر لمصالح شعب الكويت نفسه، في إشارة إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأعرب الشيخ مشعل الأحمد عن تقديره العميق للدور التاريخي الذي لعبته مصر في دعم دولة الكويت في مختلف المجالات، مشيدًا بإسهام الخبراء المصريين في بناء نهضة الكويت منذ عقود، كما أكد أن الكويت لن تنسى ما قدمته مصر من دعم ومساندة عبر التاريخ، مثمناً جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تحقيق نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة.
وخلال اللقاء، سلم رئيس الوزراء المصري أمير الكويت دعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة يوم 4 مارس المقبل، وأكد مدبولي أن القمة تأتي في توقيت دقيق، معرباً عن تطلع القيادة المصرية إلى مشاركة أمير الكويت في هذا الحدث المهم لمناقشة التحديات التي تواجه المنطقة العربية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري ترحيب القاهرة بالاستثمارات الكويتية في السوق المصرية، مشيرًا إلى حرص الحكومة المصرية على توفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين الكويتيين، وتحفيزهم على ضخ استثمارات جديدة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للبلدين.