جيش الاحتلال يشن غارات جوية على جنوب لبنان

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، غارات جوية في محيط بلدتي القليلة وأنصار في جنوب لبنان، بالإضافة إلى غارة استهدفت المنطقة بين ديرقانون النهر ومعروب في الجنوب.
وشهدت الأجواء اللبنانية، اليوم الأحد تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق العاصمة بيروت، وفق ما أفادت مراسلتنا.
استفزاز إسرائيلي لمشاعر اللبنانيين في يوم تشييع حسن نصر الله:
لم يخلُ صباح يوم تشييع جثمان الأمين العام التاريخي لحزب الله حسن نصر الله من استفزازات إسرائيلية لمشاعر اللبنانيين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال استهدف عددًا من بلدات الجنوب اللبناني قبل ساعات من جنازة نصر الله.
وفي هذا السياق، قامت مُسيرات إسرائيلية بالتحليق في أجواء العاصمة اللبنانية بيروت تزامنًا مع استعدادات تشييع نصر الله.
اقرأ أيضًا.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
اقرأ أيضًا: أفراح السودانيين تتواصل بانتصار الجيش: "بكرة بيخلص هالكابوس"
شهدت العلاقات بين إسرائيل ولبنان توترات متصاعدة في الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر 2024 بوساطة أمريكية. نص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، أي بحلول 26 يناير 2025، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) في المناطق المُنسحَب منها. ومع ذلك، تم تمديد المهلة حتى 18 فبراير 2025 بناءً على طلب إسرائيل، التي بررت ذلك بأسباب أمنية ولوجستية.
مع انقضاء المهلة الجديدة، أعلنت إسرائيل في 17 فبراير 2025 عن نيتها الإبقاء على وجودها العسكري في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، مبررة ذلك بأهمية هذه المواقع لأمنها القومي. تشمل هذه النقاط مناطق جبل بلاط، جبل الديب، وجبل الدير، المقابلة لمستوطنات زرعيت، أفيفيم، وكريات شمونة على التوالي. أثار هذا القرار استياء الحكومة اللبنانية، التي اعتبرته انتهاكًا لسيادتها وللاتفاق المبرم، مطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الإسرائيلية من كامل أراضيها.
في ظل هذه التطورات، شهدت المناطق الحدودية تصاعدًا في التوترات، حيث وقعت اشتباكات متفرقة بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين يُعتقد أنهم تابعون لحزب الله. كما دعت قيادة حزب الله المدنيين اللبنانيين إلى تنظيم احتجاجات بالقرب من المواقع الإسرائيلية، مما أدى إلى مواجهات محدودة أسفرت عن إصابات طفيفة. من جانبها، حذرت إسرائيل من أنها سترد بحزم على أي انتهاكات لوقف إطلاق النار، مؤكدة حقها في الدفاع عن أمن مواطنيها.
على الصعيد الدولي، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء تصاعد التوترات، داعين الطرفين إلى ضبط النفس والالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. كما كثفت الأمم المتحدة جهودها الدبلوماسية عبر مبعوثيها في المنطقة، سعيًا لتخفيف حدة التوتر ومنع اندلاع مواجهة عسكرية شاملة.
في هذا السياق المعقد، يبقى مستقبل العلاقات بين إسرائيل ولبنان مرهونًا بقدرة الطرفين على تجاوز الخلافات الحالية، والالتزام بالمسارات الدبلوماسية لحل النزاعات، بما يضمن الاستقرار والأمن في المنطقة.