بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

انتشار الأسواق العشوائية في الإسكندرية.. أزمة متفاقمة وحلول غائبة

الاسواق العشوائية
الاسواق العشوائية تضرب الاسكنرية

لا تزال مشكلة الأسواق العشوائية وانتشار الباعة الجائلين في شوارع وميادين الإسكندرية مستعصية على الحل، ما يشكل أزمة مزمنة للسكان والمسؤولين. 

ورغم الحملات المتكررة لإزالة التعديات، يستمر الباعة في العودة فور انتهاء الحملات، ليبقى المشهد نفسه: ازدحام مروري، إشغالات في الشوارع، وفوضى تعرقل الحياة اليومية للمواطنين.

ازدحام خانق في باكوس

يعتبر حي باكوس من أكثر المناطق تأثرًا بهذه الظاهرة. الحي الشعبي، الذي يحمل قيمة تاريخية ويعد موطنًا لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تحول إلى سوق مفتوح يعج بالباعة الذين يفترشون الأرصفة ويعرقلون حركة المرور.

تقول عبير أحمد، وهي موظفة من سكان باكوس، إن الأسواق العشوائية تمتد من الحي وصولًا إلى منطقة غبريال، حيث يحتل الباعة الجائلون الشوارع ويتركون خلفهم أكوام القمامة. وتشير إلى أن سرقة التيار الكهربائي أصبحت أمرًا شائعًا في المنطقة، مما يزيد من مخاطر الحرائق.

وتضيف أن المشكلة تتفاقم بسبب لعبة "الكر والفر" بين الباعة والحملات الأمنية، حيث يختفون عند وصول الحملة ثم يعودون بعد مغادرتها مباشرة، ليبقى المشهد على حاله.

المنشية.. عودة الفوضى إلى قلب المدينة

ميدان أحمد عرابي، أحد أكبر ميادين الإسكندرية وأشهرها تاريخيًا، يعاني من انتشار الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة، وحولوا الأشجار إلى أماكن لعرض الملابس. تقول آلاء إبراهيم، وهي موظفة، إن الميدان الذي كان يومًا ما رمزًا للحضارة أصبح الآن يعج بالفوضى.

وتسأل: "أين محافظ الإسكندرية من هذه الفوضى؟ لماذا لا يتم تخصيص أماكن للباعة بدلًا من السماح لهم باحتلال الشوارع بهذه الطريقة غير الحضارية؟"

الإبراهيمية.. شارع الأجتية تحت الحصار

يواجه سكان شارع الأجتية بمنطقة الإبراهيمية معاناة يومية بسبب انتشار الباعة الجائلين الذين تسببوا في ازدحام مروري دائم وإغلاق الشارع بالكامل.

يقول إسماعيل محمد، صاحب محل ملابس، إن الباعة لا يكتفون بإشغال الطريق، بل يقومون بسرقة التيار الكهربائي، مما يزيد من مخاطر الحرائق. ويؤكد أن حادثة احتراق بعض فروشات الباعة بسبب ماس كهربائي لم تكن مفاجئة، بل كانت نتيجة طبيعية لعدم وجود رقابة.

العجمي.. سوق الهانوفيل يعطل المرور

في العجمي، أدى انتشار سوق الهانوفيل إلى اختناق مروري على طريق إسكندرية - مطروح الرئيسي، حيث يحتل الباعة الجائلون الطريق بالكامل، بما في ذلك مداخل الوحدة الصحية القريبة وبعض الشوارع الجانبية.

يقول يسري محمود، وهو مهندس من سكان العجمي، إن الأسواق العشوائية تنتشر في كل الأحياء دون أي حلول حقيقية، مشيرًا إلى أن الحملات التنفيذية مجرد إجراء مؤقت لا يحقق أي تغيير دائم.

العامرية.. كارثة أسفل الكوبري

تشهد منطقة العامرية واحدة من أخطر صور الفوضى، حيث يحتل السوق العشوائي أسفل كوبري الطريق الصحراوي أجزاء من شريط السكة الحديد، إلى جانب الطريق المؤدي للكنج مريوط والعامرية.

يؤكد مصباح السيد، وهو تاجر في المنطقة، أن الوضع في العامرية أصبح كارثيًا، حيث تحولت الشوارع إلى مقالب قمامة، ووصل الأمر إلى قيام بعض الباعة بتوصيل الكهرباء إلى أكشاكهم المخالفة، ما حولها إلى محال تجارية غير مرخصة.

محطة مصر.. تطوير بمليارات الجنيهات في مواجهة العشوائية

رغم التطوير الذي شهدته محطة مصر مؤخرًا، والذي كلف مليارات الجنيهات، ما زالت الأسواق العشوائية تعيق حركة المرور في محيطها.

يستنكر مدحت عاصم، موظف من سكان المنطقة، استمرار الفوضى، مشيرًا إلى أن الباعة الجائلين احتلوا الأرصفة والشوارع المحيطة بالمحطة، مما يتسبب في إعاقة حركة المرضى المترددين على مستشفى أحمد ماهر القريبة.

كوم الشقافة.. المنطقة الأثرية تتحول إلى سوق عشوائي

كوم الشقافة، أحد أهم المواقع الأثرية في الإسكندرية، لم يسلم من الفوضى. يقول السيد علي، صاحب مكتبة في المنطقة، إن الأسواق العشوائية حولت الموقع الأثري إلى سوق شعبي، مما يعيق حركة السياح ويشوه المشهد الحضاري.

ويطالب سكان المنطقة بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية المزارات الأثرية في المدينة، مثل عامود السواري وكوم الناضورة وقلعة قايتباي، من العشوائية والإهمال.

كرموز.. أزمة المرور تزداد سوءًا

تعاني منطقة كرموز من انتشار العشوائيات رغم أنها تضم معالم سياحية بارزة، مثل عمود السواري ومقابر العمود.

تقول إيمان محمد، مهندسة من سكان كرموز، إن المنطقة أصبحت تعاني من فوضى المرور بسبب انتشار الأسواق العشوائية وسيطرة مركبات التوك توك والميكروباصات. وتؤكد أن الموقف العشوائي بالقرب من عمود السواري يشوه صورة أحد أهم المعالم السياحية في المدينة.

ميامي.. سوق أسبوعي يثير غضب السكان

في ميامي، يعاني سكان شارع العيسوي من إقامة سوق عشوائي كل يوم جمعة، حيث يفترش أكثر من 500 بائع مداخل العمارات، ويتعاملون بعنف مع السكان.

يقول أحمد حميدة، أحد سكان المنطقة، إن موظفي حي المنتزه لا يقدمون أي حلول حقيقية، بل يكتفون بإبعاد الباعة عن الشارع الرئيسي إلى الشوارع الجانبية، مما يزيد من معاناة السكان بدلًا من حل المشكلة.

متى ينتهي هذا المشهد؟

رغم المحاولات المستمرة لإزالة الأسواق العشوائية، إلا أن الحلول تبدو غير فعالة. يطالب المواطنون بتخصيص أماكن رسمية للباعة الجائلين، وتنظيم الأسواق بدلاً من الاكتفاء بحملات الإزالة المؤقتة التي لا تؤدي إلى تغيير دائم.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن محافظة الإسكندرية من إعادة النظام إلى شوارعها وإنهاء هذه الفوضى، أم أن الأسواق العشوائية ستظل جزءًا من المشهد اليومي للمدينة؟