بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

طبية بالمنوفية ترفض مغادرة العمل لتشييع جنازة والدتها

الطبيبة عائشة محرم
الطبيبة عائشة محرم

إن‭ ‬تاريخ‭ ‬المرأة المصرية وخاصة السيدات بمحافظة المنوفية،‭ ‬يبقى‭ ‬دائمًا‭ ‬مستقبلاً‭ ‬واعدًا،‭و ‬إن دور الطبيبة  الإنساني يحتم عليها تحديات كبيرة تفوق احتمال البعض.. والدكتورة عائشة محرم هي‭ ‬فعلاً‭ ‬تبدو‭ ‬مثل‭ ‬الشجرة‭ ‬ثمارها‭ ‬ورائحتها‭ ‬هي‭ ‬الوطن،‭ ‬تمثل‭ ‬صورة‭ ‬نادرة‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬الطبيبات التي تؤدي رسالتها والتفاني في العمل علي أكمل وجه.

في الحقيقة لابد‭ ‬أن‭ ‬يتذكر‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أولي‭ ‬الألباب‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬تاريخ‭ ‬عطائها‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬رسالتها الإنسانية تجاه مرضاها‭ ‬الذي هو‭ ‬مزيجًا‭ ‬إنسانيًا‭ ‬نادرًا،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التاريخ‭ ‬يبرهن‭ ‬الدور‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬والدتها في تربيتها ونشأتها وتعاملها في هذا الموقف الجلل.

ضربت الطبيبة عائشة محرم، أخصائية الأطفال بمستشفى أشمون العام بمحافظة المنوفية، أروع الأمثلة في تقديم رسالتها والتفاني في العمل والإخلاص لقسمها الطبي، بعدما رفضت مغادرة نوبتجيتها رغم تلقيها خبر وفاة والدتها، حرصا على رعاية مرضاها حتى الصباح.

ووفقًا لما رواه الدكتور أنور محفوظ، مدير الخدمات العلاجية بمديرية الصحة بالمنوفية، فإن الطبيبة عائشة محرم كانت تواصل عملها داخل قسم الأطفال والحضّانات حينما أُدخلت والدتها إلى العناية المركزة بالمستشفى، ورغم المحاولات المتكررة لإقناعها بمغادرة نوبتجيتها لتكون بجوار أسرتها، رفضت التخلي عن مسؤولياتها.

وعند حلول الساعة الواحدة صباحًا، فارقت والدتها الحياة، لكنها أصرّت على استكمال عملها حتى الصباح، حيث سلّمت مهامها لزملائها قبل أن تتوجه لتشييع والدتها.

من جانبه، أشاد الدكتور إبراهيم ناصر، مدير مستشفى أشمون العام، بموقف الطبيبة،  أنها من أفضل الأطباء خلقًا وعلمًا، وقدم لها التعازي في وفاة والدتها.

وأوضح، أن الطبيبة ورغم فاجعتها، فضّلت البقاء بجوار مرضاها، مطمئنةً على الحالات التي تتولى رعايتها قبل أن تطلب إعفاءها من المرور الختامي صباحًا فقط، لتتمكن من الاستعداد لدفن والدتها، وسط حالة من الفخر لما تقدمه الطبيبة من إقدام على الواجب.

ونعى مستشفى أشمون العام بالمنوفية، والدة الدكتورة عائشة محرم أخصائي الأطفال في المستشفى، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

وشدد مدير المستشفى، أن زملاء الطبيبة ورئيس القسم أكدوا على توفير بديل إلا أن الطبيبة رفضت، لأن ذلك كان ضمن تعاليم والدتها لها، أن تتحمل المسؤولية ولا تتركها مهما حدث، وأنها تعتبر ذلك في ميزان حسنات والدتها.