فضل صلاة قيام الليل.. شرف المؤمن وسلاحه في الحياة

تُعَدّ صلاة قيام الليل من أعظم العبادات التي تمنح المسلم القرب من الله وتزيد من صفائه الروحي. فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف بقوله: "واعلم أن قيام الليل شرف المؤمن"، مما يدل على مكانتها العالية في الإسلام ودورها في تهذيب النفس وتقوية الصلة بالله.
مكانة صلاة قيام الليل في الإسلام
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"، مما يبرز فضل هذه الصلاة التي تأتي بعد الفرائض وتُعَدّ من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
وصلاة قيام الليل تُصلَّى مثنى مثنى، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة".
معنى "قيام الليل شرف المؤمن"
أوضح الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن معنى هذا الحديث يشير إلى أن صلاة قيام الليل تُشبه السلاح الذي يحمله الجندي في المعركة، فهي سلاح المسلم في مواجهة صعوبات الحياة، وتقوي إيمانه، وتمنحه الثبات واليقين.
وأشار إلى أن قيام الليل يمكن أن يتحقق حتى بركعة واحدة بعد صلاة العشاء، ومن هنا يحرص كثير من المسلمين على أداء ركعتي سنة بعد العشاء، فينالون بذلك فضل قيام الليل وأجره.
وأضاف أن من أراد أن يزيد من الصلاة في بيته بعد هذه الركعتين في المسجد فله ذلك، حيث إن وقت قيام الليل مفتوح من بعد صلاة العشاء حتى الفجر.
أفضل وقت لقيام الليل
كشف أمين الفتوى أن أفضل وقت لقيام الليل يكون في الثلث الأخير من الليل، حيث تتنزل رحمة الله، ويستجيب الدعاء. فمن استطاع أن يؤدي الصلاة في هذا الوقت فليفعل، وإن لم يستطع، فيمكنه أن يصلي ركعتين بعد العشاء حتى ينال جزءًا من فضل قيام الليل.
قيام الليل ليس صلاة فقط
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء ويمتد حتى أذان الفجر، ويمكن أن يكون بعدد غير محدد من الركعات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى".
وأشار إلى أن البعض يظن أن قيام الليل يقتصر على الصلاة فقط، لكنه يمكن أن يكون بالدعاء، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فكل هذه العبادات تدخل في مفهوم قيام الليل وتحقق الأجر والثواب.
فوائد صلاة قيام الليل
تقوية الإيمان وزيادة القرب من الله.
راحة القلب وصفاء النفس.
تحقيق الطمأنينة والتخلص من القلق والهموم.
استجابة الدعاء ونزول رحمات الله في الثلث الأخير من الليل.
مغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
صلاة قيام الليل فرصة عظيمة لكل مسلم يسعى للتقرب إلى الله، وهي عبادة تمنح المؤمن شرفًا وسلاحًا في مواجهة تحديات الحياة. فمن لم يستطع أن يصلي في الثلث الأخير، فليحرص على ركعتين بعد العشاء، ليكون من أهل قيام الليل ويُدرِك فضله العظيم.