فكرة «الأميرة» بدأت بعد «فرصة تانية».. وياسمين صبرى كانت الاختيار الأمثل

العمل مستوحى من قصة حقيقية.. وسعيد بالتعاون لأول مرة مع إبراهيم فخر
كتابة «Cypher» الأمريكى تختلف ثقافياً عن الكتابة المصرية
المسلسلات القصيرة تتيح فرصاً جديدة للمبدعين وتواكب الاتجاه العالمى

فى عالم الفن والإبداع يعد المؤلف محمد سيد بشير من أهم الأسماء اللامعة فى مجال الكتابة الدرامية، حيث استطاع من خلال أعماله المتميزة أن يفرض نفسه واحداً من أبرز الكتاب فى صناعة الفن، بدأ مشواره بتحديات كبيرة، لكن بفضل موهبته الفائقة وإصراره على تقديم أعمال ذات جودة عالية، استطاع أن يحقق نجاحاً ملموساً, من خلال فيلم «هبوط اضطرارى» وصولاً إلى مشروعاته الجديدة مثل «الأميرة» ـ ضل حيطة، والمقرر طرحه فى الماراثون الرمضانى المقبل 2025، يظل بشير يسعى إلى تقديم أعمال درامية مبتكرة تعكس واقع المجتمع وتطرح قضايا إنسانية تهم الجمهور، ويعتبر بشير من الكتاب الذين يملكون قدرة فريدة على دمج الواقع بالخيال، ما يسهم فى جذب الانتباه وتقديم قصص مليئة بالعاطفة والتشويق، تعاونه مع عدد من كبار المخرجين والمنتجين يعكس سعيه الدائم لتقديم الأفضل، ويجعل أعماله جزءاً أساسياً من الدراما العربية التى تسعى لإحداث تأثير إيجابى وملموس فى المجتمع، وفى حواره لـ«الوفد»، تحدث المؤلف محمد سيد بشير قائلاً: 
< كيف بدأت فكرة مسلسل «الأميرة» وتعاونك مع ياسمين صبرى؟
- الفكرة كانت تدور فى ذهنى منذ 4 سنوات، عقب مشاركتى فى مسلسل «فرصة تانية» مع ياسمين صبرى، الفكرة كانت تشغلنى لمدة طويلة، وبدأت كتابتها فى 2022، أردت أن أقدم عملاً يحمل رسالة واضحة للجمهور. 
< هل كانت ياسمين صبرى هى من وقع عليها الاختيار مباشرة؟
- الترشيح جاء من شركة الإنتاج، لكننى سعيد جداً بهذا التعاون، فى «فرصة تانية»، استمتعنا بالعمل معاً، وكانت لدى رغبة كبيرة فى العمل معها مجدداً، ياسمين صبرى فنانة رائعة، تتميز بالبساطة والاحترافية، هى فنانة منفتحة وتثق بى بشكل كامل فى عملى، ما يجعل التعاون معها ممتعاً جداً. 
< فى الفترة الأخيرة، أصبحت بعض الأعمال تعتمد بشكل كبير على الإفيهات والكلام المسجوع، هل توافق على هذا الاتجاه؟
- بصراحة، لم أحب هذا النوع من الحوار، خصوصاً فى الأعمال الشعبية، بما أننى من منطقة شعبية، فإننى أعرف جيداً كيف يتحدث الناس هناك، وهذا النوع من الحوار بعيد عن الواقع، هذا كان أحد الأسباب التى جعلتنى أنسحب من مسلسل «ملوك الجدعنة»، الحوار السليم يتطلب واقعية أكثر. 
< هل ترى أن إعادة تقديم قصص قديمة يعتبر نوعاً من الإفلاس فى الكتابة؟
- لا أعتبره إفلاساً، لأنه يمكن إعادة تقديم الأعمال القديمة بشكل مميز وبأسلوب جديد، لكن المشكلة تكمن فى أن العمل الأول يكون غالباً له طابع خاص، ما يجعل المقارنة صعبة، هذا التحدى يجب أن يعترف به كل من يقرر إعادة تقديم عمل درامى قديم. 
< مع توجه العديد من النجوم وصناع الدراما إلى المسلسلات القصيرة التى لا تتجاوز 15 حلقة، ما رأيك فى هذا الاتجاه؟
- هذا هو الاتجاه العالمى الآن، فالمسلسلات القصيرة أصبحت شائعة سواء كانت 15 حلقة أو 8 حلقات، التطور الطبيعى للدراما هو الابتعاد عن التكرار فى الحلقات، وبما أن الموسم الرمضانى أصبح يقتصر على فترة معينة، فإن هذه النوعية من المسلسلات توفر الفرصة للجميع للعمل فى مواسم أخرى، وهى فرصة مهمة للممثلين والكتاب على حد سواء. 
< حدثنا عن مسلسل «الأميرة» وتعاونك مع المخرج إبراهيم فخر؟
- «الأميرة» هو مشروع ضخم، وسيكون من إخراج المخرج المتميز إبراهيم فخر، هذا هو أول تعاون بيننا، وأنا سعيد جداً بهذا التعاون لأنه مخرج ذو خبرة كبيرة، أيضاً، من الرائع أن أعمل مع الأستاذة مها سليم فى الإنتاج، فهى من المنتجين الذين كنت أتمنى العمل معهم، المسلسل مستوحى من قصة حقيقية، وأتمنى أن يحقق النجاح الكبير. 
< هل تعتقد أن هناك صعوبة فى إيجاد سيناريوهات جيدة للدراما؟
- نعم، لدينا العديد من الكتاب الموهوبين، ولكن المشكلة تكمن فى عدم وجود فرص حقيقية لهم لعرض أعمالهم كما يتمنون، الكتاب يعملون بالإمكانيات المتاحة، ويجب أن يتحلى كل كاتب بالصبر حتى يحقق النجاح، كما حدث معى شخصياً، انتظرت 12 عاماً حتى أتمكن من تسويق أول عمل لى وهو «هبوط اضطرارى»، الكتابة بالنسبة لى هى جزء من حياتى، وأنا من الأشخاص الذين لا يستطيعون الابتعاد عنها. 
< كيف بدأت فكرة كتابة مسلسل «Cypher» الأمريكى؟
- البداية كانت مع مسلسل «ظهور مفاجئ»، حيث وقع المشروع فى يد المخرج مجدى السميرى عبر الفنان أحمد زاهر، كان المشروع جذاباً للمخرج، وطلب منى أن ننفذه خارج مصر، فى البداية كنت أعتقد أنه يقصد دولاً عربية مثل تونس أو لبنان، لكن تبين أنه كان يقصد أمريكا، وكان لدىَّ تخوف من تكلفة المشروع، ولكن عندما علمت أنه سيشمل ممثلين أجانب، قررت قبول العرض. 
< هل هناك اختلافات كبيرة بين كتابة مسلسل «Cypher» وبين كتابة مسلسل مصرى؟
- بالطبع هناك اختلافات ثقافية كبيرة، ففى «Cypher» كانت لدينا ورشة كتابة متخصصة فى الترجمة، وكان لدينا كتاب يعملون على ملاءمة الحوارات مع الثقافة الأمريكية، الأمر ليس سهلاً لأننى لا أعيش فى أمريكا، وعلىَّ أن أتعامل مع متطلبات ثقافة مختلفة تماماً. 
< ما تأثير «السوشيال ميديا» على مجال الفن؟
- «السوشيال ميديا» لها تأثير كبير على صناعة الفن فى الوقت الحالى، من جهة، توفر مساحة أكبر للفنانين والمبدعين للتواصل مع جمهورهم بشكل مباشر، ما يجعلهم قريبين من متابعيهم، وتسهم فى الترويج للأعمال الفنية بشكل سريع وفعال، كما تتيح للجمهور الفرصة للتعبير عن الآراء وانتقاد الأعمال الفنية، لكن من جهة أخرى، يمكن أن تكون السوشيال ميديا سيفاً ذا حدين، حيث تؤثر أحياناً على صورة الفنان بشكل غير مبرر، وقد تسهم فى تسريع النجاح أو الهبوط فى شعبية الفنان بناء على ردود فعل الجمهور، أعتقد أن التوازن هو المفتاح، فإذا استخدمت بشكل صحيح، يمكن أن تكون أداة قوية لدعم الفن والفنانين. 
< ما الكلمة التى توجهها لجمهورك المتابع لك؟
- أود أن أشكر كل شخص دعم أعمالى ووقف إلى جانبى طوال مسيرتى، أنتم الدافع الأكبر لى للاستمرار والتطور فى هذا المجال، أعدكم أننى سأظل دائماً أقدم لكم أعمالاً تحمل رسائل هادفة وقيم إنسانية، وأعمل جاهداً على تحسين كل ما أقدمه، تفاعلكم مع أعمالى هو ما يجعلنى أسعى لتحقيق الأفضل دائماً، شكراً لثقتكم بى، وأتمنى أن تظلوا دائماً متابعين لى، دعواتكم وتفاعلاتكم هى ما يمنحنى القوة للاستمرار.