دعوات نبوية مستجابة في الرياح والبرد الشديد

في الشتاء القارس، تتزايد قسوة البرد على الفقراء والمستضعفين، ويحثنا الشرع الشريف على تذكر هؤلاء ودعاء الله لهم بالرحمة والدفء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في الأوقات العصيبة، سواء في الحر الشديد أو البرد القارس، سائلًا الله اللطف بعباده.
دعاء البرد والثلج
يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء في الأوقات الصعبة، ومن الأدعية المستحبة في البرد القارس:
"اللهم في هذا البرد القارس، نستودعك كل من لا مأوى له، وكل من لا لباس له، وكل من لا دفء له، وكل من لا معيل له، وكل مبتلى وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير.
اللهم نستودعك كل من يتألم وكل من يسألك الستر والعافية في الدنيا والآخرة، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين."
ومن الأدعية التي تناسب هذه الأوقات:
"اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعله لنا قوة وبلاغًا إلى حين. اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها."
دعاء النبي عند البرد الشديد
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا كان يوم شديد البرد، ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته."
وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن "زمهرير جهنم"، قال: "بيت يُلقى فيه الكفار، يتمزقون من شدة برده."
هدي النبي عند المطر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد عند نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا"، وكان يكشف جزءًا من جسده ليصيبه المطر، قائلًا: "لأنه حديث عهد بربه."
دعاء المطر المستجاب
يستحب الدعاء عند نزول المطر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء، وعند نزول المطر."
ومن الأدعية الواردة بعد المطر: "مُطرنا بفضل الله ورحمته."
الدعاء عند اشتداد الرياح
وعند اشتداد الرياح كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به."
الشتاء: ربيع المؤمن
كان السلف الصالح يعتبرون الشتاء "ربيع المؤمن"، حيث تطول لياليه للقيام، وتقصر نهاره للصيام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة."
في الختام، يبقى الدعاء سلاحًا للمؤمن في مواجهة قسوة الطبيعة، مستودعًا الله كل من لا مأوى له، وكل ضعيف ومحتاج، سائلًا إياه أن يبسط دفء رحمته على عباده جميعًا.