بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إخلاص النية والابتعاد عن الإسراف أبرز مظاهره

كيف يستعد المسلم لاستقبال شهر الصيام؟

بوابة الوفد الإلكترونية

شهر رمضان من أعظم شهور العام وأكثرها بركة، حيث تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، وتتجلى فيه الرحمة والمغفرة على العباد، وهو فرصة عظيمة للمسلمين ليعودوا لربهم ويتنافسوا على فعل الخيرات.

وتعد أفضل وسيلة للاستعداد لشهر رمضان هى تنظيم الوقت والتدريب على الطاعات، والمواظبة على تلاوة القرآن والإكثار من الذكر والدعاء، وفعل الخيرات والابتعاد عن الإسراف فى الطعام والشراب.

قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن المسلم الحق والمؤمن الصدق يستقبل رمضان بالتوبة الصادقة لله عز وجل فيندم على ما فعل من مخالفات وعلى أنه قصّر فى طاعات ويعزم على ألا يعود لارتكاب مخالفات أو حصول تقصيرات، ثم إخلاص النية لله عز وجل بأن يستشعر أن الصيام فى شهر رمضان واجب شرعى، قال الله عز وجل «فمن شهد منكم الشهر فليصمه».

وأضاف «كريمة»: ويستكمل المسلم أعمال الخير فقد قال الله عز وجل «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون» وهى كثيرة مثل إطعام الطعام وقضاء ديون الغارمين، العطف على اليتامى، الإحسان إلى الأرامل، ومراعاة حقوق الجيران وأن يكون عضوا نافعًا لوطنه ولمجتمعه ويستشعر أن ذلك كله من مكارم الأخلاق لأن فلسفة الصيام فى شهر رمضان تعويد المسلم على مكارم الأخلاق وأعلاها حفظ اللسان، قال صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إنى صائم إنى صائم.

أوضح أستاذ الفقه المقارن أنه يجب على المسلم أيضا أن يبتعد عن الإسراف فى الأطعمة والأشربة وأن يواسى أصحاب الحاجات بدلًا من الرياء فى ولائم ومآدب يدعى إليها الأثرياء ويغنى عنها الفقراء هذا إذا أردنا التعايش بحق وصدق فى شهر رمضان.

من جانبه قال الدكتور خالد نصر، عميد كلية أصول الدين بالمنوفية، إننا ينبغى علينا أن نستقبل شهر رمضان كما كان يقول سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنهما: «ما كنا نجرؤ أن نستقبل هلال شهر رمضان وفى قلوبنا غل أو حقد أو حسد على أحد من المسلمين»، فتصفية القلب من الغل والحقد والحسد والكراهية ومسامحة المسلم إخوته فى الإيمان والإسلام وصلة الأرحام من الأمور التى ينبغى علينا أن نتحلى بها فى الاستعداد لشهر رمضان المبارك.

وأضاف «نصر» خلال حديثه أن علينا أن نستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور، وهذا من السنة لأن المسلم يفرح حينما تأتى مواسم الطاعات لكونها تقربه من الله تعالى وتكون سببا فى رفع درجاته وزيادة حسناته، وكان الصحابة رضى الله عنهم يفرحون بهذا الشهر ويستقبلونه ويقولون كما علمهم رسول الله صل الله عليه وسلم «اللهم سلمنى لرمضان وسلم رمضان لى وتقبله منى يارب العالمين» فكانوا يسألون الله عز وجل قبل مجىء رمضان بستة أشهر أن يبلغهم رمضان بأن يمد الله فى آجالهم وأعمارهم حتى يبلغوا موسم الطاعات وهو رمضان ثم بعد الصيام يسألون الله تعالى بقية العام أن يتقبل الله منهم صيامهم وصلاتهم وقيامهم وركوعهم وسجودهم.

وأردف: علينا الاستعداد لشهر رمضان بإخلاص النية لله تبارك وتعالى كما قال عز وجل «فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم» فإذا صدق المسلم مع الله سبحانه وتعالى لحقق له أمنيته وتقبل منه صيام هذا الشهر، كذلك نستقبل صيام شهر رمضان بالتوبة والاستغفار من المعاصى والذنوب وأن يعزم الإنسان على أن يبدأ صفحة جديدة مع ربه فى هذا الشهر الكريم فإنه لا يدرى لعله آخر رمضان بالنسبة له، وكم من أُناس كانوا معنا العام الماضى وأصبحوا الآن غير موجودين يتمنى منهم من يعود إلى الدنيا ليصوم ويصلى.

وبيّن عميد أصول الدين أن الذنوب والمعاصى تحول بين الإنسان وبين الطاعة فتمنعه منها فلا يوفق إلى الطاعة وفعل الخيرات والحسنات والاستغفار يمحو هذه الذنوب، كذلك نستعد لشهر رمضان بعدم الإكثار والإسراف فى الطعام والشراب رمضان بالنسبة لنا شهر توفير وليس إسراف وتبذير لأن كثرة الأكل تقسى القلب وتميته وتجعل الإنسان كسولا فى الطاعة، قال رسول الله صل الله عليه وسلم «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى بذلك بالاقتصاد فى المأكل والمشرب وعدم الإسراف على عكس ما يحدث فى هذا الزمان فيسرف الناس بشكل كبير فى الطعام والشراب فأصبح رمضان عبئا فى هذا الزمان عند كثير من الأسر بسبب الإسراف والبذخ.

واختتم قائلًا: يعد أيضا الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالمحافظة على الصلوات والفرائض فى أوقاتها مع الحفاظ على صلاة القيام والتراويح، وعلى المسلم أن يغتنم موسم الطاعات فالموفق كل التوفيق هو من يغتنم مواسم الطاعات كما قال صلى الله عليه وسلم (ألا إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا».