بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مئوية «ابن النيل»

بوابة الوفد الإلكترونية

شكرى سرحان رمز مضىء فى تاريخ السينما المصرية

«حميده» و«على عبدالواحد» و«إمام» و«سعيد مهران» و«أبو العلا».. شخصيات خالدة فى تاريخ الشاشة الفضية

 

تحل بعد أيام الذكرى المئوية لرحيل الفنان الكبير، شكرى سرحان، أحد الرموز المضيئة فى تاريخ السينما المصرية بلا جدال، عدد من أفلامه تصدر المشهد فى تاريخ السينما المصرية، استطاع بجدارة أن يعبر عن شخصية المواطن المصرى الأصيل.

شهدت الفترة الأخيرة إساءة لهذا الفنان العظيم بشكل فج، ونحن فى هذا التقرير نستعرض تاريخ هذا الفنان الأصيل الذى أبدع على مدى أكثر من أربعين عاما على الشاشة الفضية، وأحيانًا الشاشة الصغيرة.

ظهرت موهبة شكرى سرحان فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى، حيث شارك فى العديد من الأفلام فى البداية بأدوار مساعدة فى أفلام «الأفوكاتو مديحة» و«أمريكانى فى طنطا» وغيرها.

ولكن رغم وجود العديد من النجوم الأفذاذ فى ذلك الوقت مثل، أنور وجدى وكمال الشناوى وحسين صدقى ومحسن سرحان وفريد الأطرش ومحمد فوزى، وغيرهم، لكن استطاع شكرى سرحان أن يقفز وسط العمالقة بموهبته الفذة وقدرته الفائقة على تجسيد كافة الشخصيات، الفلاح، والمجرم، والرومانسى، والشاب، والرجل المهذب، وابن الجناينى، حتى شخصية المدرس والطبيب.

قام ببطولة عشرات الأفلام الناجحة التى تمثل العصر الذهبى للسينما المصرية.

نستعرض أهم الأفلام التى قام ببطولتها وأصبحت بمرور السنوات أيقونات خالدة فى تاريخ السينما المصرية.

«ابن النيل»

فى عام 1950 قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «ابن النيل»، وشارك فى البطولة فاتن حمامة ويحيى شاهين وفردوس محمد ومحمود المليجى وسميحة توفيق، وإخراج يوسف شاهين.

جسد شكرى سرحان فى هذا الفيلم ببراعة شخصية «صميدة» الفلاح الذى يعتدى على أبنة قريته ويتم إجباره على الزواج منها، لكن يثور على حياة الريف ويقرر السفر إلى القاهرة لتحقيق حلمه فى حياة ناعمة، لكنه يتورط فى العمل مع إحدى العصابات ويستغلون سذاجته، بل يتعرض للسجن لفترة ويقرر بعد ذلك العودة لقريته وزوجته المسكينة، ويتصادف أثناء عودته للقرية حدوث فيضان فى القرية وبالصدفة البحتة ينقذ ابنه الوحيد من الموت ويعود لزوجته وأخيه إبراهيم الذى تحمل الكثير من أجله.

«موعد مع الحياة»

فى عام 1953 قام شكرى سرحان بالمشاركة فى فيلم «موعد مع الحياة» مع فاتن حمامة وشادية وحسين رياض، وإخراج عز الدين ذوالفقار.

جسد شكرى سرحان فى هذا الفيلم شخصية المهندس أحمد ابن ناظر الزراعة الذى يسافر للخارج للدراسة.

وعندما يعود لمصر يتذكر حبه القديم لآمال ابنة الطبيب الشهير، وعندما تتم الخبطة تكتشف آمال إصابتها بمرض خطير وتقرر الابتعاد عن أحمد، لكنها تشفى فى النهاية ليعود الحب والوئام.

الفيلم يكشف عن طبيعة العلاقات الرومانسية فى الزمن الجميل والحب الحقيقى بصرف النظر تماما عن الأمور المادية.

«ريا وسكينة»

فى عام 1954 قرر شكرى سرحان فجأة أن يغير جلده بعيداً عن الشاب الرومانسى أو الفلاح. ليجسد دور «أمين» الشرير فى فيلم «ريا وسكينة» مع أنور وجدى ونجمة إبراهيم وزوزو حمدى الحكيم، نجح «شكرى» فى هذا الفيلم فى تجسيد دور المجرم المحترف ببراعة ويلقى حتفه فى النهاية على يد الشرطة ليثبت أنه فنان يصلح لتجسيد كافة الشخصيات.

«شباب امرأة»

فى عام 1956 قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «شباب امرأة» مع النجمة تحية كاريوكا وشادية وعبد الوارث عسر وسراج منير، جسد فى هذا الفيلم شخصية الشاب القروى «إمام» القادم إلى القاهرة من إحدى قرى محافظة الغربية للالتحاق بكلية دار العلوم وسط دعاء أهل قريته له بالتوفيق، تقوده الظروف للسكن فى أحد المنازل الذى تمتلكه السيدة الشريرة «شفاعات»، تعجبه الشخصية ويقع فى غرامها رغم حبه لقريبته الجميلة «سلوى»، لكن «شفاعات» تسيطر عليه وتبدو أنها عازمة على تدمير حياته، لكن «حسبو» الرجل المسكين الذى يعمل لديها وكانت قد دمرت حياته يقتلها فى النهاية، ليعود «إمام» للحياة المستقيمة لاستكمال دراسته والارتباط بحبيبة عمره «سلوى».

«رد قلبى»

فى عام 1957 قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «رد قلبى» مع مريم فخرالدين وحسين رياض وصلاح ذوالفقار وهند رستم وزهرة العلا وفردوس محمد وأحمد مظهر وأحمد علام، إخراج عز الدين ذوالفقار.

رغم أن هذا الفيلم به بعض الأخطاء التاريخية لكن «شكرى» نجح ببراعة فى تجسيد شخصية «على عبد الواحد» ابن الجناينى الذى يستطيع الالتحاق بالكلية الحربية بواسطة ابنة الباشا، إنجى، حب عمره، ويصبح «على» ضابط فى الجيش المصرى ويتعرض لبعض التهديدات بسبب حبه للأميرة إنجى ويعانى والده كثيراً بسبب هذا الحب غير المتكافئ، ويقع على فى حب راقصة بعد أن انقطعت علاقته بـ إنجى التى كانت حريصة على مستقبله، ولكن بقيام ثورة 23 يوليو 1952 تكون النهاية السعيدة بزواج على من حب عمره الأميرة إنجى، الفيلم رغم بعض المتناقضات لكنه عكس العصر الذهبى للسينما المصرية.

«أعز الحبايب»

فى مطلع الستينيات قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «أعز الحبايب» مع سعاد حسنى وزكى رستم وأمينة رزق، جسد فى هذا الفيلم شخصية الابن الذى يضحى من أجل سمعة والده بعد أن يكتشف أن والده بسبب الفقر يتورط فى العمل مع عصابة لتجارة المخدرات، ويقرر الابن أن يسجن بدل والده حفاظًا على سمعة العائلة، ويخرج من السجن، وبعد موت والده يفاجأ بأن والدته قد تم طردها من منزلها بسبب زوجة أخيه الشريرة وينجح فى العثور على والدته والزواج من حبيبته.

«السفيرة عزيزة»

فى عام 1963 يقوم شكرى سرحان ببطولة فيلم «السفيرة عزيزة» مع سعاد حسنى وعدلى كاسب وعبدالمنعم إبراهيم، واخراج طلبة رضوان، حيث جسد ببراعة شخصية أحمد مدرس التاريخ الذى يسكن فى شقة يملكها جزار شرير ولكنه يقع فى حب شقيقته الجميلة «عزيزة»، وعندما يتزوجها تطالبه الزوجة الشابة التصدى لشقيقها الجزار الشرير للحصول على حقوقها المالية، ويضطر فى النهاية للشجار معه وينجح فى الحصول على حقوق زوجته.

«اللص والكلاب»

فى منتصف الستينيات من القرن الماضى قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «اللص والكلاب» مع شادية وكمال الشناوى وزين العشماوى وسلوى محمود ونظيم شعراوى.

جسد شكرى سرحان ببراعة شخصية «سعيد مهران» الذى يتعرض للخيانة من زوجته وصديقه عليش.

ويحكم على بالسجن وعندما يخرج من السجن يذهب لصديقه الصحفى الكبير رؤوف علوان الذى يتأمر عليه، ولا يقف بجانبه سوى حبيبته التى تتحمل الكثير من أجله لكنه يلقى حتفه فى النهاية، المجتمع حوله إلى مجرم رغم أنه فى الأصل كان إنسان محترم.

«الزوجة الثانية»

فى عام 1968 قام شكرى سرحان ببطولة الفيلم الرائع «الزوجة الثانية» مع السندريلا الراحلة سعاد حسنى وسناء جميل والقدير صلاح منصور وحسن البارودى وعبدالمنعم إبراهيم ومحمد نوح.

جسد ببراعة شخصية «أبوالعلا» الفلاح المقهور الذى يتقاضى فى اليوم 25 مليما، ويطمع العمدة الظالم عتمان فى زوجته المسكينة فاطمة ويجبره على تطليقها، وتقرر الزوجة الانتقام من «عتمان» ويفشل فى الاقتراب منها، وفى النهاية يموت العمدة الظالم ويعود «أبوالعلا» لزوجته.

«البوسطجى»

فى نفس العام قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «البوسطجى» مع زيزى مصطفى وصلاح منصور، جسد ببراعة شخصية البوسطجى الذى يكتشف عن طريق الخطابات التى يرسلها. أسرار أهل القرية التى يعمل بها.

«شىء فى صدرى»

فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى شارك شكرى سرحان فى بطولة فيلم «شىء فى صدرى» مع القدير رشدى أباظة وهدى سلطان وصلاح منصور، رغم أن دوره ليس كبيراً لكنه كان الضمير الحى الذى يؤرق الباشا المستبد الذى يستغل وفاة صديقه محمد ويعتدى على زوجته بل يحاول اغتصاب ابنته الشابة.

برع شكرى سرحان فى شخصية الرجل صاحب الضمير الحى والأخلاق الحقيقية.

«النداهة»

فى عام 1975 قام شكرى سرحان ببطولة فيلم «النداهة» مع ماجدة وإيهاب نافع، حيث جسد دور الفلاح الذى يعمل بواب فى إحدى العمارات الشاهقة فى الزمالك، ويصطحب زوجته إلى محل عمله لكنها تتعرض للاعتداء الخسيس من أحد الرجال فى العمارة والنهاية كانت فادحة فى هذا الفيلم.

شكرى سرحان لم يكن فنان عادى بل مبدع ومخلص فى عمله إلى أقصى حد.

فى إحدى الليالى الخوالى عام 1996 اتصلت به هاتفياً كان فى غاية الرقى، قال لى: إننى متفرغ للعبادة، وانتهيت من أداء صلاة العشاء، أنا مكتفٍ بما حققته، وأحمد الله على مشوارى الفنى، أنا حاليًا أعيش فقط للعبادة والتقرب من الله.

رحل الفنان الكبير شكرى سرحان عن دنيانا يوم 20 مارس 1997 عن عمر ناهز 72 عامًا، وهو من مواليد 13 مارس 1925، مائة عام على ميلاده، و28 عامًا على رحيله، ومازال يحيا بيننا بفنه الراقى.