بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الشيخ أحمد عامر.. ذكرى 9 سنوات على رحيل سفير القرآن الكريم

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل اليوم الذكرى التاسعة لرحيل القارئ الشيخ أحمد محمد عامر، أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، الذي امتاز بصوت خاشع وأداء متقن لأحكام التجويد والقراءات القرآنية، عاش الشيخ حياته في خدمة كتاب الله، متنقلًا بين المحافل الدولية، وسجل إرثًا خالدًا من التلاوات التي ما زالت تملأ أرجاء المساجد والإذاعات والمنصات الإسلامية حول العالم.

نشأته في رحاب القرآن الكريم

وُلِد الشيخ أحمد محمد عامر في 3 مايو 1927 بقرية العساكرة بمركز فاقوس، محافظة الشرقية، ونشأ في بيئة قرآنية، حيث كان والده من أهل القرآن. بدأ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأتمه وهو لم يتجاوز الحادية عشرة، ثم واصل تعلم القراءات على يد الشيخ عبد السلام الشرباصي، قبل أن يكمل مسيرته القرآنية مع الشيخ إبراهيم نجم. 

في سن الثالثة عشرة، كان قد أتقن التجويد والقراءات السبع، واشتهر بجمال صوته، مما أكسبه لقب "الشيخ" بين أهل قريته وانتشرت شهرته في أنحاء الشرقية والمحافظات المجاورة.

رحلته مع إذاعة القرآن الكريم

في عام 1956، تقدم الشيخ لاختبارات الإذاعة المصرية، ونجح من المرة الأولى أمام لجنة برئاسة إمام القراء الشيخ عبد الفتاح القاضي، إلا أن صوته لم يذاع عبر الأثير إلا عام 1963 بسبب الظروف السياسية التي أعقبت العدوان الثلاثي. ومع ذلك، استطاع أن يثبت مكانته بين كبار القراء وكان عضوًا في مقرأة مسجد الإمام الحسين.

تعليم القرآن بلا مقابل

كان الشيخ أحمد محمد عامر وفيًا لوصية والده بعدم تقاضي أجر على تعليم القرآن، فقام بإقراء وتحفيظ العشرات من الطلاب، منهم من صاروا من مشاهير القراء، مثل الشيخ الشحات محمد أنور والشيخ عثمان الشبراوي.

مكانته بين كبار القراء ونصائحه لأهل القرآن

 

اختير الشيخ نقيبًا لقراء الشرقية وعضوًا في النقابة العامة لقراء القرآن الكريم. كان يُعرف بدقته في تصحيح التلاوة، فلم يكن يتردد في تنبيه أي قارئ يخطئ. ومن أبرز نصائحه لحفظة القرآن: تقوى الله، المحافظة على الصلاة، بر الوالدين، وتلاوة القرآن بأمانة.

سفيرًا للقرآن في العالم

مثل الشيخ أحمد عامر مصر في العديد من الدول، مشاركًا في لجان تحكيم المسابقات الدولية. زار السودان، فلسطين، فرنسا، ماليزيا، إنجلترا، أمريكا، والبرازيل، إلى جانب دول الخليج والمغرب العربي. وقد حصل على العديد من الجوائز، أبرزها وسام ملك ماليزيا عام 1972 لرئاسته لجنة تحكيم القرآن الكريم هناك.

الابتلاءات في حياته وثباته على التلاوة

 

رغم معاناته الصحية، لم ينقطع عن تلاوة القرآن، أُجريت له عمليتان قلب مفتوح، ثم استُؤصلت إحدى كليتيه، وبعد ذلك أصيب بكسر في الفخذ، لكنه ظل متمسكًا برسالته حتى آخر أيامه. وفي 20 فبراير 2016، رحل عن دنيانا عن عمر يناهز 89 عامًا، لكنه بقي خالدًا بتلاواته، التي لا تزال تملأ قلوب المستمعين بالخشوع والإيمان.