بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة مفاجأة: الأسماك البرية قادرة على تميز وجوه الغواصين

الأسماك البرية
الأسماك البرية

كشف علماء في محطة أبحاث بالبحر الأبيض المتوسط عن قدرة بعض الأسماك البرية على تمييز البشر، حيث يمكنها التعرف على الغواصين الذين قاموا بإطعامها من قبل واستهدافهم تحديدًا.

ووفقًا للدراسة، التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة Biology Letters، فإن بعض الأسماك البرية تستطيع استخدام الإشارات البصرية للتعرف على أفراد معينين حتى عندما تكون وجوههم مغطاة بمعدات الغوص.

اختبار فريد تحت الماء

في تجارب أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا، اختبر العلماء قدرة الأسماك البرية على التمييز بين الغواصين في موقع أبحاث تحت الماء بعمق ثمانية أمتار في البحر المتوسط، حيث اعتادت الأسماك على وجود الغواصين.

خلال المرحلة الأولى من التجربة، حاولت الباحثة كاتينكا سولر جذب انتباه الأسماك عبر ارتداء سترة حمراء زاهية وإطعامها أثناء السباحة لمسافة 50 مترًا. ومع مرور الوقت، تخلّت عن السترة وارتدت معدات غوص عادية، وأخفت الطعام، ولم تقدمه للأسماك إلا بعد أن تبعتها حتى نهاية المسافة المحددة.

أفاد العلماء أن الأسماك كانت "متطوعة راغبة" في التجربة، حيث كانت تأتي وتذهب بحرية.

تمييز الغواصين بناءً على الألوان

بعد 12 يومًا من التدريب، بدأت 20 سمكة في اتباع سولر، التي استطاعت بدورها التعرف على بعض الأسماك بناءً على سماتها الجسدية المميزة، مثل السمكة "بيرني" التي كان لديها قشرتان فضيتان لامعتان على ظهرها، و"ألفي" التي كان زعنفتها الخلفية متآكلة جزئيًا.

في المرحلة التالية من التجربة، اختبر الباحثون ما إذا كانت هذه الأسماك قادرة على تمييز سولر عن زميلها مايلان توماسيك، الذي كان يرتدي معدات غوص تختلف في بعض التفاصيل اللونية.

بدأ الغواصان من نفس النقطة، ثم سبح كل منهما في اتجاه مختلف، ولكن توماسيك لم يُطعم الأسماك التي تلحق به.

نتائج مفاجئة وتفسير علمي

في اليوم الأول، تبعت الأسماك كلا الغواصين بشكل متساوٍ، لكن ابتداءً من اليوم الثاني، زاد عدد الأسماك التي تتبع سولر بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن الأسماك كانت تختبر كلا الغواصين قبل أن تحدد من يقدم لها الطعام.

لكن عندما ارتدى الغواصان معدات غوص متطابقة، لم تتمكن الأسماك من التمييز بينهما، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أن الأسماك اعتمدت على الاختلافات اللونية في البدلات والمعدات لتمييز الغواصين.

قال توماسيك: "تقريبًا جميع الأسماك تمتلك رؤية ملونة، لذا لم يكن من المفاجئ أن تتعلم أسماك الدنيس التمييز بناءً على الألوان الموجودة على أجسام الغواصين".

وأضافت سولر: "لاحظنا أن الأسماك كانت تقترب من وجوهنا وتفحص أجسامنا وكأنها تدرسنا، وليس العكس".

تسلط هذه النتائج الضوء على القدرات الإدراكية للأسماك في بيئاتها الطبيعية، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم تفاعل الكائنات البحرية مع البشر، مما قد يكون له تطبيقات مهمة في مجالات الأبحاث البيئية والسلوكية.