بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مراجعات

قمة «طارئة»!

قبل ثمانية عقود، وتحديدًا في مارس 1945، تأسس ما يُعرف بـ«جامعة الدول العربية»، التي لم تنجح ـ حتى الآن ومنذ تأسيسها ـ في «علاج» أي قضية، أو أزمة، بل إن شغلها الشاغل فقط ـ كان ولا يزال ـ يتمحور حول إشكالية دورية التنظيم!
بكل أسف.. على مدار عقود طويلة، عُقدت قمم كثيرة «عادية، استثنائية، اقتصادية»، تمخضت جميعها عن لا شيئ، فقط عبارات الشجب والتنديد والإدانة والأسف والاستنكار.. والرفض بالقلب، وذلك أضعف الإيمان!!
ثمانون عامًا، وعشرات القمم، كان القاسم المشترك فيها جميعها بلا استثناء، القضية الفلسطينية، بدءًا من «القمة الأولى» في مايو 1946، بقصر «زهرة أنشاص» في محافظة الشرقية، بمشاركة زعماء الدول المؤسسة «مملكة مصر والسودان، مملكة شرق الأردن، المملكة العربية السعودية، المملكة المتوكلية اليمنية، المملكة العراقية، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية السورية».
اللافت أنه منذ تاريخ تأسيسها، و«الجامعة» تعيش واقعًا أليمًا ومريرًا، جعلها تبتعد عن تنفيذ أيٍّ من أهدافها التي أُسِّست من أجلها، حتى أصبحت في الواقع اسمًا بلا معنى، ولم يعد لقراراتها أي قبول شعبي.. أو حتى احترام.
خلال كل تلك السنوات، لم يعد لـ«الجامعة العربية»، أي حضور يُذكر، سوى في مناسبات بروتوكولية، لسرد كلمات رثائية وخطب حنجورية، موجودة في فصل «إبراء الذمم»، وكأن محو غزة من الخارطة وقتل أهلها وتهجير ما تبقى من شعبها، ليس كفيلًا بانعقاد دائم.. أو حلِّها!
إذن، في ظل انتكاسات غير مسبوقة، تعيشها أمتنا، ووسط كل تلك الأزمات المشتعلة، التي كشفت «عورة» الجامعة العربية، بات التساؤل منطقيًّا بشأن موعد إطلاق «رصاصة الرحمة» على هذا «الكيان» الذي أصبح مثارًا للسخرية والتندر!
الآن، وبعد طول انتظار، ربما تنعقد القمة العربية «الطارئة» بالقاهرة، في 27 فبراير الجاري، بناءً على طلب دولة فلسطين التي طلبت عقدها، لبحث التطورات المستجدة والخطيرة، وإيجاد موقف عربي موحد لرفض مسألة التهجير!
وسواء عُقدت أو لم تُعقد، فإن تلك القمة ليست سوى تأكيد المؤكد، لكشف الحالة المزرية من الهوان والضعف غير المسبوق للأمة، ما يؤكد اتجاهًا راسخًا وقناعة لدى الشعوب بأنها تابعة، وقراراتها غير المستقلة، ولم تكن يومًا قاطرة للعمل العربي المشترك.
إن أمتنا المنكوبة بجائحة الانقسام، والمثخنة بالجراح، زاد من أوجاعها الغياب الدائم وغير المبرر للجامعة العربية، عن قضايانا وأزماتنا، ويبقى الرجاء أن تستعيد دورها، لاستعادة وحدة الصف، لأن استمرارها أسيرة للتدخلات الخارجية وتحالفات أعضائها إقليميًا ودوليًا، يجعلنا نتوقع أن ينتهي دورها تمامًا في غضون أعوام قليلة، ليحل محلها «منظمة شرق أوسطية جديدة»، بقيادة «إسرائيلية» ورعاية أمريكية!
أخيرًا.. ستظل قضية فلسطين العادلة، راية كاشفة وبوصلة هادية للأمة، لكشف وفضح المؤامرات التي تستهدف خنْق أصوات الشرفاء ومحو ذاكرتهم وكسر مقاومتهم، كما ستظل القدس عربية القلب واللسان والوجدان والتاريخ والجغرافيا، رغم أنف المُطَبِّعين والمتخاذلين والمتواطئين والمنبطحين.

فصل الخطاب:

يقول المؤرخ اليوناني «ثيوسيديدز»: «القويُّ يفعلُ ما يشاء، والضعيفُ يعاني مما يجب أن يعانيه»!

[email protected]