بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ترامب يقترب من محادثات السلام.. كيف تنتهي الحرب في أوكرانيا؟

ترامب
ترامب

 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته "التوصل إلى اتفاق" بهدف "إيقاف هذه الحرب السخيفة" في أوكرانيا، مشيرًا إلى محادثة أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واجتماع مرتقب هذا الأسبوع بين المسؤولين الأمريكيين والروس في السعودية، مما يثير الآمال في إمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء ثلاث سنوات من الصراع.

 

 ولكن كيف ستجري تلك المحادثات؟ من سيكون جزءًا من طاولة المفاوضات؟ وكيف يمكن أن يكون الاتفاق؟

منذ الأسابيع الأولى للحرب في عام 2022، تطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى هذه الأسئلة، حينما جرت محادثات بين أوكرانيا وروسيا لم تسفر عن اتفاق سلام.

 اليوم، تواجه أوكرانيا تحديات صعبة في معركة استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، ما يجعل أي اتفاق محتمل يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة من كييف، وهو ما قد يُعتبر مكافأة من ترامب لروسيا على عدوانها. وعلى الرغم من ذلك، يواجه الرئيس الروسي بوتين ضغوطات اقتصادية وعسكرية قد تجعله يسعى للوصول إلى تسوية: فاقتصاد روسيا مهدد بانخفاض حاد في قيمة الروبل بسبب الإنفاق الضخم على الحرب، فيما يتكبد الجيش الروسي خسائر بشرية تصل إلى أكثر من ألف جندي يوميًا.

 لكن المحادثات قد تكون معقدة للغاية. فبينما يشكك العديد من الخبراء في نية بوتين التفاوض بنية صادقة، تخشى أوروبا وأوكرانيا من أن ترامب قد يسعى لإبرام صفقة مع موسكو بعيدًا عن طاولة المفاوضات مع كييف.

 ورغم هذه المخاوف، هناك تقدم في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، خصوصًا بعد المحادثات المباشرة التي جرت في ربيع 2022، حيث يرى بعض الخبراء أن الوصول إلى اتفاق يرضي بوتين ويضمن بعض السيادة والأمن لأوكرانيا قد يكون ممكنًا.

من سيكون حاضرًا على طاولة المفاوضات؟:

 فيما كانت إدارة بايدن تسعى لعزل روسيا دبلوماسيًا وإصرارها على أن أي محادثات حول مصير أوكرانيا يجب أن تشمل أوكرانيا نفسها، خالف ترامب هذا الموقف في 12 فبراير، عندما تحدث عن أوكرانيا في مكالمة طويلة مع بوتين، ثم أعلن أنه سينقل تفاصيل المحادثة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 اليوم، يبدو أن أوكرانيا قد تجد نفسها معزولة، حيث أعلن زيلينسكي أنه لم يُدعَ للمناقشات بين كبار مساعدي ترامب ونظرائهم الروس في السعودية هذا الأسبوع.

 وقد يُستثنى أيضًا من المحادثات بعض الدول الأوروبية، على الرغم من أن مساعداتها لأوكرانيا منذ بداية الحرب تجاوزت الـ140 مليار دولار، ما يفوق المساعدات الأمريكية.

التنازلات المحتملة:

 أوكرانيا أكدت أنها لن تعترف بأي تغيير في حدودها، لكن روسيا تطالب بالاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك بعض المناطق التي لا تسيطر عليها بالكامل. قد يكون الحل الوسط هو وقف القتال مع إبقاء روسيا على الأراضي التي تحتلها حاليًا، مع تجميد النزاع لفترة قد تمتد من 10 إلى 15 عامًا.

مسألة الأمن والضمانات:

 فيما تسعى أوكرانيا لضمان أمنها في المستقبل عبر الانضمام إلى حلف الناتو، ترى روسيا في هذا تهديدًا وجوديًا لها. وقد يطرح ترامب اتفاقًا يفتح الطريق لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي من دون الناتو، وهو ما كان أُدرج في مسودة اتفاقية عام 2022.

 وبدلاً من انضمام أوكرانيا إلى الناتو، اقترح الرئيس الأوكراني نشر 200,000 جندي أجنبي لضمان وقف إطلاق النار، لكن المحللين يرون أن الغرب غير قادر على توفير هذه القوة العسكرية الضخمة. وفي إطار الاتفاق المحتمل، قد يتم نشر قوات دولية صغيرة لحفظ السلام على طول خط التماس بين القوات المتحاربة.

الضغوط والتعقيدات الأخرى:

 فيما يتعلق بالتفاصيل التقنية، يلفت الخبراء إلى ضرورة تحديد "خط الاتصال" بين الأراضي الروسية والأوكرانية، وإنشاء منطقة "فصل" بين القوات المتقابلة لتجنب التصعيد. كما يجب وضع آلية لمحاسبة الأطراف في حال خرق اتفاق وقف إطلاق النار.

 ومن جهة أخرى، يسعى بوتين إلى تحقيق مطالب تتجاوز مسألة الأراضي والحدود، بما في ذلك فرض تغييرات على هوية أوكرانيا، مثل جعل اللغة الروسية لغة رسمية، أو فرض قيود على الأسماء المرتبطة بالمجاهدين الأوكرانيين.