بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حفنة كلام

معهد أحمد شوقى

من أجمل الأوقات تلك التى أقضيها فى تعليم العربية الناطقين بغيرها ولا نعرف نحن العرب نِعمة توارث معرفة اللغة العربية أبًا عن جد نُطقا وفهما إلا إذا رأينا كيف يصعب على غيرنا تعلّمها لكثرة ألفاظها وازْدواجية اللغة بين الفصحى فى الكتب والعامية فى الحياة اليومية المعاصرة وكيف يتوه غيرُنا بين هاتين اللغتين؛ أيتعلم الفصحى ليقرأ أم يتعلم العامية ليتحدث بها فى البلدان العربية، كما أن كثرة قواعد النحو تُربكهم ولكن المنطق الموجود فى معظم القواعد النحوية العربية يعينهم على الفهم إلا القواعد المخالفة التى لا تخضع لمنطق، من هنا فإننى أرى ضرورة إنشاء معهد تعليم العربية تتبناه جامعة الدول العربية يشترك فى وضع مناهجه أساتذة اللغة العربية من الدول العربية كافة ويقدّم مستويات اللغة بطريقة تُحبّب غيرنا فى تعلّمها ومن خلال نصوصها يعرف ثقافة الشعب العربى وجغرافيته وتاريخه وحضارته، وتكون شهادة هذا المعهد معتمدة وتنتشر فروعه بالملحقيات الثقافية العربية فى سفاراتنا العربية بالعالم ومن الممكن تسميته معهد المتبنى أو معهد أحمد شوقى أو معهد الجواهرى أسوة بمعهد «جوته» لتعليم اللغة الألمانية أو «معهد العرب» لتعليم العربية حتى لا نختلف على الأسماء كعادتنا.

لقد اشتعلت حروب كبيرة بسبب اللغات وكل أمة تفرط فى لغتها تفقد وجودها وحضارتها، لدينا كنوز فى لغتنا فى مفرداتها وتراكيبها وجماليات بلاغتها وفصاحتها وأدبها وتراثها الفكرى والعلمى ونشر اللغة فتوحات دون أسلحة. لقد دَرّستُ طلابا من بلدان شتى يعشقون العربية ويتعبون من أجل تعلّيمها وتعلّمها وحريٌّ بنا نحن العرب أن نبذل جهودا لتعلّم لغتنا العربية التى- بكل أسف- نجهلها ونجهل جمالياتها وبلاغتها وفصاحتها.

مختتم الكلام:

قال الشاعر محمد عرب صالح:

على سَفرٍ.. أَعِدَّ ليَ المَطايا..

وسَلِّمْ لِى على «الرَّشَأ الأغَنِّ»

وسِر بِى يا زمانُ علَى هَوَايَا..

مَسِيرَ الريحِ فى دَربِ التَّأَنِي

صَبيًّا..سِرتُ مُمْتَطِيًا عَصايا..

غَدِى قَلَقِي، ومِضْمارِى التَّمَني

ظَللتُ أَدُورُ فى بالِ «المَرايَا»..

دوَارَ الساقِيَاتِ بِغَيرِ دَنِّ

بِقَلْبٍ لا تُحيطُ بِهِ الحَنايَا..

كَمُفْرَدةٍ على حِجْرِ «ابنِ جِنِّى»

[email protected]