كيف يتحرك الاقتصاد المصرى فى ظل التوترات التجارية العالمية؟
الصين تتهم أمريكا بتهديد الاقتصاد العالمى.. ومحلل اقتصادى: فرصة لمصر
تتزايد التوترات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، وحذرت الصين من الرسوم الجمركية التى فرضتها واشنطن ووصفتها بأنها انتهاك واضح لقواعد منظمة التجارة العالمية، ما قد يؤدى إلى عواقب وخيمة على العلاقات الاقتصادية الدولية. فيما يقدم خبير اقتصادى تحليلاً يشير إلى أن هذه الرسوم قد تفتح فرصًا جديدة لمصر، التى قد تجد نفسها فى مأمن من التأثيرات السلبية لهذه السياسات.
من جانبه أُعلن المستشار تشاو ليانج عن رفض الصين القاطع للإجراءات الحمائية التى اتخذتها الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، و25% على الصلب والألومنيوم. موضحًا أن هذه الخطوة تثير القلق حول تأثيرها على العلاقات الاقتصادية الدولية ويهدد من الاستقرار الاقتصادى العالمي.
وأكد المتحدث أن هذا الإعلان الفردى من واشنطن يعد انتهاكًا جسيمًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، محذرًا من أن ذلك سيؤدى إلى زيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين الأمريكيين. كما أشار إلى أن هذه السياسات تخرب التعاون الطبيعى بين الدول وتزعزع استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وقال المتحدث: «إن هذه الرسوم أحادية الجانب من قبل واشنطن انتهاك خطير لقواعد منظمة التجارة العالمية، حيث ستكلف الشركات والمستهلكين الأمريكيين المزيد من الأموال، كما ستعكر صفو التعاون الطبيعى بين الدول فى مجالات الاقتصاد والتجارة، وتؤثر سلباً على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية. إن إصرار الجانب الأمريكى على شن حروب تجارية على خلفية العولمة لا يهدد فقط مرجعية نظام التجارة متعددة الأطراف، بل يتعارض أيضاً مع نداء العصر للتعاون لمواجهة التحديات العالمية».
وفيما يتعلق بمسألة فينتانيل، شدد المتحدث على أن الصين تتبنى سياسات صارمة لمكافحة المخدرات، وقدمت دعمًا للولايات المتحدة فى هذا الشأن. ودعا الجانب الأمريكى للتعامل مع الموضوع بعقلانية، محذرًا من أن فرض الرسوم الجمركية لن يكون إجراءً بناءً، بل سيساهم فى تقويض التعاون فى مجالات حيوية مثل مكافحة المخدرات.
دعا المتحدث إلى ضرورة تصحيح الأخطاء وفتح قنوات الحوار، مؤكدًا أهمية التعاون المبنى على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة. أوضح أنه مع دخول عام 2024، تواصل الصين تعزيز دورها كمحرك رئيسى للنمو الاقتصادى العالمي، ما يفرض على الولايات المتحدة إعادة التفكير فى استراتيجياتها.
وعلى الجانب الآخر قدم الدكتور أحمد معاطى المحلل الاقتصادى، رؤى جديدة حول تأثير الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الدول الخارجية، مؤكداً أنها قد تكون مفيدة لمصر.
وقال «معاطى» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»: «فى رأيى الشخصي، تأثير الرسوم الجمركية لن يكون سلبياً على مصر، ترامب يفرض هذه الرسوم على دول مثل الصين وكندا وأوروبا» لافتا أن مصر ليست ضمن هذه القائمة حتى الآن، وأن هذا الأمر قد يصب فى مصلحة الاقتصاد المصري.
وأوضح معاطى أن الدول المتضررة من الرسوم ستسعى للبحث عن أسواق بديلة لمنتجاتها، ما قد يؤدى إلى انخفاض الأسعار. وقال: «الدول التى تفرض عليها رسوم جمركية ستجد نفسها مضطرة لتخفيض أسعار منتجاتها لتسويقها فى دول أخرى، ومن المحتمل أن تكون مصر واحدة من هذه الأسواق البديلة».
وأشار إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والولايات المتحدة ليس كبيرًا، حيث إن المنتجات المصرية تُصدر بشكل أكبر إلى دول الخليج وأوروبا. وأكد أن حتى إذا تم فرض رسوم على المنتجات المصرية، فإن تأثير ذلك سيكون طفيفًا، لأن معظم صادرات مصر لا تتجه إلى السوق الأمريكية.