بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سُنَّة مهجورة: التبسم في وجه الآخرين كما كان يفعل النبي

بوابة الوفد الإلكترونية

في زمنٍ باتت فيه الوجوه عابسةً والمشاعر متجمدة، تُهمل الكثير من السنن النبوية التي تُحيي روح المحبة والمودة بين الناس، ومن هذه السنن التي قلّ العمل بها سنة التبسم في وجه الآخرين، وهي من العبادات التي يغفل عنها كثير من المسلمين، رغم أنها كانت سمةً بارزةً من سمات النبي ﷺ.

التبسم.. عبادة يغفل عنها الكثيرون

يعتقد البعض أن التبسم أمرٌ بسيطٌ لا أثر له، لكنه في الحقيقة يحمل معاني عظيمة في الإسلام، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان كثير التبسم، حتى وصفه جرير بن عبد الله رضي الله عنه قائلاً: "ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي" (رواه البخاري).

وهذا يدل على أن الابتسامة لم تكن مجرد تعبير عن الفرح، بل كانت منهجًا نبويًا لنشر السعادة بين الناس، وإشعارهم بالطمأنينة والراحة.

الأجر العظيم للتبسم في الإسلام

لم يكن تبسم النبي ﷺ مجرد عادة، بل كان عبادةً يُؤجر عليها المسلم، فقد قال النبي ﷺ: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وهذا الحديث يوضح أن التبسم ليس مجرد تصرف اجتماعي، بل هو عمل صالح يثاب عليه العبد كما يثاب على الصدقات والأعمال الصالحة الأخرى، مما يدل على عظمة هذا الفعل البسيط في ميزان الحسنات.

فوائد التبسم في حياة المسلم

  1. إحياء سنة نبوية: اتباع سنة النبي ﷺ في التعامل مع الآخرين.
  2. كسب القلوب: الابتسامة تفتح القلوب وتُزيل الحواجز النفسية بين الناس.
  3. نشر الإيجابية: تجعل الجو العام أكثر لطفًا وسعادةً.
  4. تخفيف الضغوط: الابتسامة تقلل من التوتر وتساعد في تحسين الحالة النفسية.
  5. تقوية الروابط الاجتماعية: تعزز من علاقات المودة والتراحم بين المسلمين.

كيف نطبق هذه السنة في حياتنا؟

  • التعود على التبسم عند لقاء الأهل والأصدقاء وزملاء العمل.
  • عدم العبوس والتجهم دون سبب، فالدين يدعو إلى التيسير واللطف.
  • إدراك أن التبسم صدقة، واستحضار النية الصالحة عند القيام به.
  • نشر هذه السنة بين الناس والتذكير بها، خاصةً في الأوقات التي تكثر فيها الضغوط والمشاكل.

 

التبسم في وجه الآخرين سنة نبوية بسيطة، لكنها تحمل معاني عظيمة تؤثر في القلوب والعلاقات. فكيف بنا لو جعلناها منهجًا يوميًا في تعاملاتنا، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان خير الناس خُلقًا؟ لنحرص على إحياء هذه السنة المهجورة، ولنكن سببًا في نشر البهجة بين الناس، فالبسمة لغةٌ يفهمها الجميع، ورسالةٌ تعبر عن حسن الخلق وصفاء القلب.