بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جمع الصلوات بسبب ضغط العمل.. متى يجوز ومتى يكون محرم؟؟

بوابة الوفد الإلكترونية

الصلاة عماد الدين وأحد أركان الإسلام التي لا يجوز التهاون فيها، وقد فرضها الله عز وجل على المسلمين في أوقات محددة، لقوله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا" [النساء: 103]. 

إلا أن البعض قد يجد صعوبة في أداء الصلوات في وقتها بسبب ظروف العمل والانشغال المستمر، ما يطرح تساؤلات حول مدى جواز تأخير الصلوات إلى نهاية اليوم أو جمعها معًا.

في هذا السياق، تلقى الشيخ أحمد عبدالعظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد الأشخاص حول حكم تأخير الصلوات لنهاية اليوم بسبب العمل، وهو ما أجاب عنه موضحًا الضوابط الشرعية لجمع الصلوات وأحكامه.

 

متى يكون الجمع بين الصلوات جائزًا؟

أكد الشيخ أحمد عبدالعظيم أن أداء الصلاة في وقتها هو الأصل وهو الأفضل شرعًا، ولكن الإسلام دين يسر وليس دين عسر، وقد أباح الله تعالى رخصة الجمع بين الصلوات في حالات الضرورة القصوى، وليس لمجرد الانشغال العادي.

وأوضح أمين الفتوى أن الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلوات تشمل:

  1. السفر: حيث يجوز للمسافر جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، سواء جمع تقديم أو جمع تأخير، مع قصر الصلاة الرباعية.
  2. المرض الشديد: إذا كان المريض لا يستطيع أداء كل صلاة في وقتها بسبب آلامه أو ضعف بدنه، فيجوز له الجمع.
  3. العمل القهري: إذا كان العمل يُجبر الشخص على عدم أداء الصلوات في وقتها، مثل الأطباء في غرف العمليات، أو العاملين في مواقع تتطلب التواجد المستمر دون انقطاع.

وأضاف أن الجمع بين الصلوات يكون على النحو التالي:

  • جمع الظهر مع العصر، إما في وقت الظهر (جمع تقديم) أو في وقت العصر (جمع تأخير).
  • جمع المغرب مع العشاء، إما في وقت المغرب أو في وقت العشاء.

وأكد أن الجمع بين الصلوات في هذه الحالات يكون رخصة شرعية لا يجوز التوسع فيها بلا مبرر، بل يجب أن يكون هناك ضرورة فعلية تستدعي ذلك.

 

هل يجوز تأخير الصلوات لنهاية اليوم؟

أشار أمين الفتوى إلى أن تأخير جميع الصلوات لأدائها دفعة واحدة في نهاية اليوم غير جائز شرعًا، لأن ذلك يعد إهمالًا للصلاة وإخراجًا لها عن وقتها بغير عذر شرعي معتبر.

وأضاف أن المسلم الذي لا يستطيع أداء الصلاة في المسجد أو في جماعة يمكنه أداؤها في مكان عمله، حتى لو كان في مكتبه أو غرفة خاصة، أو في أي مكان طاهر، فالصلاة لا تشترط مكانًا معينًا، بل يمكن إقامتها في أي موضع متاح.

ونصح عبدالعظيم المسلمين بضرورة إعادة ترتيب أوقاتهم واستغلال فترات الاستراحة خلال العمل لأداء الصلاة في وقتها، حتى لا يكون هناك حاجة إلى الجمع أو التأخير غير المبرر.

 

أهمية أداء الصلاة في وقتها

أكد الشيخ أحمد عبدالعظيم أن الصلاة هي الرابط الأساسي بين العبد وربه، وتأديتها في أوقاتها لها فضل كبير وأجر عظيم، فهي سبب في طمأنينة القلب وراحة النفس.

وأضاف أن النبي ﷺ شدد على أهمية الالتزام بالصلاة في وقتها، كما جاء في الحديث الشريف، حين سُئل عن أحب الأعمال إلى الله، فقال: "الصَّلاةُ علَى وَقْتِها" [رواه البخاري ومسلم].

وأوضح أن من يتهاون في الصلاة ويؤخرها بلا عذر قد يقع في الإثم والمعصية، لأن تأخير الصلاة عن وقتها بلا سبب مشروع من التقصير الذي يحاسب عليه المسلم، ولذلك ينبغي السعي للحفاظ على أدائها في أوقاتها.

 

نصائح لتنظيم الوقت وأداء الصلاة دون تأخير

لتجنب الوقوع في مشكلة تأخير الصلوات بسبب العمل أو الانشغال، قدم أمين الفتوى عدة نصائح تساعد المسلم على الالتزام بالصلاة في وقتها دون الحاجة للجمع أو التأخير، ومنها:

  1. وضع منبه للتذكير بأوقات الصلاة، حتى لا ينشغل الشخص بالعمل ويمر عليه الوقت دون أن ينتبه.
  2. التنسيق مع زملاء العمل لأخذ استراحة قصيرة لأداء الصلاة.
  3. البحث عن مكان مناسب للصلاة في مقر العمل، فقد يكون هناك غرفة خاصة أو مكان هادئ يمكن الصلاة فيه.
  4. تقسيم المهام وتنظيم الوقت بحيث لا تتعارض مع أوقات الصلاة.
  5. استغلال وقت الفراغ بين الأعمال لأداء الصلاة، بدلًا من تأجيلها لنهاية اليوم.

وختم عبدالعظيم حديثه بالتأكيد على أن الصلاة نعمة وليست عبئًا، فهي وسيلة للتقرب إلى الله وطلب العون والتوفيق في العمل والحياة، مشددًا على ضرورة الحرص عليها وعدم التهاون في أدائها.