هل يُغلق باب المغفرة بعد انتهاء النصف من شعبان؟

مع انتهاء ليلة النصف من شعبان، والتي بدأت من مغرب يوم الخميس 14 شعبان 1446هـ الموافق 13 فبراير 2025م، وانتهت فجر الجمعة 15 شعبان، يتساءل الكثيرون: هل أُغلِق باب المغفرة بعد مرور هذه الليلة المباركة؟ وهل لا تزال هناك فرصة لنيل الرحمة والبركة قبل حلول شهر رمضان؟
1. المغفرة لا تقتصر على ليلة النصف من شعبان
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن رحمة الله ومغفرته ليست مقيدة بليلة النصف من شعبان فقط، بل تظل مفتوحة طوال العام، خاصة في الثلث الأخير من كل ليلة، حيث ينادي الله على عباده:
"من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري).
2. النصف من شعبان انتهى لكن العمل الصالح مستمر
انقضت ليلة النصف من شعبان، والتي توافق 15 من الشهر الهجري، لكنها ليست الفرصة الأخيرة للتقرب إلى الله. فكما أوضحت دار الإفتاء المصرية، فإن شهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان، ويُستحب فيه الإكثار من العبادات استعدادًا للشهر الفضيل.
3. تحويل القبلة.. حدث عظيم في ليلة النصف من شعبان
من الأحداث الهامة التي ارتبطت بهذه الليلة، تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، حيث قال الله تعالى:
"قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا" (البقرة: 144).
وهذا الحدث يعكس أهمية هذه الليلة، لكنه لا يعني أن العبادات يجب أن تتوقف بانتهائها.
4. هل يمنع الصيام بعد النصف من شعبان؟
استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" (رواه أبو داود والترمذي)، فإن هذا النهي يخص من لم تكن له عادة في الصيام، أو لم يكن عليه قضاء، أما من اعتاد الصيام مثل صيام الإثنين والخميس أو الأيام البيض، فله أن يستمر بالصيام حتى دخول رمضان.
5. كيف نستثمر ما بعد النصف من شعبان؟
حتى وإن فاتتك ليلة النصف من شعبان، فلا يزال بإمكانك الاستعداد لشهر رمضان من خلال:
الإكثار من الاستغفار والدعاء.
تلاوة القرآن الكريم.
الإكثار من الصدقات.
التوبة الصادقة من الذنوب والاستعداد لشهر الرحمة والمغفرة.
باب المغفرة لا يُغلق بانتهاء النصف من شعبان، لكنه فرصة لمن أراد الاستعداد لرمضان. لا تجعل انتهاء هذه الليلة سببًا للتكاسل، بل اجعلها دافعًا لمواصلة الطاعات، فالفرصة لا تزال قائمة حتى آخر لحظة.