بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"مأزق التنوير العربي".. كتاب صبحى موسى يرصد أسباب جمود مجتمعاتنا وتقدم الغرب

بوابة الوفد الإلكترونية

صدر حديثا للكاتب والروائي صبحى موسى، كتاب "مأزق التنوير العربي"، عن دار روافد للنشر.

والكتاب هو العمل الفكري الثاني للروائي صبحي موسى في إطار البحث عن أسباب تعثر الفكر المدني في المجتمع المصري والمجتمعات العربية بشكل عام، وذلك بعد كتابه "تحولات الثقافة في مصر" الذي درس فيه أسباب هيمنة الفكر الديني على المجتمع المصري، وقدم فيه موسى رؤيته لخطة الثقافة التي يجب أن توضع في هذا التوقيت، وآليات وأدوات تنفيذها، كما صدرت له خمس مجموعات شعرية هي (يرفرف بجانبها وحده، قصائد الغرفة المغلقة، هانيبال، لهذا أرحل، في وداع المحبة)، وله عشر روايات هي (صمت الكهنة، حمامة بيضاء، المؤلف، أساطير رجل الثلاثاء، الموريسكي الأخير، نقطة نظام، صلاة خاصة، نادي المحبين، كلاب تنبح خارج النافذة، وجوه طنجة).

في كتابه هذا ينطلق صبحي موسى من سؤال مفاده: لماذا ظل التنوير العربي على مدار قرنين من الزمان في نفس المربع الأول، فلم ينتقل إلى الأمام عبر نفس المسار الذي اتخذه التنوير الأوربي، ولم تشهد البلدان العربية سيادة التفكير العلمي النقدي، ولا الدفاع عن الحريات أو الحصول على الحقوق السياسية وغيرها من حقوق الدولة المدنية الحديثة. 
ويقارن موسى في كتابه بين المسارات التي اتخذها التنوير العربي بالمسارات والمحطات التي مر بها التنوير الأوربي، مؤكدا على أن الثقافة العربية لم تتخط بعد مرحلة الثورة البروتستانتية، تلك التي انطلق منها الفكر الأوربي في ثورته على الكنيسة وهيمنتها على مؤسسات الدولة، مما أتاح للفلاسفة والمفكرين الأوربيين أن ينتقلوا من إصلاح العملية الدينية إلى وضع أسس الدولة المدنية الحديثة والقانون الوضعي، ساعدهم على ذلك الثورة العلمية التي عاشها الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وهو ما أهل المجتمعات الأوربية لمجيء الثورة الفرنسية، والقبول بالتغييرات الكبيرة التي قدمتها من خلال صيغة الحكم والمشاركة السياسية، بدءا من وضه دستور حاكم لمؤسسات البلاد، وصولا إلى تحول منصب الحاكم من كونه ظل الله على الأرض، إلى كونه رئيس منتخب من قبل جمعية عمومية هي الشعب.