مستعمرون يزرعون أشجارًا في أراضي مسافر يطا تمهيدًا للاستيلاء عليها

أقدم عشرات المستعمرين، اليوم ، على زراعة أشجار في أراضي المواطنين بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وذكر الناشط أسامة مخامرة في تصريح لوكالة "وفا" أن المستعمرين، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، قاموا بزراعة أشجار قرب منازل المواطنين في خربة أم الخير بمسافر يطا، وأوضح أن هذه الخطوة جاءت بعد أعمال حفر نفذوها في المنطقة قبل أسبوعين، حيث رفعوا أعلام دولة الاحتلال تمهيدًا للاستيلاء على الأراضي.
وأضاف مخامرة أن المستعمرين لم يكتفوا بذلك، بل قاموا أيضًا بزراعة الأشجار في أراضي المواطنين بمنطقة بيرين شرق الخليل، في تصعيد جديد يهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض.
تشهد منطقة مسافر يطا تصاعدًا في اعتداءات المستعمرين، حيث يمنعون المواطنين من الوصول إلى حقولهم ومراعيهم، ويدفعون بقطعان ماشيتهم إلى الحقول لإتلاف المحاصيل، وقد تضررت مساحات واسعة من محاصيل القمح والشعير بفعل هذه الانتهاكات، فضلًا عن ملاحقة المزارعين والرعاة بهدف تهجيرهم وتسهيل الاستيلاء على الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني.
أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقرير حديث لها أن المستعمرين نفذوا الشهر الماضي 318 عملية تخريب وسرقة استهدفت ممتلكات المواطنين، وشملت هذه العمليات اقتلاع 969 شجرة، منها 960 شجرة زيتون، توزعت الاعتداءات على محافظات مختلفة، إذ شهدت الخليل اقتلاع 350 شجرة، و328 في بيت لحم، و160 في سلفيت، و100 في نابلس، و31 في رام الله.
وتعتبر هذه الاعتداءات جزءًا من سياسة الاحتلال والمستعمرين لتضييق الخناق على الفلسطينيين في مسافر يطا، والتي تعد واحدة من المناطق الأكثر عرضة للمصادرة والتهويد، ويعاني سكان المنطقة من تكرار عمليات الهدم، الاعتداء، والمنع من الوصول إلى أراضيهم، ما يجعلهم في مواجهة يومية للحفاظ على حقوقهم وأراضيهم.
في ظل استمرار هذه الانتهاكات، يدعو الفلسطينيون المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتدخل العاجل لوقف الاعتداءات المستمرة وحماية الأراضي الفلسطينية من المصادرة والتهويد، مؤكدين على أهمية تعزيز صمود الأهالي في مواجهة المخططات الاستعمارية.
الأونروا تدين استخدام القوات الإسرائيلية مركزاً صحياً تابعاً لها كمكان احتجاز في مخيم العروب
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن القوات الإسرائيلية استخدمت مركزاً صحياً تابعاً لها في مخيم العروب قرب بيت لحم، كمكان لاحتجاز الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم خلال اقتحام المخيم يوم 12 فبراير الجاري.
وذكرت الأونروا أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المركز الصحي التابع لها في المخيم، قبل أن تقوم باستخدامه لاحتجاز عدد من المعتقلين الفلسطينيين، وأشارت الوكالة إلى أن هذا التصرف يمثل تطوراً جديداً وانتهاكاً صارخاً لحرمة مرافق الأمم المتحدة، التي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي.
وفي بيانها، أكدت الأونروا أن ما قامت به القوات الإسرائيلية يعد تجاوزاً للمعايير الدولية ويمثل تجاهلاً واضحاً للاتفاقيات التي تنص على ضرورة احترام وحماية مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس.
وطالبت الأونروا السلطات الإسرائيلية باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، داعية إلى فتح تحقيق فوري في هذا الحادث وضمان عدم تكراره، كما شددت الوكالة على أن منشآتها يجب أن تظل ملاذاً آمناً للفلسطينيين في المناطق التي تعمل فيها، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون.
تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتعرض الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين لضغوط متزايدة نتيجة الاقتحامات المتكررة، ويعتبر هذا التطور الأخير إضافة إلى سلسلة من الأحداث التي تزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.
وأكدت الأونروا التزامها بمواصلة تقديم الدعم اللازم للاجئين الفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين الدولية لضمان سلامة وأمان مرافقها ومستخدميها.
إعادة ترتيب العملية خلال الأيام المقبلة.