بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فطائر بالدماء.. مقتل ميكانيكي على يد جامع قمامة في العجوزة| فيديو

محرر الوفد يحاور
محرر الوفد يحاور أسرة المجني عليه

 تلطخت الفطائر بالدم بعدما سقط حاملها قتيلًا جائعًا، فارق الحياة بيد جامع قمامة سدد له طعنة نافذة في القلب، ووقف يرمقه بنظرات يستعجل موته وشلال دماء ينزف من صدره ليرسم على الأرض عبارة "مسرح جريمة مقتل ميكانيكي سيارات في منطقة العجوزة".

 في ليلة هادئة، لم يكن "عبدالرحمن محمد فرج"، الشاب ذو الـ23 عامًا، يعلم أن خطواته الأخيرة ستكون محفورة بدمائه على أرصفة منطقة العجوزة.

 خرج منهكًا بعد يوم شاق في ورشته الميكانيكية، يبحث عن شيء يسد جوعه قبل أن يعود إلى منزله، لكنه لم يكن يعلم أن الموت ينتظره على ناصية الطريق.    

المجني عليه 
المجني عليه 

 أغلق عبدالرحمن ورشته في الثالثة صباحًا، ثم قرر أن يمنح نفسه بعض الترفيه في "سايبر" قريب، قبل أن يذهب للنوم، لم يكن وحده، بل رافقه صديقه "هشام"، يشاركه الأحاديث عن يومه وإنجازاته في إصلاح السيارات.  

 بيدٍ يحمل الفطائر، وبالأخرى يضع يده على كتف صديقه، يسيران في هدوء، غير مدركين أن هناك عينًا تترصد خطواتهما.  

 على ناصية شارع عبده الخطاب، وقف شاب بملابس رثة، عُرف بين الأهالي بأنه جامع قمامة، يدعى "عبد الرحمن. أ"، وبرفقته اثنان من أصدقائه. لم يكن في نيتهم سوى الإيذاء.  

بلطجة جامع القمامة على الميكانيكي: 

 "واقف ليه هنا؟ هات الفلوس اللي معاك!.. قالها جامع القمامة بلهجة تهديد، محاولًا فرض سطوته على الميكانيكي وصديقه.

 رفض عبدالرحمن الاستسلام، فلم يتردد المتهم في صفعه على وجهه، لم يقف عبدالرحمن مكتوف الأيدي، فرد الصفعة، في موقف أزعج المعتدي وأثار غضبه، خصوصًا أمام أصدقائه. هنا، تحولت لحظة الغضب إلى قرار بالقتل.  

 بدأ الهجوم الوحشي، إذ انهال جامع القمامة على الميكانيكي بسلاح أبيض "كتر"، يضرب رأسه ضربات متتالية، بينما كان رفاقه يعتدون على هشام.

طعنة في القلب تقتل الشاب:

 ظل عبد الرحمن يقاوم رغم إصاباته، لكن القاتل قرر أن ينهي الأمر بسكينٍ حاد، طعنة واحدة نافذة استقرت في القلب، وسقط الشاب مضرجًا بدمائه، يحاول عبثًا وقف النزيف، لكن الموت كان أسرع.  

 لم تمر سوى دقائق حتى وصلت الشرطة إلى موقع الجريمة، بعدما تمكن الأهالي من الإمساك بالقاتل، نُقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى إمبابة، في حين بدأ رجال المباحث البحث عن أسرة الضحية في الأزقة الضيقة بمنطقة بولاق الدكرور.  

 في الصباح، كانت الصدمة تنتظر والد عبدالرحمن، الذي أُخبر في البداية أن ابنه توفي في حادث سير، تخفيفًا لوقع الخبر، لكن الحقيقة كانت أكثر قسوة ابنه قُتل غدرًا على يد شخص بلا رحمة.  

أسرة المجني عليه 
أسرة المجني عليه 

 في قسم الشرطة، جلس الأب محمد فرج، سائق التاكسي السابق، الذي أنهكته ثلاث عمليات قلب مفتوح، لا يكاد يصدق أن فلذة كبده لم يعد موجودًا، إلى جانبه، جلست الأم أمل محمود علي، ربة المنزل ذات الـ52 عامًا، في صمت تام، وعيناها تغرقان في الدموع.  

"كان بارًا بي.. لم يكن يغادر المنزل دون أن يطلب مني الدعاء"— قالتها بصوت متهدج، قبل أن تستجمع قواها وتطالب بالقصاص من القاتل، الذي حرمها من ابنها وسندها.  

 في تلك الليلة المظلمة، طُويت صفحة حياة شاب طموح، لكن صرخات عائلته تطالب بالعدالة، حتى لا يضيع دم عبدالرحمن هباءً.

المجني عليه 
المجني عليه