الأونروا تدين استخدام الاحتلال مركزاً صحياً تابعاً لها كمكان احتجاز في مخيم العروب

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن القوات الإسرائيلية استخدمت مركزاً صحياً تابعاً لها في مخيم العروب قرب بيت لحم، كمكان لاحتجاز الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم خلال اقتحام المخيم يوم 12 فبراير الجاري. 

وذكرت الأونروا أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المركز الصحي التابع لها في المخيم، قبل أن تقوم باستخدامه لاحتجاز عدد من المعتقلين الفلسطينيين، وأشارت الوكالة إلى أن هذا التصرف يمثل تطوراً جديداً وانتهاكاً صارخاً لحرمة مرافق الأمم المتحدة، التي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي. 

وفي بيانها، أكدت الأونروا أن ما قامت به القوات الإسرائيلية يعد تجاوزاً للمعايير الدولية ويمثل تجاهلاً واضحاً للاتفاقيات التي تنص على ضرورة احترام وحماية مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس. 

وطالبت الأونروا السلطات الإسرائيلية باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، داعية إلى فتح تحقيق فوري في هذا الحادث وضمان عدم تكراره، كما شددت الوكالة على أن منشآتها يجب أن تظل ملاذاً آمناً للفلسطينيين في المناطق التي تعمل فيها، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون. 

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتعرض الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين لضغوط متزايدة نتيجة الاقتحامات المتكررة، ويعتبر هذا التطور الأخير إضافة إلى سلسلة من الأحداث التي تزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة. 

وأكدت الأونروا التزامها بمواصلة تقديم الدعم اللازم للاجئين الفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين الدولية لضمان سلامة وأمان مرافقها ومستخدميها.

إيران ترفض هبوط طائرتين لبنانيتين لإجلاء مواطنيها من طهران بسبب خلاف دبلوماسي

رفضت السلطات الإيرانية اليوم الجمعة منح الإذن لطائرتين تابعتين لشركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية بالهبوط في مطار طهران، في خطوة جاءت رداً على رفض السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت خلال اليومين الماضيين.

وكانت المديرية العامة للطيران المدني اللبناني قد أعلنت مساء الخميس نيتها إرسال طائرتين لإجلاء اللبنانيين العالقين في إيران، إلا أن الجانب الإيراني أصر على أن يتم إرسال الطلب عبر القنوات الدبلوماسية، مما تسبب بتعثر العملية.

بعد تقديم شركة "طيران الشرق الأوسط" طلباً للسلطات الإيرانية للسماح بهبوط الطائرتين في مطار طهران، ردت السلطات الإيرانية بأن الإجراءات تتطلب التنسيق عبر وزارة الخارجية اللبنانية، وفقاً للبروتوكولات المتبعة بين البلدين، لكن الجمعة كونه يوم عطلة رسمية في إيران، حال دون معالجة الطلب في الوقت المناسب.

في المقابل، كانت السلطات اللبنانية قد أبلغت شركة "ماهان إير" الإيرانية بعدم قدرتها على استقبال رحلتين مجدولتين من طهران إلى بيروت، واحدة كان موعدها مساء الخميس، وأخرى اليوم الجمعة، ووفقاً لمسؤول في مطار بيروت، تم تأجيل الرحلتين إلى الأسبوع المقبل دون توضيح الأسباب، ما أثار استياء الجانب الإيراني.

رئيس مجلس إدارة مطار الإمام الخميني في طهران، سعيد شالاندري، صرح بأن الرحلة الإيرانية المجدولة يوم الخميس إلى بيروت لم تحصل على "الأذونات اللازمة من السلطات اللبنانية".

وفي بيروت، أكد مصدر مسؤول في الطيران المدني أن قرار تأجيل الرحلات الإيرانية جاء بناءً على طلب من وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل إضافية حول أسباب هذا الإجراء.

هذا التوتر في الأجواء يأتي في ظل علاقة متأرجحة بين البلدين، حيث يشهد الملف الدبلوماسي بين بيروت وطهران تعقيدات تعكس انقسامات سياسية داخلية في لبنان، فضلاً عن أجواء إقليمية محتقنة.

ويترقب اللبنانيون العالقون في طهران حلاً سريعاً يضمن إجلاءهم، وسط استمرار التنسيق بين السفير اللبناني في طهران والجهات المختصة لإعادة ترتيب العملية خلال الأيام المقبلة.