ترامب يكشف عن أعظم طريق تجاري.. هل سيؤثر على قناة السويس ؟

حالة من الجدل أثيرت مؤخرا عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن اتفاق مع رئيس الوزراء الهندي عن إطلاق أحد أعظم طرق التجارة في التاريخ، حيث يمتد من الهند إلى إسرائيل ثم إلى إيطاليا وصولا إلى الولايات المتحدة، موضحا أن المشروع يمثل "تطورا كبيرا" وسيضخ استثمارات ضخمة فيه.
أعظم طرق التجارة في التاريخ
جاء ذلك خلال عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، شددا خلاله على الشراكة الاقتصادية بين البلدين والتعاون في مجالات التجارة والدفاع والطاقة.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستزيد مبيعاتها العسكرية للهند بدءا من هذا العام، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين. كما أعلن التوصل إلى اتفاق مهم في قطاع الطاقة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وشدد الرئيس الأمريكي على أن الروابط الاقتصادية بين واشنطن ونيودلهي ستشهد مزيدا من التطوير، مع التركيز على تحقيق العدالة والمعاملة بالمثل في العلاقات التجارية، موضحا أن الهند كانت تفرض رسومًا باهظة على الولايات المتحدة، لكن بلاده تعمل الآن وفق مبدأ "المعاملة بالمثل".
فيما أكد رئيس الوزراء الهندي التزام بلاده بتوسيع رقعة التعاون مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على مضاعفة حجم التجارة بين البلدين ليصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
كما شدد رئيس الوزراء الهندي على أن الهند والولايات المتحدة ستتعاونان على إنشاء ممرات اقتصادية جديدة، إضافة إلى تعزيز الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب العابر للحدود.
مجالات الذكاء الاصطناعي
ولفت رئيس الوزراء الهندي إلى أن البلدين سيعملان معا في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية الرقمية.
ويأتي هذا التعاون في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز تحالفاتها الاقتصادية والعسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
طريق التجارة الجديد
ويعتبرطريق التجارة الذي أثارة ترامب أمس، وسبق أن أعلن من قبل عن مشروع الممر الاقتصادي في قمة مجموعة العشرين بالهند منذ عامين، والذي يربط بين جنوب آسيا وأوروبا عبر الخليج العربي والشرق الأوسط، وأثير وقتها مدى تأثير المشروع على مشروع الحزام والطريق في الصين وقناة السويس في مصر.
وعلق الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية ورئيس هيئة قناة السويس السابق أنه "لا بديل عن قناة السويس، حيث تعد أسرع طريق للنقل البحري.
وتابع مميش في تصريحات تليفزيونه، على انه لا يوجد مجال للمقارنة بين مشروع متعدد الوسائط ومجرى قناة السويس أسرع طريق ملاحي في العالم"، نافيا احتمالية وجود أي تأثيرات أو تداعيات على القناة مستقبلاً جراء ذلك، قائلاً إنّ "عملية النقل به ستكون مكلفة ومضيعة للوقت، وضد اقتصاديات النقل البحري".

وكشف الفريق مهاب مميش أن هذا المشروع يمر بالبحر ثم يفرغ الحمولة ويسير على سكة حديد ثم عربات نقل بري ويفرغ على البر"، مؤكدا أنّ هذه عملية مكلفة للغاية عكس ماهي عليه في قناة السويس ولذلك لا يوجد مجال لتلك المقارنة.
وأكد على أن قناة السويس قادرة ومستعدة للتنافس حيث أنها أسرع وأعمق وأكثر قناة أماناً في العالم، وخلال 11 ساعة نصل البحر الأبيض بالأحمر ونصل آسيا وأوروبا وكل الموانئ حول العالم.
وتعد قناة السويس، ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس كى يصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر.
وتفصل القناة بين قارتي آسيا وأفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي أكثر القنوات كثافة من حيث الاستخدام الملاحي.