نبض الكلمات
الإرهابى وأوهام الزعامة
بينما تأتى أمريكا من أقصى الأرض لتساند إسرائيل، فلسطين وسط كل أخواتها الدول تخذل، كل الذين كانوا يقولون: «فلسطين قضيتنا الأولى» خذلوها ولم نر لهم حضورا..حتى أولئك الذين يهتفون دومًا: «الموت لإسرائيل» وتوقعنا ربما فزعتهم لم يفزعوا، جميعهم خذلوا فلسطين، جميعهم خذلوا القضية، جميعهم لا يجيدون سوى الحديث على الشاشات ويبدو أن أولئك القادة محكومون بغيرهم ونحن بالإكراه محكومون بهم، ما أجبننا وأجبنهم ولا نامت أعين الجبناء!.
ومن ظن أن الحرب على غزة قد توقفت فقد أخطأ، بل إنها تبدأ الآن، لكنها حرب من نوع آخر، أشد فتكاً من حرب القنابل والصواريخ!!. فالناس فى غزة الآن قد رجعوا إلى مدينة ممسوحة، وأحياء خاوية، وبيوت مدمرة، فلا مساجد، ولا مدارس، ولا جامعات، ولا مستشفيات، حتى المخابز والأسواق، بل والماء والكهرباء، وهى أبسط مقومات الحياة غير موجودة.. الدولة المصرية منذ سنوات وتعتبر القضية الفلسطينية من ركائز السياسة المصرية، والتى ظلت راسخة على مدار عقود سواء فى الحروب أو المفاوضات أو دعم الحقوق الفلسطينية فى كافة المحافل الدولية، وتؤمن مصر دائمًا أن استقرار منطقة الشرق الأوسط مرتبط بشكل مباشر بإيجاد حل جذرى للقضية، وهذا لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وشعب حر، وجاء موقف مصر من رفض التهجير القسرى للفلسطينيين واضحا وراسخا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، ورفضت مصر وبشدة على لسان الرئيس وشعبها وجيشها خطة «ترامب» الوهمية، بدعوة اناس من جميع أنحاء العالم فى للإقامة فى غزة بعد إعادة تطويرها»، وزعم أن خطة الإدارة الأمريكية بشأن غزة حظيت بما أسماه «إشادة واسعة» من مختلف المستويات القيادية، واعتبر أن القطاع يمكن أن يصبح «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد إعادة تطويره.. ولم يذكر هذا المهووس ما يخص «الشعب الفلسطينى» من مشروعه الإجرامى بهدف تصفية القضية الفلسطينية، بمعنى أن السيد ترامب، صاحب الأحلام الوردية المبللة، والذى يشتهر بـ«فن الصفقات الإرهابية»، قرر أن يفتح أبواب جهنم، يرى أن يحول الأراضى الفلسطينية الى أرض على البحر» ذات موقع استراتيجى ممتاز كمنتج سياحى من جميع الجنسيات على حسب كلامه، وأنه يسخر كل الامكانيات الجبارة لتحقيق هذا الحلم ومعه الخنزير نتنياهو والصهاينة، وسائر الشياطين الداعمين له فى هدم وتصفية غزه والتهديدات التى يطلقها من حين لآخر بقطع المعونات، وأن يزيل كل الحجر والبشر وينسف التاريخ لينشئ «منتجعا خمس نجوم» على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكما يقول يرتاده و»يعيش فيه أناس من جميع أنحاء العالم»، وأطلق على المنتجع اسم «ريفييرا الشرق الأوسط... أمريكا كشفت عن وجهها القبيح كدعاة الحريات بشعارات الحرية والديمقراطية كقناع زائف يخفى خلفه وجهًا استعماريًّا بغيضًا. هذه الشعارات البراقة لم تكن يومًا سوى أدوات لخداع الشعوب واستعبادها بأساليب حديثة لا تعتمد على السيطرة الفكرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. فالحرية التى تروج لها أمريكا ليست سوى وهم يُباع للشعوب المهزوزه، بينما الحقيقة أنها تعنى الخضوع الكامل لنفوذها وسياساتها. كيف يمكن لدولة بُنيت على نهب ثروات الآخرين، وقتل ملايين الأبرياء فى حروبها أن تدّعى الدفاع عن الحرية؟ الحرية فى قاموس أمريكا تعنى إخضاع الشعوب لإملاءاتها وتقبل وصايتها دون مقاومة، وتحويل العالم إلى ساحة مفتوحة لنفوذها العسكرى والاقتصادى مع حلفائها فى الغرب الذين يتفننون فى ممارسة الإرهاب، بالذات مع الدول العربية فَــإنَّها تتعامل بكـل هستيريا وبكل عنجهية وجنون، قوى الاستكبار لا تلتزم بالقانون الدولى ولا تعترف بمواثيق اخترتها الأمم المتحدة لتمارسها فقط على دول الشرق الأوسط تأمينا لمصالحها، إن القضية الفلسطينية تواجه تحديات حرجة دفعت مصر منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة والقضاء على حماس، سعت مصر إلى رفض سياسة العقاب الجماعي، ومنع التهجير القسرى للفلسطينيين، إلى تطوير مجموعة من السياسات الجديدة تجاه القضية الفلسطينية ومنذ بداية الازمة كان من أهمها منع تصفية القضية، وإحباط المخططات الإسرائيلية الساعية لإبادة الشعب الفلسطينى إما عن طريق الحرب أو تهجيرهم فى نكبة جديدة إلى أراضى دول أخرى.، فقد أعلنت مصر، عن عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامى بشأن القضية الفلسطينية بعد القمة العربية الطارئة المقررة فى القاهرة فى 27 فبراير الجارى. كحل طارئ للرد على هلاوس الرئيس الأمريكى ومن جهة أخرى هناك تشديد برفض شعبي ورئاسي لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لجيش مستعد وقادر على المواجهة العسكرية فى أى وقت حسب تصريحات الرئيس ومصر مستعدة للدفاع عن حدودها ومقدراتها مهما تكلفت من أعباء اقتصادية أو سياسية. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.
magda sale7 @yaho .com