بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كازينو غزة

أنشأ المقامر العقارى دونالد ترامب أكبر كازينو فى العالم «منتجع تاج محل» سنة 1990 والذى أطلق عليه العجيبة الثامنة بسبب تكلفته الباهظة، حضر افتتاحه الأسطورى أهم مشاهير العالم مثل مايكل جاكسون، تنبأ الخبراء بمستقبل مشرق لمدينة أتلانتك سيتى فى جذب صفوة مقامرين الساحل الشرقى الذين وجدوا فيها ضالتهم من عناء الطيران إلى لاس فيجاس لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد كان محكوماً بالفشل الذريع على تاج محل منذ البداية بسبب عدم تغطية أرباحه الكبيرة نفقاته المتزايدة مما اضطرّ دونالد مرغماً لبيعه لشركة Hard Rock بمبلغ زهيد 50 مليون دولار فقط 2016 وهو الذى تكلف 1.2 مليار دولار وبالرغم من هذة الخسارة الفادحة إلا أن الكائن البرتقالى اكتسب مهارات جديدة أهم من الأموال سوف تساعده للوصول بسرعة الصاروخ إلى عنان المجد،تركيبته الجامحة وجدت نفسها فى نمط الحياة المخملية فهو يعشق صخب الحفلات فكما يقول أولاد البلد»ابن حظ» فكان يقضى معظم أوقاته فى صالات القمار يتابع تفاصيل العمل اليومية حتى اصبح خبيراً لكنه كان يفضل لعبة البوكر عن من سواها، وبوكر كلمة ألمانية الأصل pochenبمعنى ضرب، فهى لعبة لا تعتمد على الحظ فقط بل تعتمد أيضا على المهارة والغموض ويتجلى ذلك بوضوح فى مسيرة دونالد التجارية والسياسية فهو ينتهج نفس استراتيجياتها الماكرة التى تبعث الشك واليأس فى عقول المنافسين فلكى تربح عليك الحصول على وضع أفضل من خصومك حتى ينهار جميع المنافسين لك على الطاولة فيدب الإحباط فى نفوسهم وبعدها يستسلمون لك بسهولة ثم ترفع رهاناتك بشكل مبالغ فيه لتعظيم حجم مكاسبك . وهذا ما يقوم به مع اصدقائه قبل خصومه فى الداخل والخارج فهو يتخذ قرارات أحادية تخدم مصالحه الشخصية فهو يرى فى نفسه سوبرمان استثنائى لديه إحساس متضخم بالذات لدرجة أنه يمدح نفسه !! لا يبالى بمصالح حلفائه ولا بالقانون الدولى الذى يجرم التطهير العرقى ولا بالقيم الأخلاقية التى لا تحرم المساس بحياة المدنيين العزل فهو يجيد التلاعب بالكلمات لتنفيذ خطته الشيطانيّة فى تصفية القضية الفلسطينية وأحد اهم أسلحته هى فن الخداع والمرواغة مع الفاعلين الرئيسيين مصر والأردن فهو يحاول الإيحاء لهم بأنه يمتلك زمام الأمور يستخدم التصعيد المدروس عن طريق الضغط المستمر والتهديد المبطن والفاضح بقطع المعونات وفرض العقوبات فهو يصدر للإعلام أنه لا يحبذ الانتظار وأنه سيبدأ التحرك على الفور للاستيلاء على غزة عسكرياً واخلائها قسريا من سكانها ثم يتراجع مؤقتا ليعاود الكره مرّة اخرى من أجل دفع الأطراف الأخرى للتوتر والارتباك وربما الشك فى قدرتهم على الرفض والصمود، بما يدفع بعضهم للرغبة فى الانسحاب والاستسلام، وربما الانصياع لطلباته. مثلما حدث مع الملك عبدالله الذى على ما يبدو قد تعرض لضغوط هائلة فى الغرف المغلقة وهذا ما تشى به لغةٍ الجسد فى المؤتمر الصحفى المفاجئ الذى أراد ترامب أن يورطه فى إجابات لا يريدها الملك ، يشن ترامب منذ فترة حرب نفسية شعواء ضد مصر والأردن من خلال محاولة التشويش بتصريحات نارية مفادها أنهم سيقبلون ترحيل سكان غزة إلى دولهم حتى مع رفضهم العلنى لهذه الفكرة. يريد ترامب ترهيب الجميع حتى يتحكم فى مصير الشرق الأوسط،

حسنا فعل فى إظهار وجّهه الاستعمارى القبيح الذى ذكّرنا بما فعل أسلافه فى إبادة الهنود الحمر هذا المعتوه لا يرى فى غزة سوى فرصة عقارية ثمينة ذات موقع متميز على البحر يريد أن يجعلها ريفيرا جديدة يبنى عليها فنادق تحمل اسمه وعلامته التجارية الجديدة «كازينو غزة»أعتقد أنه لن يكسب لعبة البوكر الاخيرة فهو لا يملك القوة أو النفوذ أو حتى خطة عمل واقعية لفرض تصوره الخيالى لقطاع غزة.

يقيناً لن نقع فى فخ سياسة الصفقات التجارية إذا تغلبنا على ذلك الخوف المرضى وأن نثق بأنفسنا ويكون لدينا ثبات انفعالى ورباطة جاش،برفض مطالبه السخيفة بصوت عال وهذا ما تفعله مصر كل ساعة ومعها السعودية ويجب ان تحذو جميع الدول العربية والإسلامية نفس الحذو ليس ببيانات شجب واستنكار ولكن بأفعال جريئة على الأرض دون خوف من أى تداعيات او نتائج لا توجد إلا فى أذهان من نجح فى اختراق عقولهم. ولخص هذا العبث مقال ستيفن كوك فى فورين بوليسى بوصف ترامب بالجنون المطلق وخطته بالإفلاس الاخلاقى، إنما النصر صبر ساعة.