المفوضية الأوروبية: محادثة بوتين وترامب "بداية" لعملية التسوية في أوكرانيا

أعلنت باولا بينيو، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب "ليست سوى بداية لعملية التسوية في أوكرانيا"، جاء ذلك في تصريح لها خلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل، حيث أكدت أن بروكسل لم يتم إخطارها مسبقاً بهذا الاتصال.
وقالت بينيو: "هذه المحادثة ليست إلا بداية العملية"، في إشارة إلى أن الخطوات التالية في العملية الدبلوماسية قد تتكشف تدريجياً، ومع ذلك، رفضت بينيو التنبؤ بما قد تؤول إليه تلك المحادثات، مشددة على أهمية عدم "استباق الأحداث والتكهن بالخطوات القادمة".
وأوضحت بينيو أن المفوضية الأوروبية لم تُبلغ من قبل عن المكالمة بين بوتين وترامب، مما يثير تساؤلات بشأن التنسيق الأوروبي مع حلفائه عبر المحيط الأطلسي بشأن الوضع في أوكرانيا، وبالرغم من ذلك، لم تُدلِِ بينيو بتفاصيل حول سبب هذا الانقطاع في التواصل.
من جانبها، أفادت وكالة "بلومبيرغ" نقلاً عن مسؤولين أوروبيين أن العديد من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في أوروبا لم يكونوا على علم بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين، وأشار مسؤول أوروبي مؤيد لقضية أوكرانيا إلى أن تصرفات ترامب في هذه المحادثة يمكن أن تُعتبر بمثابة "خيانة"، معتبراً أن الولايات المتحدة قد تكون "استسلمت" للمطالب الروسية الأساسية حتى قبل بدء المفاوضات الرسمية.
يأتي هذا التطور في وقت حساس بالنسبة للأزمة الأوكرانية، وسط تساؤلات متزايدة حول سياسة واشنطن حيال روسيا ومستقبل العلاقات بين الأطراف المعنية.
روسيا وأوكرانيا تقدمان 16 ألف اسم إلى الصليب الأحمر بشأن الأسرى والمفقودين
أعلن دوشان فوياشانين، رئيس مكتب شؤون العملية العسكرية الروسية لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن روسيا وأوكرانيا قدمتا للصليب الأحمر أسماء 16 ألف شخص بين أسرى حرب وسجناء لدى الجانبين، وقال فوياشانين في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية إن هذا التعاون يأتي في إطار الجهود المشتركة التي يبذلها الطرفان لتسهيل التواصل مع أسر المعتقلين وإبلاغهم بمصير أحبائهم.
وأوضح فوياشانين أن هذه المبادرة بدأت في أعقاب التصعيد العسكري في فبراير 2022، حيث أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مكتبا خاصا لمنع حالات الاختفاء القسري والبحث عن المفقودين، بالإضافة إلى إعلام عائلاتهم بمعلوماتهم في أسرع وقت ممكن، وأضاف أن الأنظمة التي أُنشئت بموجب التزامات الطرفين، وفقاً لاتفاقيات جنيف، لا تزال تعمل رغم التحديات العديدة المرتبطة بالوضع العسكري والإنساني الراهن.
وأشار رئيس مكتب الصليب الأحمر إلى أن العدد المعلن لا يشمل جميع أسرى الحرب المحتجزين حالياً، حيث تم الإفراج عن عدة آلاف منهم في وقت سابق، وأكد أن اللجنة الدولية لا تستطيع تحديد العدد الدقيق للأسرى الذين لا يزالون قيد الاحتجاز لدى الطرفين، في ظل تعقيدات الوضع الراهن.
من جهة أخرى، ذكر فوياشانين أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد افتتحت مكتباً خاصاً للبحث والتتبع في جنيف في مارس 2022، في خطوة تهدف إلى التعامل مع القضايا الإنسانية المتعلقة بالنزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، ويعمل المكتب كوسيط محايد بين الطرفين المتنازعين، حيث يقوم بجمع وتنظيم ونقل المعلومات المتعلقة بمصير ومكان العسكريين والمدنيين المفقودين أو المفصولين عن عائلاتهم.
تستمر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بذل جهود حثيثة لتوفير الدعم الإنساني، وضمان احترام القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.