ردًا على ترامب..جنوب إفريقيا تُوقف عمل الشركات الأمريكية داخل أراضيها وإيقاف تصدير المعادن لأمريكا

ردا علي تصرفات الرئيس الأمريكي ترامب واستباحة أموال وأراضي الدول قررت حكومة جنوب أفريقيا وقف عمل جميع الشركات الأمريكية داخل أراضيها ، مع وإيقاف تصدير المعادن إلى الولايات المتحدة الأمريكية
ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من قطع دونالد ترامب لجميع التمويل من الولايات المتحدة إلى جنوب إفريقيا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى جنوب إفريقيا
أوضحت حكومة جنوب إفريقيا لترامب بشكل قاطع أن أمريكا لا شيء بدون المعادن من إفريقيا وإذا كان يعتقد أن الأفارقة ليسوا سوى متسولين، فعليه أن يبحث عن المعادن في مكان آخر لأن إفريقيا سئمت من عدم الاحترام الصارخ والتجاهل الذي يستمرون في الحصول عليه من العالم الغربي
في وقت سابق، وقع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا على مشروع قانون يسمح للحكومة بالاستيلاء على الأرض دون الحاجة إلى دفع تعويض، وهو ما يقول البعض في الحكومة إنه تهديد للملكية الخاصة.
وتمتلك الأغلبية السوداء في البلاد جزءا صغيرا من الأراضي الزراعية بعد أكثر من 30 عاما من نهاية نظام الفصل العنصري. فمعظم ملاك الأراضي جزء من الأقلية البيضاء، وفقا لتقارير إخبارية.
ويسمح القانون الجديد بمصادرة الأراضي دون تعويض فقط في الظروف التي يكون فيها “عادلا ومنصفا ويصب في المصلحة العامة”.
لا تخشى عقاب ترامب.. جنوب إفريقيا ماضية في ملاحقة إسرائيل بـ"إبادة غزة"
تعهّد وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا، بالمضي قدمًا في قضية بلاده المتعلقة بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، على الرغم من الأمر التنفيذي الذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمعاقبة البلاد على موقفها "العدواني" تجاه حليفة الولايات المتحدة، وفق ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وفي وقت سابق قال البيت الأبيض إن ترامب وقّع على أمر تنفيذي بوقف المساعدات المالية لجنوب إفريقيا، بسبب سياستها المتعلقة بالأراضي، وقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها على إسرائيل حليفة واشنطن.
وأشار "ترامب" إلى عدم موافقته على سياسة الأراضي التي تنتهجها جنوب إفريقيا، ودعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها الدولة الإفريقية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، إذ اتهمت المحكمة دولة الاحتلال بالإبادة الجماعية، بسبب العدوان الوحشي على غزة، الذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف وتسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الفلسطيني.
وأشار البيت الأبيض إلى قضية الإبادة أمام محكمة العدل الدولية، كمثال على اتخاذ جنوب إفريقيا مواقف ضد واشنطن وحلفائها.
وقال وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا لـ"فايننشال تايمز"، إنه "لا توجد فرصة" لجنوب إفريقيا لسحب قضيتها أمام محكمة العدل الدولية على الرغم من تهديدات ترامب. وقال في مقابلة: "التمسك بمبادئنا له عواقب في بعض الأحيان، لكننا نظل ثابتين على أن هذا مهم للعالم وسيادة القانون".
ونهاية 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها، على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.
ومطلع 2024، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، ورفضت طلبًا إسرائيليًا برفض الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا. وصوّتت أغلبية كبيرة من أعضاء لجنة المحكمة المؤلفة من 17 قاضيًا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب إفريقيا، وانضمت عدة دول إلى القضية.
والأسبوع الماضي، وقّع الرئيس الأمريكي على أمر "بوقف المساعدات أو المعونات الأجنبية" لجنوب إفريقيا، ردًا على قضية محكمة العدل الدولية وقانون جديد لمصادرة الأراضي يزعم أنه مصمم للاستيلاء على ممتلكات الأقلية الأفريكانية في البلاد، التي عرض ترامب إعادة توطينها في الولايات المتحدة.
وزعمت الولايات المتحدة أيضًا أن جنوب إفريقيا تعمل مع إيران "لتطوير ترتيبات تجارية وعسكرية ونووية"، في حين قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إنه سيقاطع اجتماع مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، الدولة المضيفة لهذا العام، بسبب ما وصفه بسياساتها "الإنمائية والتنوعية".
وأصبحت حملة ترامب ضد جنوب إفريقيا تشكّل تحديًا كبيرًا للحكومة الائتلافية، التي تخشى أن تتعرّض للخطر ليس فقط قطع مساعدات بقيمة 440 مليون دولار، لكن أيضًا الوصول المعفي من الرسوم الجمركية إلى الأسواق الأمريكية بموجب قانون النمو والفرص في إفريقيا (أجوا).
ووصف "لامولا" إدعاءات الولايات المتحدة بأنها "معلومات مضللة"، وقال المسؤولون إن قانون الأراضي ليس "تعسفيًا" لكنه ضروري لتصحيح التفاوت في ملكية الأراضي بعد الفصل العنصري. وقال وزير الخارجية الجنوب إفريقي: "في حين أن لدينا علاقات جيدة مع إيران، إلا أننا لا نمتلك أي برامج نووية معهم، ولا أي تجارة يمكن الحديث عنها".
وأضاف "لامولا" إن جنوب إفريقيا تسعى إلى "التواصل العاجل" مع الولايات المتحدة. وتابع: "نحن على استعداد للتواصل معهم لإقناعهم، إذا كانوا على استعداد للإقناع".
لكن الحكومة الائتلافية، التي تولت السلطة العام الماضي بعد أن خسر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أغلبيته في الانتخابات العامة، منقسمة بشأن كيفية إدارة التداعيات، وفق "فايننشال تايمز".