بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جون بولتون: خطة ترامب عن غزة تهور وورطة لأمريكا

عمل بولتون مستشارا
عمل بولتون مستشارا لترامب في ولايته الأولى

قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في عهد ولاية ترامب الأولى، إن خطة الرئيس ترامب التي أعلن عنها مؤخرًا بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليه أثارت جدلاً واسعًا. 

ونوه إلى أن ترامب صرح بأنه سيقوم بإدارة قطاع غزة أو الاستيلاء عليه وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، وهو أمر غير قابل للتحقيق، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تتورط في هذا الأمر. 

وذكر أن الشعب الأمريكي برمته يرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً، وليس من المحتمل أن يحدث هذا السيناريو في غزة، وأنا واثق تمامًا أن تصريحات ترامب لن تتحقق.

ونوه خلال حواره مع قناة “الغد” إلى أن التصريح الأكثر أهمية يتعلق باستراتيجية إيران بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، فالوضع في غزة كان مأساويًا للغاية، ونعلم أن الوضع هناك لم يكن مستقرًا منذ حوالي 15 عامًا، ما جعل الشعب الفلسطيني يعاني بشكل كبير. 

وطالب الدول العربية والجوار أن تأخذ في اعتبارها مصلحة الشعب الفلسطيني وأن تتعاون مع إسرائيل لإيجاد حل منطقي لاستيعاب سكان غزة، مردفا: “لا أعتقد أن فكرة إعادة توطين سكان غزة داخل القطاع هي فكرة صائبة من منظور إنساني”.

وتابع: "لكن يجب أن نأخذ في اعتبارنا إمكانية التخلص من وكالة الغوث "الأونروا" وتحويل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث أن لديها التفويض من الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين وحمايتهم ومعاملتهم بطريقة إنسانية وعادلة".

وأشار إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لديها تفويض للعمل بطريقة تتسم بالإنصاف الكامل ووفقًا للمعايير الدولية، ولا يمكننا إعادة توطينهم في القطاع المدمر بالكامل، بل يمكن إعادة توطينهم في أماكن أخرى بموافقة دول أخرى، مطالبا بالأخذ في الاعتبار أن هذه المفوضية ليست لديها معسكرات للاجئين مستدامة، لذا ستبحث عن حلول أكثر إنصافًا.

فيما قال أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية في مركز الأهرام، إنه يوجد تغييرات واضحة في لغة الرئيس ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير، وبالتحديد منذ 25 يناير، حيث بدأ يتنمر ليس فقط على الدول الحليفة له، بل أيضًا على قواعد النظام والقانون الدوليين، وما جرت عليه الأعراف منذ الحرب العالمية الثانية، وقد يكون حماسه لتولي السلطة أو الولاية الثانية هو السبب وراء ذلك.

ولفت إلى أنه بعد لقاء العاهل الأردني أمس، يبدو أن حدة هذا التنمر قد خفت، حيث ربما سمع ترامب أمورًا لم يكن يعرفها من قبل، ولم تكن واضحة له من مستشاريه أو من المتعاطفين مع إسرائيل في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه لأول مرة، اعترف بأن هناك معاناة كبيرة لشعب فلسطين، وأنه لم يكن على علم بوجود 2000 طفل يعانون من السرطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مردفا: “قد يكون هذا اللقاء بمثابة عودة لقواعد اللعبة التي عرفتها المنطقة منذ اتفاقية السلام عام 1979”.

ولفت إلى أن ترامب لم يكرر تهديده بوقف المعونات للأردن، وهو ما يعتبره البعض ورقة ضغط لتمرير مخططاته في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، جاء بيان البيت الأبيض متزامنًا مع بيان الرئاسة المصرية، حيث أكد الرئيس المصري والعاهل الأردني على أهمية بدء إعادة الإعمار فورًا في قطاع غزة دون تهجير.

ونوه إلى أن هناك موقفًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا يرفض التهجير بشكل قاطع، ويعتبره فكرة غير منطقية وغير قابلة للنقاش، لأن الأرض الفلسطينية هي أرض محتلة، وبالتالي، فإن الحل الأمثل لتحقيق سلام دائم هو أخذ الحقوق الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية والقانون الدولي ومبادرات السلام العربية.

وشدد على أن هذا الموقف لم يؤكده فقط الرئيس المصري والعاهل الأردني، بل أيضًا جميع الدول العربية في الاجتماعات الأخيرة، بما في ذلك الاجتماع السداسي العربي لوزراء الخارجية، كما تم الاستجابة لدعوة مصر لعقد قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري، حيث ستناقش هذه القمة خطة عربية مصرية تتعلق بإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وأكد أنه من المهم أن نلاحظ أن هناك تطورات سريعة من جميع الأطراف، ونحن ننتظر يوم السبت القادم وما إذا كان تهديد ترامب بأن المنطقة ستتحول إلى جحيم إذا لم يتم استعادة الأسرى والرهائن لدى حماس سيؤثر على الوضع.

وأكمل أن هناك عرقلة إسرائيلية لدخول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مع خروقات متكررة أسفرت عن مقتل 93 شهيدًا في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، لذا، فإن انهيار اتفاق الهدنة في غزة سيكون له عواقب وخيمة، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي لهذه الحكومة المتشددة.

ولفت خلال حواره لقناة “سكاي نيوز عربية”، إلى أن الولايات المتحدة كانت دائمًا وسيطًا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، لكن الموقف الأمريكي الحالي يعيد خلط الأوراق ويعطي الفرصة للقوى المزعزعة للأمن للاستفادة من الوضع.

وتابع: “إذا استمر ترامب في مواقفه المتطرفة، فإن ذلك سيؤثر سلبًا على المصالح الأمريكية في المنطقة، وقد يدفع الدول العربية إلى مراجعة مواقفها، يعتمد الأمر على براعة الدبلوماسية العربية في تقديم الأدلة على أن استمرار ترامب في مواقفه المتشددة سيؤدي إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية، وكذلك بالأنظمة والشعوب الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة”.