خالد الجندي: هدم تاريخ الشيوخ لمجرد الإدلاء بفتوى غير دقيقة سخافة (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن المسلم بحاجة دائمة إلى طلب الربط على قلبه من الله، حتى لا يتزعزع إيمانه أمام أي فتنة أو موقف صادم.
وقال الشيخ خالد الجندي،خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء: "لما ربنا يربط على قلبك، ما تفزع، ما تخافش، ما تنكشف قدام أي هجمة على الإسلام، في شباب لمجرد ما يسمع إن حديثًا ضعيفًا أو موقفًا بين الصحابة مش عاجبه، إيمانه يتهز، يرتد، يترك الصلاة، يشكك في السنة، أو حتى يتطاول على العلماء".
وأشار إلى أن بعض الشباب ينهارون دينيًا لمجرد اكتشاف خطأ من شيخهم، قائلًا: "يا ابني الشيخ ممكن يغلط، إحنا بشر، عندنا أخطاؤنا وصوابنا، لكن مش منطقي تهدم تاريخ شيخك عشان فتوى واحدة غلط!".
وأضاف: "الارتباط بالدين لازم يكون عميقًا وثابتًا، مش قائمًا على مواقف سطحية. زي الشاب اللي أبوه يربيه سنين، لكن بسبب موقف واحد أو منع عن شيء يريده، يبدأ في تطويع كل المواقف ضده، ويحرض نفسه على القطيعة والتطاول".
الربط على القلب
وتابع: "لازم تدعي ربنا إنه يربط على قلبك، لأن الثبات على الدين في زمن الفتن محتاج توفيقًا إلهيًا، اللي قلبه مربوط بالله، لا يخاف ولا ينهار، بل يثبت ويواجه كل شيء بإيمان قوي لا يتزعزع".
ونوه إلى أن تعبير "وربطنا على قلوبهم" في القرآن الكريم يحمل دلالة عميقة على التثبيت الإلهي في لحظات الشدة والاضطراب، مستشهدًا بقصة أصحاب الكهف وقصة أم موسى عليه السلام.
وأوضح ، أن القرآن استخدم هذا التعبير في مواضع دقيقة، قائلاً: "في قصة أصحاب الكهف، جاء التعبير بعد أن اتخذوا خطوة جريئة في إعلان إيمانهم، فقال الله: 'وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض'، وهذا يدل على أن التأييد الإلهي يأتي بعد المبادرة بالإيمان".
وأشار إلى أن الربط على القلب ليس مجرد شعور بالطمأنينة، بل هو دعم إلهي يمنح الإنسان القدرة على التحمل والتسليم لأمر الله في أصعب اللحظات، مضيفًا: "الربط أيضاً ورد في قصة أم موسى عندما أوشكت على البوح بسر ابنها، فقال الله: 'لولا أن ربطنا على قلبها'، وهذا يؤكد أن الإنسان قد يكون صابرًا، لكنه يحتاج إلى تثبيت إلهي لحظة الضعف".
القلب متقلب بطبيعته
وأوضح أن القرآن يختار ألفاظه بدقة، حيث أن "القلب" متقلب بطبيعته، لذا فإن الربط عليه يعني تثبيته ومنعه من الاهتزاز مع رياح الفتن والشدائد، مشيرًا إلى أن الطمأنينة تأتي بعد الإيمان، كما جاء في قوله تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمن القلوب".
وشدد على أن الربط على القلوب هو أعظم درجات التأييد الإلهي، حيث يمنح الإنسان الثبات في أوقات المحن ويطمئنه على إيمانه، ليواصل طريقه بقلب راسخ لا تهزه الصعاب.
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن إنكار المعراج يعد إنكارًا لجزء أساسي من ديننا الإسلامي، مشددًا على أن رحلة المعراج التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم هي حقيقة إيمانية مذكورة في القرآن الكريم.
وأضاف، أن الحديث الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن المعراج بوضوح، حيث ذكر في الحديث: "ثم عرج بنا إلى السماء".
وأوضح أن كلمة "عرج" تعني الصعود، وهو أمر لا يمكن التشكيك فيه لأنه مذكور في النصوص الشرعية بوضوح.
إنكار المعراج يتضمن أيضًا إنكار جزء من القرآن الكريم
وتابع خالد الجندي: " إنكار المعراج يتضمن أيضًا إنكار جزء من القرآن الكريم، حيث أن سورة المعارج تتحدث عن وسائل الصعود إلى الله، وهو ما يثبت صحة المعراج كحقيقة دينية متكاملة.
وأكد الجندي أن معراج النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد رحلة معنوية كما يدعي البعض، بل هي حدث حقيقي وفقًا للنصوص الشرعية.
وأوضح أن البعض يشكك في هذا الحدث بزعم تناقضه مع مفهوم "تنزيه" الله، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عرج بي" وليس "عرجت"، مما يعني أن الفاعل الحقيقي لهذه المعجزة هو الله تعالى.
واختتم الجندي حديثه بالتأكيد على أن المعراج هو معجزة إلهية واضحة لا مجال للشك فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مجرد مبلغ لهذه المعجزة التي لا يمكن إنكارها بناءً على نصوص القرآن والسنة.