بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ليلى طاهر:عايشة على حب الناس

بوابة الوفد الإلكترونية

 فؤاد المهندس قدم فناً هادفاً من خلال فوازير مدرسة عمو فؤاد

 فيلم الأيدى الناعمة جمع كل الحسناوات.. ومستوى الجمال تغير بسبب المجتمع

 

ليلى طاهر نجمة من زمن الفن الجميل، لديها من الملكات الخاصة ما جعلها نجمة محبوبة ومتجددة، بمجرد وجودها فى فيلم على الشاشة يشعر المشاهد بسعادة، فهى الصورة الحقيقية لزمن الرقى والشياكة والجمال، واحدة من جميلات الشاشة المصرية على مدى تاريخها، رغم أن جمالها الهادئ وملامحها الرومانسية كانا جواز مرورها إلى عالم الشهرة والأضواء، لكنها ظلت بأدائها الراقى وسيرتها المحترمة نجمة يحترمها الجمهور، حتى إن حضورها الأخير فى «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» كان حضورا راقيا يضيف الكثير للفن الحديث.

هاتفتها وبمجرد أن ردت سألتنى «سمعتى إنى مت» فقلت لها، ألف سلامة عليكى، قالت: «منذ سنوات لم يدق هاتفى إلا للسؤال عن صحة خبر وفاتى وكأنهم يريدوننى أن أغادر الدنيا سريعا، استقصدونى»، قلت لها «دائما منورة حياتنا وموجودة بفنك وإبداعك وحب جمهورك».

زوج فى إجازة.. فانتازيا عرضها على صلاح ذو الفقار

واستطردت «أشاهد الآن فيلم «زوج فى إجازة»، سألتها: المشهور بـ«حصان» فضحكت وقالت «أيام جميلة، أقضى حياتى فى متابعة الأفلام واستعادة أفلامى، وأتذكر معها كواليس تصوير هذه الأفلام، وهذا الفيلم أتذكره جيدًا، فكان نوعاً من الفانتازيا الرومانسية الجميلة، وأتذكر عندما عرض على صلاح ذو الفقار الفيلم أعجبنى جدا، وتوقفنا كثيرا عند تقديم اللغة المكسرة لجمالات الخواجاية، وعرض فى قاعات العرض عام 1964 وكان معى عدد كبير من النجوم، وأسترجع دائما كواليس هذا الفيلم ونحن نصور فى الإسكندرية، وكان يجمعنا الحب، وكان يميز هذا الجيل القديم إننا جميعا على قلب بعض، كنا نعيش فى الاستوديو، والنجاح جماعى لم يكن أبدا فردياً، ولذلك تظل الأفلام موجودة حتى الآن، كل منا يريد من الآخر أن يكون الأفضل، كنا ننافس أنفسنا، لم يكن للأنانية وجود».

مدرسة عمو فؤاد.. كواليس كسر قدمى خلال التصوير

وعن اقتراب شهر رمضان تحدثت معها عن تجربتها فى الفوازير التى قدمتها مرة واحدة خلال مشوارها الفنى الطويل، وسألتها لماذا لم تستغلى هذه القدرات الفنية فى تقديم أكثر من فوازير، وكان الرد «لم تكن الفوازير معروفة بمعناها الحالى، حيث كان المعنى الوحيد للفوازير أننى أقدم معلومة وليس لمجرد تسلية الناس، هى عمل فنى مليء بالإبداع والفن والإخراج والتأليف، الشغل فيها له معانى كثيرة.

«مدرسة عمو فؤاد»

«يمتلك (عمو فؤاد) فى هذه السلسلة مدرسة ويحاول من خلالها التركيز على التربية قبل التعليم، حيث نتناول دور المدرس والمدرسة فى تنمية الطلاب لتقديمهم للمجتمع، وأعتقد أن هذا كان سبباً أساسياً فى نجاح الفن فى هذا التوقيت، أنه يحمل رسالة وهدفاً يخاطب الأطفال والكبار والأسرة كاملة، والذى يتابع العمل يستفيد منه».

وأضافت «فؤاد المهندس، عندما يجد فناناً مقتنعاً به يتمسك به جيدا، وأتذكر وقت تصوير هذه الفوازير، كنت أعمل فى مسلسل والأسانسير سقط بنا وكسرت قدمى، وبعدها حدثنى الاستاذ فؤاد المهندس وطلبنى للظهور معه فى فوازير عمو فؤاد، فأخبرته أن قدمى مكسورة ولا يمكننى الوقوف عليها بسبب حادث، فقال لى، أنا هشتغل مع ليلى طاهر فى أى وضع، وقال لى سأتفق مع المخرج ونتصرف، واتفق مع المخرج ألا يظهر قدمى وأنا أمشى ليصورنى دون أن يشعر الجمهور، والتفت إلى الجهة الأخرى، وكأننى أخطو خطوة للأمام وأكون موجوده فى وقتى».

وتابعت «قدمنا تيتر لفوازير عمو فؤاد على مدار 3 سنوات ووجدت أن أحلى مرة كانت وأنا قدمى مكسورة، رغم أنه التيتر مليء بالحركة، لكنه لم يظهر أننى غير قادرة على المشى، وهذا معناه كيف أن الفنان عندما يكون مقتنعاً بشخص أن يذلل كل الصعوبات كى يقدمه، حتى يكون موجوداً معه، فهو يستحق لقب «الأستاذ» كما أطلق عليه، فهو أستاذ فى كل شىء لم ينس أبدا أساتذته ومن علموه، وكان دائما ينادى فى الاستوديو بالأستاذ لأى فنان فهو يعى قيمة احترام الآخر، وهذا ما تعلمناه فى احترام أنفسنا».

حزينة لعدم تقديم أدوار مسرحية كثيرة

وخلال اندماجها فى الحديث قالت ليلى طاهر «أكثر ما أفتقده الآن أن أشاهد عملا مسرحيا مميزا، وكثيرا ما كنت أذهب إلى العروض المسرحية وخاصة المأخوذة عن أعمال أدبية، ولكن منذ فترة طويلة لم أسمع عن عمل مسرحى قوى يجذبنى ويضطرنى أن أنزل من البيت لأشاهده، للأسف، المسرح قليل، وأحزن كثيرا عندما أسمع أن دور عرض مسرحية أغلقت».

«فأنا أشعر بأن دولة فيها مسرح، معناها أن فيها فناً، وعندما أسمع أن هناك مسرحاً تم إغلاقه أشعر وكأن الحياة توقفت وفقدت روحها، المسرح هو حياة الفن، وأنا لم أنقطع عن المسرح، لأن من عشق المسرح لن يستطيع العيش من دونه، فأنا قدمت على المسرح عشرات الأعمال المهمة، منها شخصية (أوفيليا) فى مسرحية (عطيل) مع الفنان الراحل حمدى غيث»، ولو كان لدى وقت كانت «أمنيتى أن أقدم دور شجرة الدر»، أتمنى أن تزيد قاعات العرض المسرحية خلال الفترة المقبلة، والأمل فى بكرة إن شاء الله».

الفن عاش فترة «نكسة» وعاد من الممات

وتتذكر كواليس حياتها الفنية قائلة «بحب شغلى وأحب الفن حتى الآن حتى بعد ما بطلت وقبل ما أشتغل فن كنت بحب الفن»، لكنى غبت عن الفن غصباً عنى، الفن حصل له نكسة بسبب الظروف السياسية والعامة فى العالم العربى كله، وقتها وجدت الفن تراجع لفترة، واضطررت للابتعاد، وبعدها طلبونى، ووجدتها أعمالاً أقل مما قدمت سابقا، وقلت لا بد أن أعيش على ذكرى أعمالى التى قدمتها لكن لا أخذل جمهورى أبدا الذى أحبنى وعرف أننى لا أقدم إلا العمل الجيد، واكتفيت وقلت أنا عايشة على حب الناس بأعمالى القديمة، ويكفى أننى عندما يعرض لى العمل أسعد الجمهور، فهل هناك أهم من ذلك، كان من الصعب على أن أعود من زمن كان تقدير الفنان فيه أهم من كل شىء، فأنا تعاملت مع نجوم كبار كلهم كانوا يحترمون الفنان أمامهم، وكنت عندما أتابع السوشيال ميديا وأجد أن هناك تجاوزات من البعض فى حق بعضهم، أشعر وكأن هذا ليس عصرى وأنا بعيدة عن كل ذلك، وعندما طلبونى بعد أكثر من سنة بعد أن تحسن مستوى الفن وعاد الفن المصرى لمكانته وطلبونى فى أعمال كبيرة لكن ليست لأدوار ليلى طاهر، الفترة التى ابتعدت فيها عن الفن عملت فجوة وهذا بحكم السن، فقلت الأفضل أن أعيش على تاريخى أفضل.

تخوفت من رمضان مبروك بسبب ما أشيع عن النجوم الشباب

عندما عادت النجمة القديرة ليلى طاهر إلى عالم الفيلم بفيلم رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة، أحدثت طفرة، وكان دورها مفاجأة كبيرة للجمهور، حتى أن كلمة «مصر» التى أطلقها محمد هنيدى عليها التصقت بها وأصبحت من العلامات المميزة للفيلم، تحكى النجمة القديرة عن هذا الفيلم وتقول، «فى فيلم رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة»، قدمت دور الأم الفلاحة الكوميديانة، فى هذا الفيلم شعرت أن النجوم الشباب الكوميديانات كنت دائما اتخوف منهم، كانت لدى صورة ذهنية عنهم أن النجوم الشباب مغرورون ويريدون أن يكونوا هم كل شىء، وكنت متخوفة للعمل معهم، وسألت المخرج قبل الموافقة على العمل مع محمد هنيدى وقلت له «أنا سمعت أن الشباب مغرورون، وعقدت اتفاقاً مع المخرج إذا شعرت بأن شيئا سيقلل منى سأترك العمل، ومنذ اليوم الأول للتصوير، وجدت أن ما سمعته كله خاطئ، بالعكس وجدت أن هنيدى فنان قوى ويريد أن يكون كل من بجانبه بنفس المستوى القوى، وكان سعيداً بوجودى معه وكنا متعاونين وهناك تقدير لمن يعمل معه، وهو مميز ومعه أسماء لها قيمة وهذا ساعد فى نجاح العمل وفتح نفسى لمشاركته مرة أخرى فى المسلسل».

لم أندم على عمل قدمته.. وراضية عن مشوارى الفنى

سألتها هل أنتِ راضية عن مشوارك الفنى الطويل، وهل هناك ما ندمتِ عليه بعد كل هذا العمر؟ فقالت «أنا لم أقدم عملا إلا إذا كنت مقتنعة به وأحبه، وعلى مدار مشوارى لم أقدم عملا إلا وأنا فخورة به، فهو ليس بعدد الأعمال التى أقدمها لكنى كنت أركز على الأعمال الجيدة لذلك حتى الآن ما زلت أشاهد أعمالى وأسعد بها والأمر ليس بكثرة الأعمال، لكنى أهتم أن أى عمل أقدمه يكون له قيمة والحمد لله قدمت أعمالاً كثيرة كانت كلها ذات قيمة».

وتستطرد أنا دخلت مجال الفن من الباب العالى، عندما شاركت فى بداية حياتى فى فيلم «صلاح الدين الأيوبى»، وهو علامة وفى أول حياتى الفنية وكان بداية مشرفة لى جدا، وكان ظهورى مع فنانين كبار مثل أحمد مظهر وعمر الحريرى، كان أمرا مرعبا «وعندما وجدت نفسى أمام شخصية زوجة ريتشارد قلب الأسد اتخضيت، فذهبت لمنتجة العمل آسيا داغر واعتذرت لها عن المشاركة، وقلت لها: «أنا شايفة إن أنا قليلة أوى على حمدى غيث العملاق وصاحب الصوت الجهورى وشخصية قوية وأنا ممثلة جديدة»، فطلبت منى الانتظار لحين مقابلة المخرج يوسف شاهين».

وجدت يوسف شاهين يقول لى أنتِ اتجننتى، فقلت له: أنا كنت موافقة بس أنا مش لايقة أمثل زوجة ريتشارد قلب الأسد، فقال لي: يا سلام وإحنا بقى مش فاهمين وأنتِ اللى فاهمة يعنى، إحنا عايزين شخصية تانية مخالفة تمامًا لشكل وشخصية ريتشارد قلب الأسد وعايزين واحدة تمثل ملكة إنجلترا يعنى ملاك ورقيقة جدًّا ومتدينة زى العذراء مريم تعرفى تعملى العذراء مريم؟ فقلت له أعرف، فقال لى طيب امضى العقد بقى خلاص، ومضيت».

وكان هذا الفيلم انطلاقتى الحقيقية التى عرفت من خلالها معنى الضغط فى الفن.

معايير الجمال تناسب معايير المجتمع

تحدثت إليها عن اختلاف معايير الجمال فى عصرها عما نعيشه الآن وقلت لها، لماذا لا نشعر بجمال الفنانات الآن كما كنا نرى شادية وشويكار وصباح ومريم فخر الدين وغيرهن من النجمات فتحدثت فقالت «اختلفت معايير الجمال، لأن الحياة تغيرت فى المجتمع العادى الستات كان شكلهم مثل ما يظهرون على الشاشة، كان هذا مستوى الجمهور الطبيعى الموجود، لكن شكل حياة المجتمع اختلف تقديم الجمال بصورة مختلفة، المجتمع فى فترة كان يعتمد على الملابس المكشوفة والبكينى وفترة أخرى كان هناك بنطلونات والاحتشام، وأخرى اختلفوا فى الملابس كله حسب المجتمع فيه إيه، ولكن ما أفهمه أن مصر ولادة، وقت أن كانت صباح ومريم فخر الدين فى الأيدى الناعمة، ونادية لطفى وليلى فوزى فى الناصر صلاح الدين كانت معايير الجمال مختلفة والآن هناك جميلات أيضا لكن الفن هو مرآة المجتمع، لكن رغم كل ذلك أنا أميل لجيلى رغم كل شىء.

تغيير اسمى بسبب رمسيس نجيب

تحدثت الفنانة القديرة عن بدايتها وقالت شيرويت مصطفى إبراهيم فهمى، انتهزت الفرصة للتحول من إعلامية ومقدمة برامج لفنانة وهذا ساعدنى وأكسبنى خبرات عديدة وتمرست على الوقوف أمام الكاميرا ومواجهة الجمهور فصار لى جمهور.

رأى رمسيس نجيب أن اسم ليلى طاهر هو الأليق فنيًا فتم استغلاله وإشهاره وبات هو اللقب الذائع والمُعتمد، خاصة بعد نجاح فيلم «أبو حديد» وقبول الجمهور للوجه الجديد المعروف مُسبقًا من خلال شاشة التليفزيون التى مهدت الطريق لصعود النجمة الشابة.