بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

السجائر الإلكترونية.. حلول جديدة أم مخاطر خفية؟

السجائر الإلكترونية
السجائر الإلكترونية

مع تزايد الوعي بالمخاطر الصحية للتدخين التقليدي، يتجه العديد من المدخنين البالغين إلى البحث عن بدائل أقل ضررًا، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن وأكياس النيكوتين، ورغم انتشار هذه المنتجات كخيارات قد تقلل من المخاطر مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أن المعلومات المتضاربة حولها أثارت جدلًا واسعًا بين الخبراء والمتخصصين في الصحة العامة، مما يستدعي مراجعة دقيقة للحقائق العلمية لتعزيز الوعي المستند إلى الأدلة.  

الانقسام حول فعالية البدائل وتأثيرها على الصحة العامة 


يشهد المجتمع العلمي انقسامًا واضحًا حول تأثير هذه البدائل، فبينما يرى بعض الباحثين أنها قد تمثل خطوة إيجابية للحد من مخاطر التدخين التقليدي، يعتقد آخرون أن الترويج لها قد يؤدي إلى زيادة استخدامها بين الشباب، مما يثير مخاوف إضافية تتعلق بالإدمان. 

كما أشار بعض الخبراء إلى أن "ثقافة الإلغاء" قد تعطل جهود مكافحة التدخين التقليدي، من خلال رفض أي حلول بديلة دون الاستناد إلى الأدلة العلمية.  

يؤكد الخبراء في مجال الحد من مخاطر التبغ أن المعارضة المستمرة للابتكارات الحديثة، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، قد تؤدي إلى إعاقة الجهود المبذولة لمساعدة المدخنين البالغين على التحول إلى خيارات أقل خطورة.

 ويرى المختصون أن رفض هذه البدائل بشكل قاطع قد يضر بالصحة العامة على المدى الطويل، ما يستدعي حوارًا مبنيًا على الحقائق العلمية بدلاً من المواقف المتشددة.  

على المستوى العالمي، نجحت المملكة المتحدة ونيوزيلندا والسويد في تقليل معدلات التدخين من خلال تبني استراتيجيات شاملة لدعم المنتجات البديلة ووضع أطر تنظيمية واضحة، فقد أدى هذا النهج إلى انخفاض تاريخي في نسبة المدخنين البالغين، مما يبرز أهمية تبني سياسات مماثلة لدعم الصحة العامة وتقليل الأضرار المرتبطة بالتدخين.  

في المقابل، يشير الدكتور روهان أندرادي دي سيكويرا، أخصائي أمراض القلب، إلى أن حظر السجائر الإلكترونية في الهند أدى إلى نتائج غير متوقعة، حيث ارتفع استخدامها بين الشباب بدلاً من انخفاضه.

ويرى أن الحظر الكامل يفتح المجال أمام السوق السوداء، مما يحد من قدرة الجهات التنظيمية على مراقبة جودة المنتجات، وبالتالي يزيد من المخاطر الصحية على المستخدمين، كما أكد على ضرورة رفع مستوى وعي الأطباء بشأن البدائل الحديثة، لتفادي انتشار المفاهيم الخاطئة.  

أوضحت الدكتورة ماريوا جلوفر، الباحثة في مجال الصحة العامة من نيوزيلندا، أن هناك "حربًا ثقافية" تستهدف تقويض جهود الحد من مخاطر التدخين، حيث تسعى بعض الجهات إلى نشر معلومات مضللة، مما يخلق حالة من التردد والخوف بين المدخنين البالغين الراغبين في التحول إلى بدائل أقل خطورة.  

البدائل.. خيار أقل ضررًا أم خطر جديد؟

 
تؤكد الدراسات أن منتجات النيكوتين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن وأكياس النيكوتين، تعد أقل ضررًا من السجائر التقليدية، حيث تساعد بعض المدخنين البالغين على الإقلاع التدريجي عن التدخين، وبينما يظل النيكوتين مادة مسببة للإدمان، فإن الخطر الرئيسي يكمن في الدخان الناتج عن احتراق التبغ، وهو السبب الأساسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.  

لذلك، يرى الخبراء أن توفير بدائل مبتكرة قد يشكل خطوة مهمة نحو تقليل المخاطر الصحية، مع التأكيد على أن الإقلاع التام عن التدخين يظل الخيار الأفضل، وبينما تستمر الأبحاث في تقييم فعالية هذه البدائل، يبقى الحوار القائم على الأدلة العلمية والتشريعات المتوازنة عنصرين أساسيين لضمان صحة الأفراد والمجتمعات على المدى الطويل.