"نواويس مصرية".. احتفاء الفنان السوري نزار صابور برموزنا في مهرجان "فن القاهرة"

تتصدر لوحات الفنان السوري نزار صابور أجنحة "فن القاهرة"، إلى جانب لوحات من المتحف المصري الحديث ولوحات للفنان سامي رافع، حيث عرضت مجموعة لوحاته التي تحمل اسم "نواويس مصرية"، والتي رسمها تخليدا وتكريما لأعلام الفن المصري في مختلف فروعه، والتي تم تنفيذها ضمن برنامج إقامة فنية بالتعاون بين "فن القاهرة" وجاليري كاف.
ويعتبر صبور ان الثقافة هي النقطة المضيئة الأهم في المنطقة العربية لذلك قرر العمل على مشروع مستمر يمنح التخليد البصري لمبدعي الثقافة العربية، حيث بدأ بالنواويس السورية وبعدها اللبنانية واخيراً النواويس المصرية والتي تضم مبدعين في مختلف مجالات الأدب والشعر والتشكيل والنحت والموسيقى وعددهم 30، لكن صبور أشار إلى أن الرموز المصرية كثيرة جدا ويمكن أن يمتد المشروع في مصر فقط إلى أكثر من 1000 شخصية مختلفة.
وقد بدأت الفكرة تتقد في ذهن الفنان السوري منذ ثمانينيات القرن الماضي أثناء زيارة له لمتحف طرطوس في سوريا، حيث انتبه للمرة الأولى إلى أن غطاء التابوت، يحمل وجه بشري ونحت بارز،وعندما تعرّف على توابيت المومياوات المصرية، ووجوه الفيوم، وبدأ العمل على مشروعه مستلهما شكل التابوت لتكون اللوحات مقاطع طولية تحمل وجهاً عليه هالة تتباين ألوانها بين الأحمر للحي والأزرق الميت.
وقال الرئيس التنفيذي ومؤسس “فن القاهرة” محمد يونس ان الأعمال التي أبدعها صابور خلال فترة الإقامة تعد استكمالاً لسلسلته الشهيرة “نواويس سورية”، التي تكرّم شخصيات مؤثرة باستخدام التابوت كرمز بصري، مستوحياً من عناصر الفن المصري القديم والقبطي والتقنيات المعاصرة.
يذكر ان فعاليات الدورة السادسة من مهرجان ”فن القاهرة – آرت كايرو” بدأت الجمعة بالمتحف المصري الكبير تحت عنوان (سلام لكل البلاد)، وتشهد الدورة تكريم اسم الفنان التشكيلي الراحل سمير رافع الذي يعد من رواد الحركة السريالية في مصر.
يشارك في المهرجان فنانون من 10 دول عربية وأوروبية، هي: مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والإمارات والبحرين، وفرنسا والدنمارك.
وأكد الرئيس التنفيذي للمهرجان أنه يُبرز واقع الحركة الفنية الحديثة في مصر والأعمال التي شكلت الهوية الثقافية للبلاد، ويضم أعمالاً فنية من 70 فناناً مصريا وعربيا وأوروبيا.
الفنان السوري نزار صابور
وُلد صابور في مدينة اللاذقية عام 1958 وتخرّج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ونال درجة الدكتوراه في فلسفة الفن من أكاديمية ستروغونوف للفنون الصناعية والتطبيقية في العاصمة الروسية موسكو.
متأثراً بمخزون غني من التاريخ القديم لتقديم تفاصيل واقع المنطقة، تُعتَبر أعمال صابور تجسيداً لأفكار متعددة مُقدَّمة بطريقة حاذقة. فمن ملحمة جلجامش وصولاً إلى الأيقونات والمنمنمات الدينية، تُحيل أعماله إلى منظومات إيمانية وأنماط حياة مختلفة في المجتمع. كما تُظهر أيضاً مآسي الحاضر، كغزو العراق والانتفاضة الفلسطينية والدمار الذي تعرّضت له المواقع التاريخية والدينية السورية كمعلولا وتدمر والقلمون.
مَشاهِد المدن وسردياته البصرية غالباً ما تبدو مُعتَّقة وكأنها مخطوطات قديمة. يتجلى الطابع التاريخي لأعماله في مجموعة لوحات ثنائية أو ثلاثية استخدمها فيها الخشب، بديلاً عن القماش. وتأتي محدودية التوليفة اللونية التي يستخدمها نتيجة الخامات الطبيعية التي يُعدِّها بنفسه ويستخدمها كنوع من الطلاء، ويشمل ذلك نَوى الزيتون لتحضير اللون الأسود، وهو ما يمنح أعماله تجربة حسية فريدة.
أعمال نزار صابور مقتناة ضمن مجموعات عامة وخاصة حول العالَم، بما في ذلك المتحف الوطني وقصر الشعب في دمشق؛ والمتحف الوطني في الأردن؛ ومتحف البحرين الوطني؛ ومتحف الشارقة؛ ومتحف فنون الشعوب الشرقية، موسكو.