بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مهرجان الإسماعيلية «خاوٍ على عروش الشباب» فى دورته الـ 26

بوابة الوفد الإلكترونية

ضعف الميزانية وخلو منصب «القومى للسينما» سبب الأزمات

«خط التماس» يسلط الضوء على جراح بيروت

 

اختتمت فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى دورته الـ26 أمس الثلاثاء والتى انطلقت الأربعاء الماضى، بمدينة الإسماعيلية، وذلك بمشاركة 51 فيلما من 34 دولة، ذلك المهرجان الذى عمل على التقاء صناع السينما التسجيلية من مختلف المجتمعات تحت سقف واحد لمناقشة الصعوبات التى يمر عليها الفيلم التسجيلى، إضافة إلى مناقشة الأفلام المشاركة فى المسابقتين الطويلة والقصيرة.

على مدار خمسة أيام بخلاف يومى الافتتاح والختام، احتضن مهرجان الإسماعيلية عدد من الفعاليات المهمة التى شارك فيها عدد كبير من السينمائيين والمخرجين وصناع السينما التسجيلية، وتناول عدد من الملفات والأزمات التى تواجه صناعة السينما، بجانب ذلك تم تنظيم عدد من الأنشطة السينمائية مثل الدورات التدريبية والندوات بالإضافة إلى استحداث مسابقة النجوم الجديدة وملتقى الإسماعيلية.

ميزانية المهرجان تضيق الخناق

واجهت الدورة 26 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، أزمات عديدة أبرزها ضعف الميزانية المخصصة لهذه الدورة مما وضعت المهرجان فى ضيق الحركة والتوسع فى أنشطته واستقباله وفود ومشاركات أجنبية على نطاق أوسع وتوفير جوائز لعدد أفلام أكثر مقارنة بالدورة الماضية التى شارك فيها 121 فيلما من 62 دولة، بدءًا من يوم الإفتتاح مرورا بفعاليات المهرجان ختاما بتوزيع جوائز المهرجان، شهدت الدورة 26 حالة من الارتباك والفقر السينمائى بما لا يتناسب مع تاريخ هذا المهرجان العريق الذى يُعد قبلة صناع السينما التسجيلية بالوطن العربى وإفريقيا والعالم، فى ذات الصدد، حاولت إدارة المهرجان برئاسة المخرجة هالة جلال، الاستفادة بأكبر قدر من الإمكانيات المتاحة وتوظيفها فى محلها المناسب، فضلًا عن تنظيم واستحداث مسابقات جديدة مثل ملتقي الإسماعيلية والنجوم الجديدة لإعطاء الدورة نوعًا من التذوق السينمائى المختلفة دون تكلفة. محاولات عديدة تقدمها المخرجة هالة جلال، لنجاح الدورة الـ 26 بالإمكانيات المتاحة ودائرة الوسط الفنى من الزملاء المخرجين لمشاركتها المهام وعرض أفلاما تليق بتاريخ وقيمة مهرجان الإسماعيلية الدولى بينما ظهر الأمر عكس التوقعات بسبب غياب العديد من صناع السينما والنقاد.

غياب وزير الثقافة عن افتتاح الدورة 26 صلاحية لتسلسل الغيابات

آثار غياب وزير الثقافة الدكتور، أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسماعيلية، عن افتتاح الدورة 26، جدلًا واسعًا فى الوسط الفنى والسينمائية، خاصة لهذا المهرجان الذى له تاريخ طويل مشرف ودوره فى استقطاب صناع السينما التسجيلية والممثلين من أكبر دول العالم مما يُعد ترويجًا كبيرا لمجال السياحة وتعزيز مكانة مصر الفنية والأمنية والسياحية كذلك، وعدم حضور وزير الثقافة لحدث ضخم مثل مهرجان الإسماعيلية أمر وضع أمامه علامات استفهام عديدة، حيث اكتفى بإرسال نائبه لحضور افتتاح قادم له أكثر من 30 دولة عربية وأوروبية.

عدم توفر أنشطة سينمائية بالحجم المطلوب والكافى، دعى الضيوف سواء من المشاركين أو عدد من اللجان غادروا مقر إقامة المهرجان دون استكمال باقى فترة الدورة لمتابعة فعاليات المهرجان.

خلو منصب رئيس «القومي للسينما».. الدورة 26 بدون طيار

لا شك أن مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية يُعد واحدا من أهم المهرجانات فى العالم، ويندرج تحت قيادة المركز القومى للسينما، التابع لوزارة الثقافة المصرية، كما أن المركز يعتبر المسئول المباشر والرئيس لإقامة وتنظيم هذا المهرجان العريق، وتأتى هذه الدورة فى وقت لم يُعين وزير الثقافة، رئيسًا للمركز القومى خلفًا للدكتور حسين بكر، الأمر الذى يكشف تأثير غياب رئيس القومى للسينما على إقامة ومتابعة المهرجان بكل محاوره.

 

تفاصيل فعاليات الدورة 26 لمهرجان الإسماعيلية

 

عملت إدارة المهرجان على استخدام كل الإمكانيات المتاحة والعمل على تنوع الأنشطة السينمائية خلال فترة المهرجان ما بين دورات تدريبية وندوات وعروض للأفلام المشاركة التى تتناقش على جوائز المهرجان، بالإضافة إلى ذلك إقامة عدد من الفعاليات التى استحدثها المهرجان هذه الدورة، مثل مسابقة النجوم الجديدة برئاسة مخرج الأفلام التسجيلية أحمد نبيل، وملتقى الإسماعيلية، تلك الفعاليات التى تستهدف فتح مجال لقاء شركات الإنتاج بصناع الفيلم التسجيلى لدعم المواهب الجديدة التى تضم 19 فيلما من أسوان والإسكندرية والقاهرة، إضافة لمسابقة أفلام من العالم خارج المسابقة الرسمية، برئاسة حنان راضى، ويضم 25 فيلما من عدة دول وتتراوح مدتها من 5 إلى 70 دقيقة، إلى جانب برنامج«نظرة عن التاريخ»، والذى يستهدف عرض أفلام لم تعرض من قبل، كما شمل على مدار فترة إقامة المهرجان على تنظيم عدد من الندوات والمناقشات، مثل محاضرة المخرج الكاميرونى، جان مارى تينو، الذى عبّر عن سعادته بالتواجد فى المهرجان وامتنانه لتكريمه فى هذه الفعالية العريقة مشيرًا إلى أن هذه زيارته الأولى للإسماعيلية، وتحدث عن دور التعليم فى البلدان التى عانت من الاستعمار وأثره فى الحفاظ على الهوية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات مؤكدًا أن السينما وفقًا لرؤية المخرج السنغالى، عثمان سلمان، تُعد «مدرسة ليلية» تسهم في تعليم الأفراد وتوجيههم. استعرض تينو بداياته كصحفى فى الثمانينيات والتسعينيات مسلطًا الضوء على الرقابة الشديدة التى كانت تحد من حرية الصحافة فى تلك الفترة إلا أن شغفه بالسينما دفعه إلى التحول إليها باعتبارها أداة قوية للتعبير عن المجتمع وتعليمه موضحًا أن السينما فى أفريقيا باستثناء مصر نشأت كوسيلة لمقاومة الاستعمار.

ندوة الفيلم الوثائقى اللبنانى «خط التماس» للمخرجة، سيلفى باليوت، الذى حصل على جائزة موبى لأول فيلم طويل واعد، وجائزة السينما والشباب الأولى، ما يعكس تقدير النقاد للعمل كإضافة مميزة إلى السينما العالمية، وأشارت مخرجة الفيلم إلى أن الفيلم يعالج صدمة الأطفال الذين نشأوا وسط الحروب، كما أن الفيلم محاولة لتسليط الضوء على هذه التجارب، وأيضًا على صراع غير معروف لدى كثيرين داخل الشرق الأوسط وخارجه. استخدم الفيلم إلى تقنيات فنية مبتكرة لإعادة بناء ذكريات 

«فداء»، بطلة الفيلم، التى عاشت طفولة مضطربة خلال الحرب الأهلية اللبنانية فى ثمانينيات القرن الماضى، ويعتمد على نماذج مصغرة لمبانى بيروت وتماثيل تحاكى البيئة الحربية التى نشأت فيها «فداء»، لتعيد من خلالها مواجهة رجال الميليشيا الذين زعموا أنهم حُماتها، لكنهم فى الواقع كانوا مصدرًا لرعبها، كما أن الأطفال الذين عاشوا الحرب يجدون صعوبة في مواجهة ماضيهم، مما يؤثر على مستقبلهم، فقط من خلال مواجهة الماضى وتقبله، يمكنهم تجاوز الصدمة والسعى لحياة أكثر سعادة، كما نظم المهرجان ندوة للفيلم التسجيلى الطويل الكوبى «سجلات العبث» للمخرج ميجيل كويولا، الذى كشف أن فكرة الفيلم بدأت تترسخ فى ذهنه منذ عامين تقريبًا، بعدما لاحظ الرقابة المشددة التى تفرضها السلطات فى كوبا، وفى اليوم التالى نظم ندوة بعنوان «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين فى السينما، ومنهم المخرجة والمنتجة ماريان خورى، التى تحدثت عن تجربتها فى الأفلام الذاتية، مشيرة إلى أن أول فيلم ذاتى لها «زمن لارا» عُرض لأول مرة فى مهرجان الإسماعيلية، الفيلم يتناول حياة سيدة إيطالية-مصرية كانت تدرّسا لباليه فى سنّ التسعين، ووجدت مريان أنها تشبهها فى جوانب عديدة، بعد ذلك، قدمت أفلامًا أخرى مثل عاشقات السينما وظلال، الذى وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية.

ومن الأنشطة السينمائية التى نظمت على مدار فترة المهرجان، ندوة بعنوان «الفيلم التسجيلى خارج حدود العاصمة» بحضور المبرمجة السينمائية صفاء مراد، والمخرج مدحت صالح، والكاتب حمادة زيدان، وأدار النقاش المخرج ياسر نعيم، وفى اليوم الرابع من فعاليات المهرجان، تم عرض فيلم الإفتتاح «ثريا» مرة أخرى، للمخرج الفيلم أحمد بدر كرم، بعد ما حظى بتفاعل كبير من الجمهور والنقاد، نظرًا لموضوعه الإنسانى العميق، وطريقة سرده السينمائية التى تمزج بين الواقعية والرمزية. تدور أحداث فيلم «ثريا» حول فتاة شابة تعيش فى قرية نائية، تواجه أزمة معقدة عندما يُصاب شقيقها بمرض نادر، مما يدفعها للبحث عن حلول بديلة لعلاجه، لكن الأوضاع فى قريتها تصبح أكثر خطورة بسبب نشاط عصابة تقوم باختطاف الفتيات، مما يضعها فى مواجهة صعبة بين محاولاتها لإنقاذ شقيقها وكشف جرائم العصابة.

وعلى مدار يومين، أُقيمت ورشة حكى تفاعلية للأطفال بتقنية «السيكودراما»، تناولت أهمية التعاون والعمل الجماعى فى مواجهة التحديات، قدمتها الدكتورة سما الشافعى، الكاتبة والمتخصصة أكاديميًا فى أدب الطفل، هدفت الورشة إلى تدريب الأطفال، من سن 4 إلى 13 عامًا، على تنمية الخيال والإبداع، وتعزيز مهارات الإلقاء والتفاعل مع الشخصيات، ليشعر الطفل بأنه أحد أبطال القصة، مما يعزز وعيه بأهمية الحكى بعيدًا عن تأثير التكنولوجيا.

واختُتمت الورشة بإنتاج فيلم قصير يجسد الحكاية التى عمل عليها الأطفال، وذلك تحت إشراف المخرج طارق نظير، منسق الورش التفاعلية بالمهرجان، ومن الأنشطة التى لاقت تفاعلا واسعا، ورشة ذاكرة المكان، والتى انقسمت لتدريبين الأول بمحافظة القاهرة حول صناعة الأفلام، والتدريب الثانى لأبناء محافظات القناة استهدف تنمية مهارات الكتابة الإبداعية وصناعة الأفلام القصيرة لدى الشباب، وفى ختام الورشة، تم إعلان الفائزين فى مسابقة الكتابة، التى خُصصت لإقليم القناة، حيث جاءت النتائج على النحو التالي: محمد عوض غريب، عن قصته «متى يغادر القطار»، محمد زين، عن قصته «الكرنفال»، أحمد عايد، عن قصته «موت هزيل»، معتز دهشان، عن قصته «الفنار»، أميرة الحلو، عن قصته «الفنجان الأخير»، أحمد يوسف، عن قصته «قهوة المثلث»، هدير عبد الهادى، عن قصتها «خريطة أوجينى»، وأعرب المشاركون عن سعادتهم بالفرصة التي أتاحتها لهم الورشة، مؤكدين أنها ساهمت فى تطوير مهاراتهم السردية والقدرة على التعبير عن قضايا المجتمع من خلال الكتابة الإبداعية.

أما فى مسابقة أفلام ورشة ذاكرة المكان، والتى أُقيمت فى القاهرة، فقد شهدت تنافسًا قويًا بين عدد من الأعمال المتميزة، حيث حصدت الأفلام الفائزة المراكز الثلاثة الأولى على النحو التالي المركز الأول: فيلم «رميم»، والمركز الثاني: فيلم «مازالت هناك»، والمركز الثالث: فيلم «حكاوى راديو». وشهد برنامج «نظرة إلى الماضى»، تفاعلا كبيرا من ضيوف المهرجان، وهو أحد الفعاليات البارزة التى تسلط الضوء على مجموعة من الأفلام الكلاسيكية التسجيلية والوثائقية التى أثرت فى تاريخ السينما التسجيلية، ويهدف هذا البرنامج إلى إحياء التراث السينمائى وإعادة تقديم أعمال مهمة للجمهور المعاصر، حيث يضم مجموعة من الأفلام التى شكلت محطات بارزة فى تاريخ السينما الوثائقية والتجريبية، سواء على المستوى المحلى أو العالمى. ويشمل البرنامج أفلامًا بارزة لكبار صناع السينما، منهم، أشرف فهمى، خيرى بشارة، داود عبد السلام، يوسف شاهين، هاشم النحاس، نبيهة لطفى، صلاح تهامى، مدكور ثابت، سعد نديم. وحول المسابقات التى استحداثها هذه الدورة، ملتقى الإسماعيلية الدولى للأفلام القصيرة، تحت إدارة نخبة من المتخصصين فى السينما بقيادة مصطفى يوسف، وماجى مرجان، استعرضت اللجنة خمسة عشر مشروعا سينمائيا تتسم بأفكار مبتكرة لكنها تحتاج إلى دعم لتحقيقها، وقد منحت الجوائز على النحو التالى، جائزة للمونتاج فاز بها فيلم «بنات الجزيرة الخضراء» للمخرجة روجينا طارق، وفيلم «بيت فى مكان ما» للمخرجة رانيا زاهر، وجائزة «سرد للاستشارة فى الكتابة» فاز بها فيلم «آخر أيام الربيع» للمخرج محمد ربيع حسن، وفيلم «هاجى» للمخرج خالد فارس، وجائزة بقيمة خمسين ألف جنيه فاز بها فيلم «حكاية الكهف» للمخرجة ناهد نصر، وجائزة للمؤلفة مريم نعوم بقيمة خمسين ألف جنيه عن فيلم «حكاية الكهف» للمخرجة ناهد نصر أيضا، وفاز بجائزة الفيلم الروائى القصير «كفر الدوار» للمخرج محمود إبراهيم، حيث يعد ملتقى الإسماعيلية السينمائى منصة حيوية لدعم المواهب السينمائية الناشئة حيث يوفر للمشاركين فرصة للحصول على التمويل والاستشارات من خبراء الصناعة ويساهم فى تعزيز السينما المستقلة ودعم صناع الأفلام فى تحقيق مشاريعهم الفنية.