بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

5 أحاديث اتفق عليها العلماء في فضل ليلة النصف من شعبان

بوابة الوفد الإلكترونية

ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي حظيت باهتمام العلماء لما ورد فيها من أحاديث تشير إلى فضلها ومكانتها في الإسلام، وعلى الرغم من اختلاف العلماء في تصحيح وتضعيف بعض الأحاديث الواردة بشأنها، إلا أن جمهور أهل العلم اتفقوا على جواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، ما دام الحديث غير موضوع.

 نستعرض في هذا التقرير مجموعة من الأحاديث التي وردت في فضل هذه الليلة، والتي ذكرها لنا الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون.

أحاديث واردة في فضل ليلة النصف من شعبان

1. حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

أخرج الإمام ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري، عن النبي ﷺ، أنه قال:
«إن الله ليطلع ليلة ‌النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن».

يُشير هذا الحديث إلى أن المغفرة تشمل جميع العباد في هذه الليلة، إلا من كان مشركًا أو يحمل الضغينة والبغضاء تجاه الآخرين.

2. حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه

أخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو، أن النبي ﷺ قال:
«إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة ‌النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس».

كما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، مما يعزز ثبوت هذا المعنى.

3. حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

يروى عن النبي ﷺ أنه قال:
«إذا كان ليلة ‌النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطيه، إلا زانية بفرجها أو مشركا».

هذا الحديث يؤكد على سعة رحمة الله في هذه الليلة، إذ تُفتح فيها أبواب المغفرة لمن يسألها بصدق، إلا لمن أصر على الكبائر دون توبة.

4. حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

رُوي أن النبي ﷺ قال:
«هذه ليلة النصف من ‌شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من ‌شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم».

رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث، وذكر أنه مرسل جيد، مما يعني أن العلاء لم يسمعه مباشرة من عائشة، لكن ذلك لا ينفي إمكانية الاستفادة منه في فضائل الأعمال.

5. حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه

روى ابن ماجه عن علي رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

«إذا كانت ليلة النصف من ‌شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها، فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا من مسترزق فأرزقه؟ ألا من مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر».

هذا الحديث يُشجع على إحياء هذه الليلة بالعبادة والصيام، ويؤكد على بركاتها ونفحات الرحمة التي تنزل فيها.

 

رغم الاختلاف في صحة بعض الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، إلا أن مجموعها يُشير إلى أنها ليلة ذات فضل عظيم تُستحب فيها العبادة والاستغفار.

 وقد اتفق العلماء على أن الأحاديث الضعيفة المقبولة يمكن العمل بها في فضائل الأعمال، ما لم تكن موضوعة.

 وعليه، فإن الإنكار التام لفضل هذه الليلة ليس دقيقًا من الناحية العلمية، خاصة مع ورود أقوال العلماء والمحدثين التي تؤيد مشروعيتها.