السودان يُطلق خارطة الطريق للمصالحة الوطنية

أصدرت وزارة الخارجية في السودان، اليوم الأحد، بياناً قالت إن خارطة الطريق التي تتبناها الدولة تتضمن إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية.
كما تشمل الخارطة تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.
اقرأ أيضًا: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
وذكرت الوزارة في بيانها أن :"خارطة الطريق تشمل إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية"، مشددة على أن "وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية شرط إجراء أي محادثات مع ميليشيا الدعم السريع".
وذكرت الوزارة "عدم قبول الدعوة لوقف إطلاق النار ما لم ترفع ميليشيا الدعم السريع الحصار عن الفاشر"
ويتفق هذا الطرح مع النهج الذي تحدث عنه رئيس مجلس السيادة السودانية عبد الفتاح البرهان الذي أكد أن الشرط الوحيد لفتح قناة حوار مع الدعم السريع هو إلقاء السلاح.
يتمتع السودان بموارد طبيعية غنية تجعله واحدًا من أكثر الدول الإفريقية قدرة على تحقيق نهضة اقتصادية إذا توفرت له الظروف المناسبة بعد انتهاء الحرب. يمتلك السودان مساحات زراعية شاسعة وأراضٍ خصبة تغطي أكثر من 40% من مساحته، إلى جانب وفرة المياه من نهر النيل ومناخه المناسب لزراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح، الذرة، والقطن. كما يعد السودان أحد أكبر منتجي الصمغ العربي في العالم، وهو مورد حيوي في الصناعات الدوائية والغذائية. إضافة إلى ذلك، يمتلك السودان احتياطات ضخمة من المعادن، مثل الذهب، الذي يمثل مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة، فضلاً عن وجود موارد نفطية وغازية يمكن أن تعزز عائدات الدولة مستقبلاً.
بعد انتهاء الحرب، يمكن للسودان تحقيق انطلاقة اقتصادية قوية من خلال استغلال هذه الموارد بشكل منظم وجذب الاستثمارات الأجنبية لإعادة بناء البنية التحتية التي تضررت بسبب الصراع. تحسين قطاع الزراعة عبر إدخال تقنيات حديثة، وتطوير الصناعات المرتبطة بالموارد الطبيعية، يمكن أن يساهم في تعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة. كما أن إعادة الاستقرار السياسي والأمني سيمكن السودان من استقطاب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعي التعدين والطاقة. إذا نجح السودان في تنفيذ إصلاحات اقتصادية، وتعزيز الشفافية، وتحقيق الاستقرار الداخلي، فإنه يمتلك كل المقومات ليصبح من أقوى الاقتصادات في المنطقة مستقبلاً.