موعد ليلة النصف من شعبان 2025.. فضلها وأحب الأعمال فيها

تحظى ليلة النصف من شعبان بمكانة خاصة في الإسلام، حيث يُرجى فيها مغفرة الذنوب وإجابة الدعاء، ورد في فضلها عدد من الأحاديث النبوية التي تعضد بعضها بعضًا.
منها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فوجدته بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ فقلت: لا، ولكن ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" (رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد).
وجاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يطَّلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه الطبراني وصححه ابن حبان).
أهمية ليلة النصف من شعبان
تُعد هذه الليلة فرصة عظيمة للمسلمين للدعاء والتقرب إلى الله، إذ تتجلى فيها رحمة الله ومغفرته، كما يُرفع فيها العمل إلى الله تعالى. ومن الأمور التي تعيق نيل فضل هذه الليلة الشحناء والخصام، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التباغض والتهاجر، ودعا إلى الصفاء ونقاء القلب.
موعد ليلة النصف من شعبان 2025
تبدأ ليلة النصف من شعبان مع مغرب يوم الخميس 14 شعبان 1446 هـ، الموافق 13 فبراير 2025م، وتنتهي فجر الجمعة 15 شعبان 1446 هـ، الموافق 14 فبراير 2025م.
أعمال مستحبة في ليلة النصف من شعبان
يستحب في هذه الليلة الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة، ومنها:
1. الصيام: صيام يوم 15 شعبان من السنن المستحبة.
2. قراءة القرآن: تلاوة القرآن وتدبر معانيه.
3. الدعاء: الإكثار من الدعاء والاستغفار.
4. الصدقة: التصدق على المحتاجين.
5. الصلاة على النبي: من أفضل الذكر في هذه الليلة.
6. قيام الليل: أداء صلاة القيام والتضرع إلى الله.
7. صلة الرحم: تعزيز الروابط الأسرية.
8. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: نشر الخير بين الناس.
دعاء ليلة النصف من شعبان
جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالدعاء في هذه الليلة، ومن الأدعية المأثورة:
اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الفضل والإنعام، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقتّرًا عليّ في الرزق، فامحُ اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني، وأثبِتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات. فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب.
اللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها لنا يا رب العالمين.
إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان، التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، أن تكشف عنّا البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
اللهم أنت حسبنا حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر لنا حين تغلبنا الأوجاع، وأنت عوننا ونجاتنا حين تفقدنا الحيلة. اللهم إنا نسألك راحة المتقين، وسعادة المؤمنين، وأجر الصابرين، ودعاء الصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، ومن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا من الذين اصطفيتهم برحمتك، ووفّقتهم لطاعتك، ورضيت عنهم بمغفرتك، واكتب لنا في هذه الليلة المباركة عفوًا ورحمةً وبركةً في العمر والعمل والرزق والصحة، ولا تجعل لنا في قلوبنا غلًّا ولا حسدًا، واهدِنا إلى صراطك المستقيم.
تسمية ليلة النصف من شعبان
سُمّيت هذه الليلة بـليلة البراءة، ليلة الغفران، وليلة القدر الصغرى، لما ورد من فضلها في رفع الأعمال ومغفرة الذنوب.
في الختام، ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للعودة إلى الله، فلنجعلها ليلة للمحاسبة والمغفرة، ولنحرص على الطاعات، وترك الخلافات، ليشملنا الله برحمته ومغفرته.