بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيفية أداء صلاة الكسوف والخسوف.. والفرق بينهما

 الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كسوف الشمس وخسوف القمر من الظواهر الكونية التي جعلها الله تذكيرًا لعباده بعظمته وقدرته، وقد شرع الإسلام صلاة خاصة عند حدوثهما، تُعرف بصلاة الكسوف والخسوف، وهي عبادة تُقام بخشوع واستشعار لجلال الله وخوفًا من اختلال نظام الكون.

كسوف الشمس في عهد النبي ﷺ

تابع جمعة أنه قد وقعت حادثة كسوف الشمس في التاسع والعشرين من شوال، في السنة العاشرة للهجرة، على عهد النبي ﷺ، فخرج إلى المسجد مسرعًا وهو يجر رداءه، وصلى بالناس صلاة الكسوف وخطب فيهم خطبة بليغة، أوضح فيها أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، وإنما يخوف الله بهما عباده.

واستشهد جمعة بما روت السيدة عائشة رضي الله عنها هذه الحادثة بقولها:"خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا»." (متفق عليه).

وكان بعض الصحابة يظنون أن الشمس خسفت حزنًا على وفاة ابن النبي ﷺ، إبراهيم، فجاء هذا الحديث ليؤكد أن هذه الظواهر آيات من آيات الله لا ترتبط بموت أحد أو حياته.

كيفية أداء صلاة الكسوف والخسوف

ووضح جمعة أنه تختلف صلاة الكسوف والخسوف عن باقي الصلوات، حيث يؤديها المسلمون في المسجد جماعة، وتكون على النحو التالي:

1. يكبر الإمام تكبيرة الإحرام، ويقرأ الفاتحة ثم يطيل القراءة بسورة طويلة.


2. يركع طويلًا، ثم يقوم ويقرأ الفاتحة مرة أخرى، لكن بقراءة أقصر من الأولى.


3. يركع مرة ثانية ولكن أقل من الركوع الأول، ثم يقوم ثم يسجد.


4. يفعل في الركعة الثانية مثلما فعل في الأولى.


5. بعد انتهاء الصلاة يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس بقدرة الله ويدعوهم للرجوع إليه.

 

الفرق بين صلاة الكسوف والخسوف

في خسوف القمر: تكون الصلاة جهرية.

في كسوف الشمس: تكون الصلاة سرية.

يخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كما في صلاة العيد.


رسالة الكسوف والخسوف للإنسان

أوضح الدكتور علي جمعة أن هذه الظواهر تذكّر الإنسان بضعفه أمام قدرة الله، وبضرورة شكره على نعمه، خاصة نعمة الشمس والقمر اللذين جعلهما الله سببًا في استمرار الحياة. فقد قال تعالى:
﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ [الإسراء: 12].

دعوة للعبادة والتأمل

حثّ الدكتور علي جمعة المسلمين على اغتنام هذه اللحظات في الدعاء والاستغفار والتصدق، فهذه الأوقات من مواطن الاستجابة. فهي فرصة لمحاسبة النفس والتقرب إلى الله بالدعاء والأعمال الصالحة.