العراق يدين تصريحات نتنياهو ويصفها بالانتهاك الصارخ لسيادة السعودية

أدانت وزارة الخارجية العراقية ، اليوم، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ لسيادة المملكة العربية السعودية"، وكانت تصريحات نتنياهو، التي تناولت قضية "تهجير الفلسطينيين" من أراضيهم، قد أثارت موجة من الاستنكار في مختلف الدول العربية، بما في ذلك العراق والسعودية، والتي أكدت على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعدم المساس بسيادة الدول العربية.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية العراقية رفضها الكامل لما ورد في تصريحات نتنياهو، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدول العربية وتتنافى مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، كما شددت الوزارة على أن العراق يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي رد رسمي على تصريحات نتنياهو، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً شديد اللهجة عبرت فيه عن رفضها التام لما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين، وأكد البيان أن المملكة ترفض بشدة محاولات إسرائيل لتشويه الحقائق وتجاوز الحقوق الفلسطينية الثابتة، وأوضح البيان أن السعودية تثمن مواقف الدول العربية التي عبرت عن رفضها الكامل لهذه التصريحات، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية بالنسبة للأمة العربية والإسلامية.
وفي هذا السياق، أكدت المملكة في بيانها أن التصريحات الإسرائيلية تستهدف تحويل الأنظار عن "الجرائم المتتالية" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، والذي شهد تدميرًا شاملاً وأدى إلى مقتل وجرح أكثر من 160 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وأضاف البيان أن تصريحات نتنياهو تعكس العقلية المتطرفة للاحتلال الإسرائيلي التي لا تعترف بحق الفلسطينيين في العيش بكرامة على أرضهم.
كما شددت المملكة على أن هذه التصريحات تشكل استهزاءً بآلام الشعب الفلسطيني وتتناقض مع جهود السلام التي تبنتها الدول العربية على مر السنوات، مؤكدة أن حق الشعب الفلسطيني في أرضه سيظل ثابتاً ولن تستطيع أي جهة سلبه مهما طال الزمن، وأكدت المملكة أن السلام الدائم لن يتحقق إلا عبر العودة إلى منطق العقل والتفاهم على حل الدولتين الذي يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق التعايش السلمي في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن ردود الفعل على تصريحات نتنياهو قد شهدت تزايداً من العديد من الدول العربية والإسلامية، التي عبرت عن استنكارها لهذه التصريحات ورفضها لمحاولات إسرائيل المستمرة لطمس الحقائق وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه.
كاتس يؤكد عدم السماح لإيران بإقامة جبهة إرهابية شرقية في الضفة الغربية
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "إسرائيل لن تسمح لإيران بإقامة جبهة إرهابية شرقية تهدد أمن إسرائيل"، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة "واينت" العبريّة، وأشار كاتس إلى أن إسرائيل تعمل على توسيع عملية "الجدار الحديدي" في شمال الضفة الغربية، مستهدفاً بشكل خاص مخيم نور الشمس للاجئين في مدينة طولكرم، وأضاف قائلاً: "نحن نسحق البنية التحتية الإرهابية في مخيمات اللاجئين ونمنع عودتهم"، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر في إطار تعزيز الأمن.
وأكد الوزير الإسرائيلي أن الهدف من العمليات العسكرية الحالية هو منع "محور الشر الإيراني" من إقامة جبهة إرهابية تهدد المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، مشدداً على أن هذه الجبهة ستشكل تهديداً كبيراً للمناطق السكنية في إسرائيل.
وفي سياق متصل، أفادت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني بمقتل الشابة سندس جمال محمد شلبي (23 عاماً)، التي كانت حاملاً في شهرها الثامن، إثر إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على مخيم نور شمس، كما أصيب زوجها بجروح حرجة في الهجوم، هذا وقد استمرت القوات الإسرائيلية في تشديد حصارها على مدينة طولكرم، مع توسيع عملياتها العسكرية في المخيمات والبلدات الواقعة شمال الضفة الغربية.
من جهة أخرى، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته العسكرية على محافظات جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة، مما دفع آلاف العائلات إلى النزوح عن منازلها، كما تعرضت المنطقة لتدمير واسع في البنية التحتية، حيث تم تجريف الطرقات وتفجير وتدمير العديد من المنازل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في 21 يناير عن بدء العملية العسكرية "الجدار الحديدي" في مدينة جنين بالضفة الغربية، مشيراً إلى أن الهدف منها هو تعزيز الأمن، وقد انطلقت هذه العملية في اليوم الثالث من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.