الذكر المضاعف.. عبادة يسيرة بأجر عظيم

يحثنا الإسلام على ذكر الله في كل وقت، فهو عبادة سهلة لكن ثوابها عظيم. ومن الأذكار التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما جاء في الحديث الشريف الذي روته السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، حيث ذكر النبي أربع كلمات عظيمة الأجر تفوق في ثوابها ساعات من الذكر.
حديث شريف يدل على فضل الذكر
في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، يروي لنا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها بعد صلاة الفجر، وعاد إليها وقت الضحى، فوجدها ما زالت جالسة تذكر الله. فقال لها: «ما زلتِ على الحال التي فارقتُكِ عليها؟» فأجابت: «نعم»، فقال لها: «لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات، لو وُزنت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهنّ: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
دروس مستفادة من الحديث
- الذكر عبادة عظيمة: فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أذكار مضاعفة الأجر، بحيث يمكن للمسلم أن يحصل على ثواب كبير بأقل جهد.
- النية والإخلاص: فالسيدة جويرية رضي الله عنها كانت حريصة على الذكر طوال الصباح، وهذا يدل على إخلاصها ورغبتها في التقرب إلى الله.
- اختيار الأذكار الجامعة: النبي صلى الله عليه وسلم دلنا على ذكر قصير لكنه يشمل كل شيء، فهو يعظم الله بعدد مخلوقاته، ويرضيه، ويزن عرشه، ويمتد بمداد كلماته، مما يعني أنه ذكر شامل لكل شيء.
- أهمية استغلال الوقت: الحديث يعلمنا أن هناك طرقًا ذكية لمضاعفة الأجر، فبدلًا من قضاء وقت طويل في الذكر، يمكننا التلفظ بأذكار جامعة تحقق أجرًا مضاعفًا.
ما معنى كلمات الذكر الواردة في الحديث؟
- سبحان الله وبحمده: تسبيح لله مع الثناء عليه بالحمد.
- عدد خلقه: أي بعدد ما خلق الله من كائنات لا يعلم عددها إلا هو.
- ورضا نفسه: أي بقدر ما يرضي الله، وهو مقدار عظيم لا حدود له.
- وزنة عرشه: أي بمقدار وزن عرش الرحمن، وهو أعظم المخلوقات.
- ومداد كلماته: أي بقدر مداد الكلمات التي لا تنفد، كما قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ" (لقمان: 27).
يذكرنا هذا الحديث الشريف بأهمية الذكر المأثور الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، ويدفعنا إلى استغلال كل لحظة من يومنا في التسبيح، فلنجعل هذه الكلمات جزءًا من أذكارنا اليومية، فهي مفتاح للأجر العظيم.