حيل «الجماعة» للحفاظ على الوجود
تظل الحلول الأمنية هي «الممكن الوحيد» للسلطات طالما بقي العنف وتعمد تنغيص حياة المصريين هما المحرك الوحيد لممارسات جماعة التخريب التي جعلت الشعب يرفض ويكره مجرد وجودها سواء بقيت جمعية أو جماعة أو ضمن الأحزاب السياسية!،
بل الاتجاه الغالب في لجنة الخمسين لوضع الدستور الجديد المبدأ القائل بعدم جواز قيام أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية، فإذا كان هناك من يقدمون أنفسهم علي أنهم قد انفصلوا عن «الجماعة» وأصبحوا يعملون تحت مسميات مختلفة منها أنهم «شباب من أجل مصر» وقبله «تحالف شباب الإخوان» ليعقد لقاء جري فيه توصيل رسالة محددة منهم إلي رئاسة الجمهورية، ومفاد الرسالة أنهم «رافضون للعنف الإخواني» ورافضون لمحاولات عودة الجماعة إلي سدة الحكم مرة أخري، ويعتبر «عمرو عمارة» مؤسس هذه الحركة أنهم يهدفون لتوضيح مراجعات فكرية لعمل الإخوان مستقبلاً، ونبذ العنف، وإقصاء سيطرة التنظيم القطبي علي الجماعة، وقد عبر «عمرو عمارة» عن رفضه للحلول الأمنية التي تحدث مع الإخوان المسلمين، وأنها سوف تزيد النار اشتعالاً، ويجب أن تحتوي الدولة الأطراف الغاضبة، ولا ينسي زعيم هذه الحركة الشبابية المنشقة علي «جماعة التخريب» أن يذكرنا بأن الجماعة ترتب - كما عمدت لإفساد مشاعر الشعب بذكري انتصارات أكتوبر - لإفساد أو إفشال يوم 25 يناير المقبل في الذكري الثالثة لثورة يناير، ويطلب «عمرو عمارة» دعم الدولة لحزبه «شباب من أجل مصر» حيث يجد أن فئات الدولة جميعها ترفض قبولهم، ويضيف «أن الناس تتعامل معنا علي أننا ثوب جديد للإخوان، وعلي الناس أن تتقبلنا ونحن نحتاج إلي دعم معنوي للحزب»، ومما يجعل ما يراه الناس صحيحاً في أمر «شباب من أجل مصر»، ما ألمح إليه زعيم هذا الشباب المنشق عن الجماعة بأنه يعد إلي «تغيير لائحة الجماعة داخلياً، ولكن بعدما تقوم الدولة بعمل هيكلة للجماعة بعد حظر نشاطها، وكشف حسابات التمويل، ونبذ العنف، مع اعتبار أن المستقبل الأهم هو للحزب السياسي وليس للجماعة»!
وظني أن المطلوب من هذا كله لبث الحياة واستمرار الوجود للجماعة وقد أصبح هذا الوجود - كما قلت - تنهض له السلطات تقاومه وتفشل مخططاته، نيابة عن الشعب الرافض لهذا الوجود جملة