بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ما هو اليمين الغموس.. خطورته وكيف يتجنبها المسلم؟

كتاب الله القرآن
كتاب الله القرآن الكريم

 الحلف بالله كذبًا هو من الذنوب العظيمة التي حذّر منها الشرع الحنيف، ويُعرف هذا الفعل بـ"اليمين الغموس"، لأنه يغمس صاحبه في الإثم والنار.

 

  وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ» (رواه البخاري)، مما يُبرز عِظم هذه المعصية وخطرها على دين المرء وآخرته.

تعريف اليمين الغموس:

 "اليمين الغموس" هي الحلف بالله كذبًا على أمر ماضٍ بقصد الخداع، أو تحقيق منفعة باطلة، كمن ينكر فعلًا قام به، أو يثبت أمرًا كذبًا. وقد وصفها العلماء بأنها من الكبائر لأنها تمثل استهانة بجلال الله وكذبًا متعمدًا يُلحق الأذى بالغير.

حكم اليمين الغموس"

 أجمع جمهور الفقهاء على أن اليمين الغموس لا تُكفَّر بالكفارة المعتادة (إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام)، وإنما تستوجب توبة نصوحًا، وذلك لعِظم الذنب. ويشترط في التوبة:

الإقلاع عن الذنب: الامتناع عن الحلف الكاذب مستقبلًا.

الندم على ما فات: استشعار خطورة ما ارتكبه من إثم.

رد الحقوق: إعادة الحقوق المادية، أو المعنوية التي أُخذت بسبب اليمين الكاذب.


بينما ذهب الشافعية إلى وجوب الكفارة بالإضافة إلى التوبة، والجمع بينهما أحوط وأسلم.

عاقبة اليمين الغموس:

بيَّن الله تعالى عاقبة الحلف الكاذب بقوله:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَٰئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
 وهذا دليل قاطع على أن الحلف الكاذب قد يؤدي بصاحبه إلى غضب الله وعذابه في الدنيا والآخرة.

كيف يتجنب المسلم اليمين الكاذب؟

1. تعظيم الحلف بالله: إدراك أن الحلف بالله أمر جليل لا يجوز الاستهانة به.


2. الصدق: الحرص على قول الحق في جميع الأحوال.


3. الامتناع عن كثرة الأيمان: لقول النبي ﷺ: «لا تحلفوا بالله كثيرًا» (رواه النسائي).

 

 الحلف بالله كذبًا ليس مجرد ذنب بسيط يمكن التغاضي عنه، بل هو أمر يستوجب توبة صادقة ورد الحقوق لأصحابها. ويجب على المسلم أن يُعظّم الله في قلبه، وأن يلتزم بالصدق في قوله وأفعاله، امتثالًا لأوامر الله وسنة نبيه ﷺ.