بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

البدوي‮: ‬الأيادي المرتعشة‮ ‬لن تبني مصر


أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير في‮ ‬مصر والتي‮ ‬لم‮ ‬يكن لها زعيم أو قائد كانت ثورة ربانية صنعتها قلوب الشعب المصري‮ ‬بكل فئاته مشدداً‮ ‬علي‮ ‬أنه لم‮ ‬يكن هناك حزب سياسي‮ ‬أو حتي‮ ‬أي‮ ‬جهاز مخابرات في‮ ‬العالم،‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يسقط النظام الذي كان‮ ‬يملك العديد من أدوات البطش والترويع وقال رئيس الوفد في‮ ‬لقائه مع قيادات وأعضاء نادي‮ ‬روتاري الجزيرة إن حزب الوفد شارك منذ اليوم الأول في‮ ‬مظاهرات‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬والتي تحولت إلي‮ ‬ثورة مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أنه اجتمع‮ ‬يوم‮ ‬23‮ ‬يناير مع شباب حزب الوفد ووافق علي‮ ‬مشاركتهم في‮ ‬مظاهرات‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وكانت أول مظاهرة خرجت من حزب الوفد،‮ ‬وظهرت في‮ ‬الصحف والمواقع الإلكترونية المظاهرة التي‮ ‬كانت تحمل أعلام الوفد،‮ ‬حيث تظاهروا حتي مبني الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬وكنت أتابع طوال الوقت وأنا في‮ ‬مقر الحزب ومعي‮ ‬فؤاد بدراوي‮ ‬وعلي‮ ‬السلمي وعدد من قيادات الحزب ورأينا أن نخرج ببيان فدعونا القنوات الفضائية ووسائل الإعلام إلي‮ ‬مؤتمر صحفي‮ ‬في‮ ‬مقر حزب الوفد‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وكان هذا أول بيان‮ ‬يصدر عن أي‮ ‬حزب أو مؤسسة في‮ ‬مصر‮ ‬يؤكد المشاركة في‮ ‬مظاهرات‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وقد تعرض رئيس الوفد لضغوط أدبية شديدة من قيادات في‮ ‬النظام السابق،‮ ‬حيث اتهموني بأنني سوف أحرق مصر‮.. ‬لكنني وزملائي‮ ‬صممنا علي‮ ‬موقفنا وعقدنا المؤتمر الصحفي وألقينا البيان الذي تضمن العديد من المطالب ومنها حل مجلس الشعب وسقوط شرعية النظام كل ذلك ولم تكن المطالب قد تبلورت في ميدان التحرير‮.. ‬وأضاف قائلاً‮: ‬لقد شارك الوفد منذ البداية‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير لكن أحزاباً‮ ‬وقوي سياسية كثيرة توارت في‮ ‬ذلك اليوم ولم تشارك إلا‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬يناير‮ »‬جمعة الغضب‮«. ‬وأضاف د‮. ‬السيد البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬في‮ ‬ذلك اليوم أصدرت بياناً‮ ‬أشد قسوة أما‮ ‬يوم‮ ‬30‮ ‬يناير فقد صدرت جريدة‮ »‬الوفد‮« ‬في‮ ‬ظل وجود النظام السابق وكان المانشيت الرئيسي‮ »‬ثروة الرئيس‮ ‬70‮ ‬مليار دولار‮«‬،‮ ‬وفي‮ ‬الصفحة الثالثة كتبت الوفد‮ »‬حاكموا هؤلاء‮« ‬ووضعت صور العديد من رموز النظام السابق خلف القضبان ومنهم‮: ‬رئيسا مجلسي الشعب والشوري،‮ ‬وزكريا عزمي،‮ ‬رئيس الوزراء،‮ ‬وعدد من الوزراء‮. ‬وأضاف البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬في‮ ‬هذا اليوم تم وضع اسمي‮ ‬علي‮ ‬قوائم الممنوعين من السفر ولو لم تنجح الثورة لربما انتهي‮ ‬الوفد للأبد،‮ ‬ولكننا تحملنا المسئولية كأمناء علي تراث الوفد الذي‮ ‬كان علي‮ ‬مدار تاريخه‮ ‬ينحاز للأمة ولم‮ ‬يكن‮ ‬يتردد في‮ ‬أي‮ ‬حق من حقوق المواطنين،‮ ‬هذا ما تعلمناه في‮ ‬الوفد وسرنا عليه،‮ ‬وقد ظللنا نشارك في‮ ‬ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وندعمها حتي نجحت الثورة وسقط النظام‮. ‬وأضاف البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬نعم نجحت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬لكن لم تحقق أهدافها لأنها لم تقم فقط من أجل إسقاط مجموعة أشخاص أو محاكمتهم ولكن من أجل تغيير الواقع الذي‮ ‬يعيشه الإنسان المصري‮ ‬ومن أجل حياة كريمة‮ ‬يسودها العدل والرخاء كل ذلك لم‮ ‬يتحقق حتي‮ ‬الآن،‮ ‬وكل ما‮ ‬يركز عليه شباب الثورة هو الانتقام من النظام السابق الذي سقط ويحاكم،‮ ‬وبما أننا نثق في‮ ‬القضاء فإننا‮ ‬يجب أن نترك القضاء وسلطات التحقيق‮ ‬يقومون بواجبهم،‮ ‬ولا ننظر للخلف لأن الانتقام والتشفي‮ ‬لا‮ ‬يبني‮ ‬وطناً‮ ‬ولا‮ ‬يصنع مستقبلاً،‮ ‬خاصة أن هناك مخاطر تحيط بالثورة ومنها مخاطر داخلية مثل بنية الاستبداد السياسي القائمة وهي‮ ‬في‮ ‬منتهي‮ ‬الخطورة وتهدد بانتكاسة جديدة للثورة وهذه البنية قائمة علي‮ ‬أساس وجود‮ ‬53‮ ‬ألف عضو بالمجالس المحلية منهم‮ ‬51‮ ‬ألف عضو بالحزب الوطني‮ ‬الذي كان حاكماً،‮ ‬وكذلك رؤساء المدن والمراكز والقري والعمد ومشايخ البلد كلهم‮ ‬ينتمون للحزب الوطني الذي كان حاكماً‮ ‬وكان هذا‮ ‬ينذر بخطر شديد أن هذه البنية السياسية هي‮ ‬التي‮ ‬سيقام عليها البناء التشريعي القادم في‮ ‬مجلس الشعب وإذا لم تفكك فالمستقبل والديمقراطية في خطر ومجلس الشعب قد‮ ‬يأتي‮ ‬مثل مجلس الشعب الذي كان في‮ ‬2010‭.‬‮ ‬وأضاف البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬كما أن ما‮ ‬يهدد الثورة أيضاً‮ ‬هو طول فترة الحركة الثورية وعلي‮ ‬سبيل المثال فإن مدة الحركة الثورية في‮ ‬فرنسا امتدت‮ ‬15‮ ‬عاماً‮ ‬زادت خلالها أعمال العنف والبلطجة والسطو وأصبح الفرنسيون‮ ‬يتحسرون علي‮ ‬النظام السابق،‮ ‬وحذر البدوي‮ ‬من أن مدة الحركة الثورية في‮ ‬مصر لو امتدت أكثر من‮ ‬6‮ ‬شهور من الآن فإن الشعب المصري سوف‮ ‬يترحم علي‮ ‬النظام السابق لأن هناك حالة تسيب وفوضي وضعف في إدارة شئون البلاد مسئول عنها الشعب والحكومة والمجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة

،‮ ‬كما أن من المخاطر التي‮ ‬تهدد الثورة المخاطر الخارجية لأن هناك من لا‮ ‬يريد لمصر أن تصبح أكبر دولة ديمقراطية في‮ ‬المنطقة فإسرائيل كانت تردد دائماً‮ ‬أنها واحة الديمقراطية في‮ ‬المنطقة وقيام الديمقراطية في‮ ‬مصر‮ ‬يهدد إسرائيل ومن‮ ‬يدافع عن إسرائيل كما‮ ‬يهدد دولاً‮ ‬عربية فمصر هي‮ ‬الرائدة وهي المثل والقائد والزعيم وما‮ ‬يحدث في‮ ‬مصر‮ ‬يمتد إلي‮ ‬المنطقة وقد رأينا ثورة‮ ‬17‮ ‬فبراير في‮ ‬ليبيا وكذلك الثورات في‮ ‬اليمن وسوريا،‮ ‬وسوف تمتد إلي‮ ‬المنطقة حتي‮ ‬تصبح الشعوب العربية تحكم نفسها بنفسها،‮ ‬وليس من خلال فرد‮ ‬يأمر فيطاع،‮ ‬وشدد البدوي‮ ‬علي أن الشعوب العربية ترغب في‮ ‬الوحدة العربية،‮ ‬لكن للأسف الحكام كانوا حريصين علي‮ ‬عدم التقارب العربي‮ ‬وكانوا‮ ‬يحكمون بتعليمات خارجية ومازال البعض كذلك،‮ ‬وقال‮: ‬عندما زرت السودان ذكر الرئيس السوداني عمر البشير أنه اتفق مع الرئيس السابق حسني‮ ‬مبارك علي‮ ‬أن‮ ‬يزرع القمح في‮ ‬السودان لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر،‮ ‬والسودان،‮ ‬ووافق الرئيس مبارك لكن عاد بعد بضعة أيام واتصل بالبشير قائلاً‮: ‬إن أمريكا رفضت أن تزرع مصر القمح في‮ ‬السودان،‮ ‬وأكد البدوي‮ ‬أنه كي‮ ‬تؤتي‮ ‬الثورة أكلها‮ ‬يجب أن نفيق من نشوة الثورة،‮ ‬كما أن الحرية لا تعني‮ ‬انفلاتاً‮ ‬أو فوضي وحالة الفوضي التي‮ ‬نراها حالياً‮ ‬لا علاقة لها بالحرية والديمقراطية‮.. ‬كما أنها ليس لها علاقة بثورة‮ ‬25‮ ‬يناير العظيمة لأن ما‮ ‬يحدث الآن‮ ‬يسيئ للثورة بل لأرواح شهداء الثورة مثلاً‮ ‬مواطنون‮ ‬يقطعون طريق العياط بسبب محطة محمول وسائقو الميكروباصات‮ ‬يتوقفون عن العمل في‮ ‬شارع فيصل وغيرها من مظاهر الفوضي التي‮ ‬لابد أن نتنبه لها،‮ ‬وشدد البدوي أن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير معجزة ولولا انحياز الجيش للثورة لنجح النظام السابق في‮ ‬قمعها،‮ ‬لكن الله أراد لهذه الثورة أن تنجح ولابد من أن نصبر وأن تتوقف المطالب الفئوية‮. ‬وقال‮: ‬إن الثورة فجرها الشباب لكنه لم‮ ‬يقم بها منفرداً‮ ‬فقد نجحت لأنها ثورة الشعب المصري‮ ‬كله من أسوان إلي‮ ‬الإسكندرية إلي‮ ‬العريش إلي‮ ‬مرسي‮ ‬مطروح،‮ ‬ولولا خروج الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬يوم واحد لوأد النظام هذه الثورة التي‮ ‬لم تكن في‮ ‬ميدان التحرير فقط بل في‮ ‬كل ميادين التحرير في‮ ‬مصر فعجز الأمن وأسقط في‮ ‬يده‮.‬

وأكد د‮. ‬السيد البدوي رئيس حزب الوفد أنه من المؤسف أن هناك أكثر من‮ ‬200‮ ‬ائتلاف‮ ‬يتحدثون باسم الثورة وأنا أطالب بضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في‮ ‬سبتمبر حتي‮ ‬يكون لدينا نواب حقيقيون‮ ‬يتحدثون باسم الشعب لأن‮ »‬النهاردة كل واحد بيتكلم باسم مصر‮«. ‬وأضاف البدوي‮ ‬أنه‮ ‬يطالب بأن تجري‮ ‬الانتخابات البرلمانية القادمة بنظام القائمة النسبية،‮ ‬أما كلمة التزوير فقد انتهت من مصر ولن‮ ‬يستطيع كائناً‮ ‬من كان تيار أو حزب سياسي أن‮ ‬يعود إلي‮ ‬الاستبداد،‮ ‬وشدد علي‮ ‬أن الانتخابات بالقوائم النسبية سوف تفرز من‮ ‬يتحدثون باسم المصريين بدلاً‮ ‬من حالة الفوضي الحالية،‮ ‬وقال إن مسألة كثرة الأحزاب السياسية حالياً‮ ‬هي‮ ‬شيء طبيعي‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬انفتاح لكن الذي‮ ‬يصحح أخطاء الديمقراطية هي‮ ‬الممارسة الديمقراطية،‮ ‬وانتقد رئيس حزب الوفد ما نعانيه حالياً‮ ‬من انفلات أمني‮ ‬وكذلك انفلات إعلامي،‮ ‬مؤكداً‮ ‬خطورة هذا الانفلات الإعلامي،‮ ‬ومشدداً‮ ‬علي أن الإعلام المصري‮ ‬عليه عبء جسيم حالياً‮ ‬بحيث‮ ‬يجب أن‮ ‬يراعي مصلحة وطنه من تلقاء نفسه،‮ ‬وأكد البدوي أن د‮. ‬عصام شرف رئيس الوزراء شخصية محترمة جداً‮ ‬وتربطه به علاقة طيبة لكن للأسف الحكومة الحالية‮ ‬غير قادرة علي‮ ‬إدارة الأمور أو تسيير الأعمال لأن الوزراء مترددون في‮ ‬اتخاذ أي‮ ‬قرار وحجتهم هو خوفهم من أن‮ ‬يلبسوا البلدلة البيضاء أو البدلة الزرقاء وأقول لهم إن بعض الوزراء والمسئولين السابقين حدث لهم ذلك بسبب الفساد وليس بسبب خطأ ما في‮ ‬قرار‮. ‬وحيا الدكتور السيد البدوي‮ ‬في‮ ‬هذا الشأن د‮. ‬ميرفت التلاوي وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية سابقاً،‮ ‬والتي‮ ‬كانت حاضرة الندوة،‮ ‬حيث قال‮: ‬الوزيرة ميرفت التلاوي قالت كلمتها في‮ ‬عز الاستبداد وواجهت بطرس‮ ‬غالي‮ ‬ولم تتردد في إعلان الحقيقة في‮ ‬ظل وجود النظام السابق،‮ ‬وشدد البدوي‮ ‬علي‮ ‬أن اليد المرتعشة لن تبني والشعب المصري علي‮ ‬سبيل المثال‮ ‬يؤيد الشرطة لأنه أحس بالفراغ‮ ‬الأمني لكن الشرطة مازالت خائفة ومترددة وهو ما‮ ‬يشجع البلطجية وعندنا نصف مليون بلطجي و12‮ ‬ألف منطقة عشوائية‮ ‬يسكنها‮ ‬20‮ ‬مليون مواطن ومواطنة وإذا لم‮ ‬يشعروا بالضبط والربط فإنه سيحدث ما لا تحمد عقباه‮.‬

وأكد البدوي أن الحكومة الحالية وإن كانت انتقالية فإن لديها مهاماً‮ ‬يجب أن تقوم بها وأيضاً‮ ‬المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة

الذي كان له دور أساسي‮ ‬في‮ ‬الثورة وانحاز لها منذ اليوم الأول والشعب‮ ‬ينظر للمؤسسة العسكرية علي‮ ‬أنها مؤسسة انضباط وقد قابلت أعضاء المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة
أكثر من مرة وأستطيع أن أجزم أنه من حسن حظ الشعب المصري‮ ‬أن هذه المجموعة موجودة حالياً،‮ ‬وقد طلبت منهم في‮ ‬آخر لقاء أن‮ ‬يمدوا فترة بقائهم عامين لكنهم أكدوا لي إصرارهم علي‮ ‬تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب في‮ ‬الموعد الذي سبق أن حددوه‮. ‬وأشار د‮. ‬السيد البدوي‮ ‬إلي‮ ‬أن طلبه بقاء المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة
لمدة عامين كان وراءه سببان‮.. ‬الأول‮: ‬أن‮ ‬يظهر من‮ ‬يقود البلاد خاصة أننا ظللنا لمدة‮ ‬30‮ ‬سنة في‮ ‬استبداد وفي رأيي فإن رئيس مصر القادم لم‮ ‬يرشح نفسه بعد ولذلك فإنني أتصور خلال مدة العامين التي‮ ‬اقترحتها ظهور أكثر من مرشح محتمل قادر علي‮ ‬إدارة أمور البلاد‮.. ‬أما السبب الثاني‮: ‬أن وجود المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة
‮ ‬يضمن عدم استغلال أي‮ ‬حزب سياسي‮ ‬الديمقراطية في‮ ‬الوصول للحكم ثم الانقلاب عليها‮..‬وأكد‮ »‬البدوي‮« ‬مجدداً‮ ‬أنه لن‮ ‬يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية وفي‮ ‬خلال الحوار المفتوح بين الدكتور السيد البدوي‮ ‬رئيس حزب الوفد مع الحاضرين أجاب عن العديد من التساؤلات،‮ ‬فأشار البدوي‮ ‬إلي‮ ‬أنه تشرف بثقة زملائه بانتخابه رئيساً‮ ‬لحزب الوفد‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬مايو‮ ‬2010‮ ‬وشاءت إرادة الله أن‮ ‬يكون عاماً‮ ‬من الحراك السياسي‮ ‬فبعد انتخابهم خاض الحزب انتخابات مجلس الشوري ثم شارك في‮ ‬انتخابات مجلس الشعب ثم قرر الدكتور السيد البدوي الانسحاب من جولة الإعادة لأنه صرح أكثر من مرة بأنه في‮ ‬حالة وجود تزوير سوف‮ ‬يعلن الانسحاب من الانتخابات وهو ما حدث بالفعل وقام المكتب التنفيذي‮ ‬في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬بالتصديق علي‮ ‬قرار الانسحاب وهو ما تبعه قرار الإخوان المسلمين في‮ ‬الانسحاب أيضاً‮ ‬في‮ ‬انتخابات الإعادة‮.‬

وشدد‮ »‬البدوي‮« ‬أن قرار الوفد بالانسحاب كان أول مسمار في‮ ‬نعش النظام السابق رغم الإغراءات والضغوط التي‮ ‬تعرض لها بالتراجع عن قرار الانسحاب،‮ ‬وقال إن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والوحدة الوطنية والحرية الاقتصادية المقترنة بالعدالة الاجتماعية وحسن توزيع الدخل من ثوابت حزب الوفد الذي‮ ‬يؤمن أن الشريعة الإسلامية هي‮ ‬المصدر الرئيسي‮ ‬للتشريع كما‮ ‬يؤمن بجميع القيم الروحية التي‮ ‬أرستها الديانات السماوية والمواطنة وأن من حق المسيحيين أن‮ ‬يحاكموا وفق شريعتهم في‮ ‬قضايا الأحوال الشخصية‮. ‬وحذر البدوي من أن الشيء الوحيد الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يهدم مصر هو الفتنة الطائفية،‮ ‬مؤكداً‮ ‬ضرورة أن نتكاتف جميعاً‮ ‬لوأد هذه الفتنة التي‮ ‬نجد من‮ ‬يزكيها،‮ ‬وقال‮: ‬نحن شعب واحد منذ‮ ‬7‮ ‬آلاف سنة بعضنا دخل الإسلام وبعضنا ظل علي‮ ‬مسيحيته فنحن شعب واحد‮ ‬يدين بدينين ولذلك لابد من الحفاظ علي‮ ‬وحدتنا الوطنية التي‮ ‬فشل الاحتلال الإنجليزي منذ‮ ‬1882‮ ‬في زعزعتها بل إن اللورد كرومر صاحب سياسة فرق تسد ظل‮ ‬24‮ ‬سنة في‮ ‬مصر،‮ ‬وقال‮: ‬لم أجد فرقاً‮ ‬بين المسلم المصري‮ ‬والمسيحي‮ ‬المصري‮ ‬سوي‮ ‬أن الأول‮ ‬يذهب إلي‮ ‬المسجد‮ ‬يوم الجمعة والثاني‮ ‬يذهب للكنيسة‮ ‬يوم الأحد‮.‬

وأضاف البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬مازلنا نتذكر ما قاله القمص سرجيوس أثناء ثورة‮ ‬1919‮ ‬عندما خطب في‮ ‬الجامع الأزهر قائلاً‮: ‬إذا كان الإنجليز‮ ‬يتذرعون ببقائهم في‮ ‬مصر بحماية الأقباط فليمت الأقباط وتحيا مصر‮.‬

وكذلك فإن سعد باشا زغلول زعيم الوفد عندما ذهب للملك فؤاد باسماء‮ ‬10‮ ‬وزراء كان منهم‮ ‬2‮ ‬أقباط قال له الملك فؤاد لماذا لم تراع النسبة العددية،‮ ‬حيث كان قد جري العرف علي اختيار وزير قبطي واحد فرد عليه سعد باشا زغلول،‮ ‬قائلاً‮: ‬إن رصاص الإنجليزي‮ ‬في‮ ‬ثورة‮ ‬1919‮ ‬لم‮ ‬يراع النسبة العددية بين المسلمين والمسيحيين‮.‬

وقال البدوي‮ ‬إن ثورة‮ ‬1919‮ ‬قضت علي‮ ‬الفتنة الطائفية آنذاك ورفعت شعارات الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب،‮ ‬وأشار إلي‮ ‬أنه خلال ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير كانت هناك مشاعر عظيمة في‮ ‬ميدان التحرير أكدت الوحدة‮ ‬الوطنية لكن للأسف بدأت مؤخراً‮ ‬بعض الفتن الطائفية المصطنعة التي‮ ‬يجب أن نتصدي لها جميعاً‮ ‬ونتكاتف لوأد هذه الفتنة المصطنعة‮.‬

وفي‮ ‬رده علي‮ ‬أحد الأسئلة قال‮ »‬البدوي‮«: ‬إن الوفد أول حزب عربي‮ ‬يعترف بالمجلس الوطني‮ ‬الانتقالي الليبي‮ ‬كممثل شرعي‮ ‬ووحيد للشعب الليبي،‮ ‬حيث نظم حزب الوفد في‮ ‬هذا الشأن مؤتمراً‮ ‬جماهيرياً‮ ‬حضره عدد من أعضاء المجلس الانتقالي وقيادات القبائل العربية من مطروح والفيوم والمنيا وهذه القبائل أيدت المجلس الانتقالي الليبي‮. ‬وأضاف البدوي‮ ‬قائلاً‮: ‬كما قمت وزملائي‮ ‬بزيارة إلي‮ ‬ليبيا رغم التحذيرات لنا من أن هناك خطراً‮ ‬وقد تحملنا جميع تبعات هذه الزيارة رغم ما قيل لنا من أننا سنكون مستهدفين هناك لكن ذهبنا والتقيت في‮ ‬ساحة الشهداء ميدان المحكمة‮ »‬التحرير‮« ‬بعشرات الآلاف من الشعب الليبي وشعرت بعظمة هذا الشعب الذي لم‮ ‬يستسلم وأثبت أنه شعب قوي‮ ‬يستحق الحياة وبإذن الله سوف تتحرر ليبيا‮. ‬وفي‮ ‬رده علي‮ ‬سؤال من أحد الحاضرين قال رئيس حزب الوفد إن الإصلاح السياسي‮ ‬والاقتصادي والتنمية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة وحتي‮ ‬نتحدث عن التنمية لابد أن‮ ‬يكون عندي‮ ‬استثمارات مالية ضخمة وشفافية وإعلام حر،‮ ‬وأن تكون هناك مساءلة سياسية من خلال برلمان منتخب بطريقة حقيقية ومصر مارست الديمقراطية في‮ ‬وقت كان الكثيرون لا‮ ‬يعرفون شيئاً‮ ‬عن الديمقراطية فقد كان هناك مجلس شوري القوانين عام‮ ‬1866‭.‬‮ ‬كما عرفنا الأحزاب السياسية عام‮ ‬1907،‮ ‬وكان هناك‮ ‬3‮ ‬أحزاب هي‮ ‬الأمة والوطني‮ ‬وحزب الإصلاح‮ ‬،‮ ‬كما أنه بعد قيام ثورة‮ ‬1919‮ ‬أجريت الانتخاباتة وفقاً‮ ‬لدستور‮ ‬1923‮ ‬وخلال تلك الانتخابات التي‮ ‬جرت عام‮ ‬1924‮ ‬أسقط الشعب المصري‮ ‬يحيي باشا إبراهيم وكان رئيس وزراء ووزير داخلية آنذاك وسقط أمام مرشح الوفد أحمد أفندي مرعي‮ ‬ونحن مؤهلون في‮ ‬مصر لممارسة الديمقراطية وسوف ترون حقيقة الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسوف ترون مدي‮ ‬وعي‮ ‬وثقافة الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬اختيار من‮ ‬يمثله ومن‮ ‬يحكمه‮.‬

وفي‮ ‬رده علي الهجوم العنيف الذي شنه المشاركون في‮ ‬الندوة،‮ ‬أكد د‮. ‬السيد البدوي‮ ‬رئيس الوفد،‮ ‬أن جماعة الإخوان المسلمين لديهم الآن حزب العدالة والحرية،‮ ‬وأن الفترة القادمة مصر تحتاج فيها إلي‮ ‬حكومة وحدة وطنية ائتلافية،‮ ‬يتوافق عليها الشعب المصري‮.. ‬وحزب العدالة والحرية لابد أن‮ ‬يعمل في‮ ‬إطار الدستور والدولة المدنية،‮ ‬ونحن ضد الدولة الدينية تماماً‮.‬

وفي‮ ‬نهاية اللقاء تسلم الدكتور السيد البدوي‮ ‬رئيس حزب الوفد درع نادي‮ ‬روتاري الجزيرة تقديراً‮ ‬له‮.‬

 

شاهد الفيديو