بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فى المضمون

كيف يفكر ترامب؟

مع عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الحكم من جديد بدأت منطقة الشرق الأوسط فى التجهيز والتفكير فى سياسة ترامب خاصة مع الحرب الدائرة على غزة ولبنان.

فى ظل فوزه بالرئاسة فى 2024، يُتوقع أن يعيد دونالد ترامب توجهاته السابقة فى الشرق الأوسط مع بعض التحولات، معتمدًا بشكل أساسى على علاقات «تبادلية» تعتمد على المصالح التجارية والأمنية بين الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة إسرائيل ودول الخليج. ومن المرجح أن يواصل ترامب دعم اتفاقيات «أبراهام» لتعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، كما قد يدفع نحو توسيعها لتشمل دولًا إضافية، رغم أن تفاصيل استراتيجية تحقيق ذلك ليست واضحة حتى الآن.

بالنسبة لإيران، يُتوقع أن يتخذ ترامب موقفًا متشددًا، وقد يشجع إسرائيل على اتخاذ إجراءات وقائية ضد برنامج إيران النووي، رغم أنه لم يحدد بعد إن كان سيدعم التدخل العسكرى المباشر. هذا التوجه قد يؤدى إلى تصعيد التوترات مع إيران، لكنه يأتى فى ظل قلق ترامب المتزايد من القدرات النووية الإيرانية واعتبارها تهديدًا رئيسيًا للمنطقة.

وعلى صعيد الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، لا يبدو أن ترامب سيركز على إقامة دولة فلسطينية أو على قضايا الحقوق الفلسطينية، حيث لم يتطرق لهذه المواضيع فى تصريحاته الأخيرة. بل يركز أكثر على دعم إسرائيل كحليف استراتيجي، ما يُعنى احتمال قطع تمويل وكالة الأونروا، وهو ما قد يزيد من صعوبة الوضع الإنسانى فى المناطق الفلسطينية.

بالمجمل، تُظهر سياسات ترامب توجهًا نحو إضعاف المشاركة الأمريكية التقليدية فى بناء السلام أو التسوية الدبلوماسية طويلة الأجل، مع التركيز على مصالح أمنية وتجارية مباشرة مع دول محددة، ما قد يؤدى إلى استقرار مؤقت فى العلاقات الثنائية، لكنه يحمل فى طياته مخاطر تصاعد التوترات الإقليمية.

هناك احتمالات لإحياء نسخة جديدة من «صفقة القرن» خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، هذه الصفقة التى أطلقتها إدارته سابقًا تضمنت دعمًا كبيرًا لإسرائيل، بما فى ذلك الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ودعم ضم أجزاء من الضفة الغربية. الصفقة كانت تهدف إلى منح الفلسطينيين أراضى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها تعرضت لانتقادات لاعتبارها منحازة إلى إسرائيل بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بوضع القدس والسيادة الأمنية لإسرائيل على معظم الأراضى الفلسطينية.

مع عودة ترامب، من المتوقع أن يدفع نحو اتفاقيات جديدة تُركز على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، مثلما حدث فى اتفاقيات «أبراهام». وقد يسعى ترامب إلى تعزيز الاتفاقيات مع دول أخرى، بما فى ذلك المملكة العربية السعودية، دون الحاجة إلى حل القضايا الأساسية التى تهم الفلسطينيين، مثل حق العودة وحدود 1967. من جهة أخرى، تبقى مسألة إعادة طرح «صفقة القرن» تحديًا؛ إذ إن أى جهد جديد قد يُركز بشكل أكبر على دعم الأجندة الإسرائيلية ضد القوى التى تعتبرها تهديدًا، مثل إيران وحزب الله، مع تجاهل للمطالب الفلسطينية التقليدية حول إقامة دولة ذات سيادة​​​​​​.

[email protected]