كرمه السيسي والسادات.. رحيل البطل محمد المصري

تتساقط أوراق أبطال حرب أكتوبر، الذين أعادوا العزة لمصرنا الحبيبة، حيث توفي البطل محمد المصري، الذي تمكن من تدمير 27 دبابة خلال حرب أكتوبر، عن عمر يناهز 76 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أيام قليلة من تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي له.
والبطل محمد المصري، له أمجاد كبيرة خلال حرب أكتوبر، من الأبطال الذين سطروا تاريخهم بحروف من نور بعدما قدموه خلال الحرب وما سبقه من تدريبات شاقة حتى كتب الله النصر لمصر واستعادت كرامتها وأرضها ولقنت العدو الإسرائيلي درسًا لن ينساه.
وأكد المصري في حوار سابق له في جريدة (الوفد) أنه تم تجنيده وتم توزيعه علي سلاح الصاعقة الذي جاء في الترتيب الأول في التدريبات على صواريخ جرادبي، ثم التحق بسلاح المظلات، بعدها انتقل المصري إلى أبو المطامير في البحيرة، حيث استقر هناك، وبعد انتهاء الحرب انتقل للعمل بمجلس المدينة حتى وصل إلى مدير العلاقات العامة قبل أن يحال إلى المعاش.
وكان محمد المصري يتذكر دائمًا أنه قبل أيام قليلة من حرب أكتوبر كان الاتحاد السوفييتي يحاول إصابتنا بالإحباط بعد أن أكدت قياداته العسكرية أن المصريين يحتاجون إلي عشرات السنين حتى يتدربوا على إطلاق الصواريخ التي كانت تحتاج إلى 3 مراحل هي التجهيز على القاعدة، زمن المرور، إصابة الهدف وذلك خلال 100 ثانية فقط ولكننا واصلنا تدريباتنا ليلًا ونهارًَا حتى تمكنا من إجادة إطلاق الصواريخ خلال 30 شهرًا فقط مما أصاب الروس بالذهول من مدي عقلية العسكرية المصرية.
وحكي محمد المصري اللحظات التي سبقت بداية الحرب، الذي كان ضمن الفوج الأول، فور عبورنا إلى أرض سيناء سجدت لله شكرً،ا ثم كانت أولي مهامي مع زملائي هي قطع الإمدادات عن الدبابات الإسرائيلية، وكان حريصًا علي أن يصيب الهدف حتى لا يضيع الصاروخ هباءً، لأنه من أموال الشعب (كما حكى) خصوصًا أن الصاروخ ارتفع سعره من 500 دولار إلى 1500 دولار بعد بداية الحرب، وهو مبلغ كبير جدًا في ذلك الوقت؟
أسر عساف ياجوري:
كان محمد المصري يفتخر دائمًا أنه يوم 8 أكتوبر 1973، ثالث أيام الحرب، حدث موقف لن ينساه عندما دمر دبابة العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري، قائد اللواء 190 مدرع، حيث استدعاه قائده العقيد حسن أبو سعدة، وعندما توجه إليه شاهد رجلًا غريبًا موثق القدمين ووجهه في الأرض في حالة ذل وإنكسار، وعندما ناداني العقيد حسن أبو سعدة قائلًا تعالي يا محمد يا مصري، فوجئت بهذا الشخص يرفع وجه ويعطيني التحية العسكرية، وعرفت أنه القائد الإسرائيلي عساف ياجوري، وعلم أنه عقب وقوعه في الأسر طلب كوبًا من الماء ورؤية الجندي الذي دمر دبابته.
وعقب انتهاء الحرب، حيث تمكن من تدمير 27 دبابة للعدو، استدعاه المشير أحمد إسماعيل، واصطحبه إلي منزل الرئيس الراحل أنور السادات في الجيزة، وفي الطريق قال له المشير أحمد إسماعيل، إنه حسب التقاليد العسكرية لا تمد يدك لمصافحة الرئيس السادات، لأنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعند وصوله احتضنه السادات لدقائق عدة.
ولا ينسى المصري أحد المواقف التي مرت به خلال أيام الحرب أثناء تواجده وزملائه في وادي النخيل، حيث كان زميلهم شفيق فخري (مسيحي) يصعد إلي النخيل في التلت الأخير من الليل، من أجل إحضار (سباطة بلح) يأكلونها وكانوا حريصين علي عدم سقوطها علي الأرض حتي لا تنغمس في الرمال، وصعوبة غسلها لعدم كفاية مياه الشرب، وفجأة سمعوا دوي صوت عالٍ وعندما توجهوا إلي مصدره وجدوا زميلهم سقط أثناء نزوله من النخلة، ويقول لهم لا تخافوا السباطة لم تقع على الرمال، وحمدنا الله على أنه لم يُصب بسوء.